منظور عالمي قصص إنسانية

قافلة ثانية إلى الركبان الشهر المقبل وهدوء حذر في إدلب

أرشيف: يان إيغلاند مستشار الشؤون الإنسانية للمبعوث الخاص إلى سوريا.
UN Photo/Luca Solari
أرشيف: يان إيغلاند مستشار الشؤون الإنسانية للمبعوث الخاص إلى سوريا.

قافلة ثانية إلى الركبان الشهر المقبل وهدوء حذر في إدلب

المساعدات الإنسانية

قال يان إيغلاند المستشار الخاص للمبعوث الأممي لسوريا إن الأمم المتحدة تعمل الآن على إرسال قافلة مساعدات إنسانية ثانية إلى مخيم الركبان على الحدود بين سوريا والأردن بحلول منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل، حيث تشتد الحاجة لهذه القافلة في ظل قدوم فصل الشتاء.

وفي حديثه إلى الصحفيين في جنيف، اليوم الخميس، أشار إيغلاند إلى أن الأمم المتحدة على تواصل مع روسيا والولايات المتحدة والأردن، "الدول الثلاث التي تملك المفتاح لفتح فخ الركبان هذا الذي وقع فيه العديد من المدنيين،" بحسب وصفه.

وقال إن النازحين في المخيم قد أعربوا للفرق الإنسانية عن رغبتهم في مغادرة المخيم. إذ تتوالى تقارير عن أزمة مروعة لحماية المدنيين داخل المخيم، "وهناك الكثير من الناس الذين يعانون داخل المخيم، وأشد من يعاني هم النساء والأطفال" كما قال إيغلاند.

"الرسالة التي تلقيناها من قادة المجتمع، من النساء والأطفال والرجال والمدنيين، الذين تحدثنا معهم عدة مرات في الركبان، هي أنهم يريدون المغادرة. البعض يريد أن يذهب إلى أماكن تسيطر عليها الحكومة، والبعض الآخر إلى أماكن تسيطر عليها المعارضة. إننا بحاجة إلى التفاوض مع جماعات المعارضة الست في المنطقة، ووضع خطة لذويهم من المدنيين، ومن ثم ستضع الحكومة السورية خطة لخروجهم من المخيم."

وعن الوضع في إدلب، أكد المستشار الخاص أن الشهرين الماضيين كانا الأكثر هدوءا، على عكس التوقعات، ولكنه أشار إلى وجود قصف على محيط منطقة التهدئة حول إدلب. وقال:

"الوضع متوتر جدا داخل منطقة التهدئة، والمدنيون في الداخل—نحو مليونين أو ثلاثة ملايين شخص، بمن فيهم اثنا عشر ألف عامل في القطاع الصحي، يتساءلون عما إذا كان هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة أم أنه الهدوء قبل قدوم السلام."

وقد أعلنت كل من روسيا وتركيا أنهما ستبذلان قصارى جهدهما لتفادي العمليات العسكرية وأي تصعيد عسكري في إدلب، حسبما أفاد يان إيغلاند.

كما تطرق كبير مستشاري المبعوث الخاص إلى حياة المدنيين تحت سيطرة الجماعات المسلحة، قائلا إنهم "الملتحون وغير الملتحين لا يعرف عنهم تمتعهم بالحكم الرشيد". وأشار إلى "وقوع قتال بين الجماعات المسلحة وبعضها في إدلب، وتصرفهم بشكل سيء ومتهور وقاس" مما لا يسمح للوضع بالاستمرار على ما هو عليه.

ونوه إيغلاند إلى أن هناك حملة عسكرية ضروس، يتم نسيانها، في شرق سوريا لدحر تنظيم داعش من آخر معاقله هناك، قد نجم عنها نزوح 27 ألف شخص منذ بداية الحملة بقيادة التحالف الأميركي والقوات الكردية.

وقال إيغلاند إن أشد ما يثير القلق هو أن المخيمات التي يلجأ إليها المدنيون فرارا من القصف، ريثما يتم التأكد من هويتهم، ليست بمنأى لا عن القصف ولا أفراد التنظيم، الذين يشنون غارات على هذه المخيمات من حين لآخر.

"طلبنا من التحالف أن يعمل على نقل هذه المخيمات بعيدا عن مناطق الصراع دون أي تأخير، وأن تتم معاملة النساء والأطفال كمدنيين بحاجة إلى المساعدة وليس كمشتبه بهم. لقد تعرضوا لصدمات شديدة للغاية."