منظور عالمي قصص إنسانية

نيكولاي ملادينوف: اتفاق إسرائيل والإمارات يمثل فرصة لتحقيق تقدم في جهود السلام في الشرق الأوسط

نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
UN Photo/Evan Schneider
نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

نيكولاي ملادينوف: اتفاق إسرائيل والإمارات يمثل فرصة لتحقيق تقدم في جهود السلام في الشرق الأوسط

السلم والأمن

في إحاطة أمام مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، قال نيكولاي ملادينوف إن الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي بإمكانه أن يغيّر الديناميكيات في جميع أنحاء المنطقة، ويخلق فرصا جديدة للتعاون، في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط والعالم مخاطر جدية بسبب جائحة كـوفيد-19 والتطرف، كما سيخلق فرصا اقتصادية وفرصا للسلام.

 

وتأتي إحاطة منسق الأمم المتحدة الخاص للسلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في الجلسة الافتراضية، التي عُقدت صباح الثلاثاء بتوقيت نيويورك، بعد أيام من الإعلان عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل  والإمارات العربية المتحدة.

وتابع ملادينوف يقول: "آمل أن يلهم الاتفاق القادة من جميع الأطراف لإعادة الانخراط بشكل بنّاء في مفاوضات هادفة لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني."

وأكد أن المنسق الأممي أن الاختصاصات لم تتغير، وهي تستند إلى قرارات الأمم المتحدة، والاتفاقيات الثنائية، والقانون الدولي.

حل الدولتين هو الخيار الوحيد

وقال ملادينوف إن حل الدولتين هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. دولتان تعيشان جنبا إلى جنب، في سلام وأمن واعتراف متبادل.

وقال: "لا يمكن تجاهل التطلعات الوطنية المشروعة لخمسة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وغزة".

ودعا ملادينوف إلى استغلال الفرص وبحث كل فكرة ومناقشتها للخروج من دائرة البيانات والدبلوماسية الوقائية وإدارة الصراع والعمل من أجل حل حقيقي مستدام تماشيا مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

بيت لحم: جزء من الجدار العازل بين إسرائيل والضفة الغربية
UN News/Reem Abaza
بيت لحم: جزء من الجدار العازل بين إسرائيل والضفة الغربية

 

وقف خطط الضم

وقال ملادينوف إن الاتفاق أوقف خطط الضم الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة، ويشمل تطبيع العلاقات بين الدولتين. وأضاف يقول:

"يزيل التزام إسرائيل بتعليق الضم تهديدا فوريا كان من الممكن أن يقلب عملية السلام والاستقرار الإقليمي. وقد دعا الأمين العام إسرائيل باستمرار للتخلي عن تلك الخطط. إذ يشكل الضم انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ويوصد الأبواب أمام تجديد المفاوضات ويدمر آفاق إقامة دولة فلسطينية حيوية وحل الدولتين".

وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالاتفاق، معربا عن أمله في أن يشكل ذلك فرصة للقادة الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة للمحادثات.


"قلق" بسبب توقف التنسيق الإسرائيلي-الفلسطيني

تأتي إحاطة المسؤول الأممي في وقت تشهد فيه الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل انتشارا لجائحة كوفيد-19، إضافة إلى تهاوي الاقتصاد الفلسطيني بحسب ملادينوف، والذي أعرب عن أمله في أن تستأنف القيادة الفلسطينية قبول عائدات المقاصة التي "ستوفر مساحة للتنفس للاقتصاد المنهك".

وأشار إلى أن مستويات التنسيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تظل أقل من مستواها الطبيعي، مما أثر وعلى تقديم المساعدات والخدمات للسكان الفلسطينيين. وأضاف قائلا: "لا زلت قلقا للغاية من أن تعليق التنسيق، ولا سيّما تحويلات الإيرادات، لا يمكن أن يستمرذلك لفترة أطول دون عواقب إنسانية واقتصادية وخيمة".

وتطرق إلى تدهور اقتصاد غزة بشكل كبير، خلال الأشهر الماضية، مع تأثير عمليات الإغلاق المستمرة والانقسام الفلسطيني على الاقتصاد، إضافة إلى أكثر من عقد من الزمن على حكم حماس.

وأضاف ملادينوف يقول: "أوقفت القيود المتعلقة بكوفيد-19 عبور العمّال والتجار إلى إسرائيل وأعاقت تحويل الإيرادات إلى المصدّرين في غزة. كما أدّى الغياب الحالي للتعاون بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل إلى إبطاء تنفيذ مشاريع البنية التحتية الحيوية وفقدت الوظائف".

وقد أصدر فريق الأمم المتحدة القطري، في 28 تموز/يوليو، خطة استجابة نظام التنمية المتعلقة بكوفيد-19 لتحديد التدخلات الحاسمة التي ستنفذها الأمم المتحدة في غضون 12 إلى 18 شهرا لدعم الحكومة الفلسطينية. وحث ملادينوف الدول الأعضاء على دعم هذه الجهود.

التطورات على الأرض

إحدى المستوطنات الإسرائيلية من منطقة تجمع لبدو أم الخير في الضفة الغربية
Photo: OCHA
إحدى المستوطنات الإسرائيلية من منطقة تجمع لبدو أم الخير في الضفة الغربية

 

واستعرض ملادينوف آخر المستجدات على الأرض، ففي الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، قُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل وسيّدة، وأصيب 47 شخصا بجراح، بينهم طفلان وسيّدة، وذلك خلال اشتباكات وهجمات وعمليات اعتقال، وغيرها من الحوادث. وأصيب سبعة إسرائيليين بينهم جنديان وطفل.

وخلال الفترة التي شملها التقرير، هدمت السلطات الإسرائيلية 72 من المباني التابعة للفلسطينيين في مناطق "أ" و"ج" وفي القدس الشرقية، مما تسبب بتشريد 89 شخصا، بينهم 32 سيّدة و40 طفلا. وإلى جانب ذلك، قام 11 فلسطينيا بهدم مبانيهم بأنفسهم كي لا يتكبدوا غرامات إضافية.

لبنان والمنطقة

وتطرق ملادينوف إلى الوضع في لبنان، قائلا إن أكثر من 180 شخصا في لبنان لقوا حتفهم بسبب التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس، ولا يزال 30 شخصا في عداد المفقودين، كما أصيب الآلاف بجراح، ويحتاج نحو 300 ألف شخص للمأوى.

ويواصل لبنان التحقيق في ظروف التفجير بمساعدة خبراء من فرنسا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة.

وقد تم التعهد بتقديم 300 مليون دولار في مؤتمر دولي للمانحين عقدته فرنسا والأمم المتحدة في 9 آب/أغسطس. وفي 14 آب/أغسطس، أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلا من أجل لبنان وتم جمع 565 مليون دولار أخرى للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية وجهود التعافي.