منظور عالمي قصص إنسانية

شهادات النازحين في مواصي خان يونس عقب الغارات الإسرائيلية

خضرة القاضي وهي نازحة من مخيم جباليا في شمال غزة.
UN News
خضرة القاضي وهي نازحة من مخيم جباليا في شمال غزة.

شهادات النازحين في مواصي خان يونس عقب الغارات الإسرائيلية

زياد طالب - قطاع غزة
عبد المنعم مكي - مقر الأمم المتحدة
السلم والأمن

قُتل وأصيب المئات يوم السبت (13 تموز/يوليو) بعد سلسلة غارات جوية إسرائيلية في منطقة المواصي قرب خان يونس، جنوب قطاع غزة. وفور ذلك حشدت الوكالات الأممية إمكانياتها لدعم الاستجابة الطبية والإنسانية بما في ذلك في مجمع ناصر الطبي.

الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن الصدمة والحزن إزاء وقوع هذه الخسارة في الأرواح، وشدد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ التدابير الاحترازية أثناء الهجمات. 

يُذكر أن تلك المنطقة كان قد تم تحديدها "كمنطقة آمنة" من قبل السلطات الإسرائيلية.

مراسلنا في غزة زياد طالب تحدث مع عدد من النازحين في مواصي خان يونس الذين بدا عليهم الحيرة والقلق إزاء انعدام خيارات الاحتماء من القصف خلال الحرب المستمرة منذ نحو عشرة أشهر.

"نزحت عام 1948"

تقول خضرة القاضي وهي نازحة من مخيم جباليا في شمال غزة إنها عاصرت أحداثا كثيرة منذ النكبة عام 1948، ولكنها لم تر شيئا مماثلا لما حدث يوم السبت (13 يوليو/تموز).

وأضافت: "بعد تناولنا الإفطار خرجت إلى باب الخيمة فرأيت الصاروخ الذي دمر كل شيء. أخذت البنات وبدأت بالجري. لم نر هذا الأمر من قبل في العالم. أنا خرجت عام 1948 ولم نر مثل هذا الوضع. وفي الانتفاضة لم نر مثل هذا. لماذا تعاملوننا مثل الحيوانات؟ الحيوان لديه قيمة عندكم. ونحن بشر ولدينا مشاعر فلماذا تعاملوننا بهذه الطريقة؟ أهذه حرب؟ الحرب لا تكون هكذا".

شهادات صادمة حول الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت خياما للنازحين والمنازل المجاورة في منطقة المواصي وخلفت عشرات القتلى والمصابين.
UN News

"أهذه منطقة آمنة؟"

تستنكر ثريا أبو معمر وهي نازحة من شمال قطاع غزة القصف الذي قالت إنه طال مدنيين كانوا يتسلمون المساعدات: "كان يجري في المكان تسليم مساعدات من وكالة (الأونروا) وكان الناس يتلقون المساعدات. يتسلمون الطعام والخبز الذي أصبح مغموسا بالدم. لا يمكنني استيعاب ما حدث. كيف يمكنكم قصف أناس يتسلمون مساعدات لتقديمها لأبنائهم؟ هذا إجرام. أين الإنسانية؟"

أما محمد المزنر وهو نازح من مدينة غزة فيقول: "كنا نياما هنا في أمان الله مثلما ينام كل الناس في هذه الخيام مثلما ترى تفاجئنا بنزول براميل (القصف) علينا. كان الوضع صعبا للغاية ولا يمكن وصفه. تطاير الأطفال الصغار والأنقاض. ابن أخي كان بصدد الدخول إلى الخيمة أصابته شظية في رأسه فاستشهد. أهذه هي منطقة المواصي التي تسمى بالآمنة؟"

محمد المزنر وثريا أبو معمر نازحان من غزة.
UN News
محمد المزنر وثريا أبو معمر نازحان من غزة.

"نظرنا فلم نجد أي خيمة"

ووصفت آمنة أبو رزق وهي نازحة من بيت لاهيا شمال قطاع غزة لحظة القصف فقالت: "استيقظنا عند العاشرة والنصف صباحا. خرجنا من الخيمة لأن الجو كان حارا داخل الخيمة التي نقيم فيها مع أكثر من عائلة واحدة. سمعنا أصوات الصواريخ. أثار الصاروخ الأول غبارا كثيفا ولم نعد نرى أي شيء، ثم وقع الصاروخ الثاني والثالث ولم نتمكن من مغادرة مكاننا. بعد أن هدأ الوضع قليلا، امتلأ الجو بغبار أسود، ثم بعد ذلك نظرنا فلم نجد أي خيمة من خيامنا. ذهبنا إلى عيادة الوكالة (الأونروا) ومكثنا هناك وعندما عدنا إلى المكان وجدناه مدمرا بالكامل. أصبنا بالصدمة جراء عدد الشهداء. وهذا المكان هو مكان آمن طلبوا منا المجيء إليه".

أما أمجد الريس النازح من غزة فيقول: "وقع القصف فجأة وملأ الرماد الجو ووقعت إصابات بين الناس. أتيت مسرعا ووجدت أبي مدفونا هنا سحبته وأخرجته الحمد لله. عمي وأولاده كانوا هنا تحت الأرض. لقد عانينا كثيرا".

آمنة أبو رزق وأمجد الريس نازحان من غزة.
UN News
آمنة أبو رزق وأمجد الريس نازحان من غزة.

 

"هواء معبأ برائحة الدم"

وكان نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، سكوت أندرسون قد زار مجمع ناصر الطبي في خان يونس يوم السبت الماضي حيث شهد "أحد أفظع المشاهد التي رآها في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية".

وقال أندرسون للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إنه زار المجمع الطبي بعد الضربة التي تعرضت لها منطقة المواصي، حيث كان المرفق الصحي مكتظا، وكان هناك أكثر من 100 مصاب.

وأضاف "كان الهواء معبئا برائحة الدم. وكان أحد العاملين في المجال الصحي يمسح برك الدم على الأرض باستخدام الماء فقط لعدم وجود إمدادات كافية ومواد مطهرة أو غيرها من لوازم التنظيف لوقف انتشار العدوى".

وأفاد بأنه أثناء وجوده في المستشفى شاهد رضعا مبتوري الأطراف، وأطفالا مشلولين ومحرومين من تلقي العلاج لعدم وجود المعدات اللازمة في المستشفى، وأطفالا آخرين انفصلوا عن آبائهم. وجدد أندرسون التأكيد على أنه لا مكان آمنا في غزة.