منظور عالمي قصص إنسانية

أولويات وحلول، سلسلة الحوار الأفريقي تركز على التعليم من خلال العلوم والتكنولوجيا والابتكار

(أرشيف) طفلات لاجئات من جنوب السودان يعدن إلى ديارهن بعد المدرسة في مخيم نيومانزي للاجئين في أوغندا.
© UNICEF/Jiro Ose
(أرشيف) طفلات لاجئات من جنوب السودان يعدن إلى ديارهن بعد المدرسة في مخيم نيومانزي للاجئين في أوغندا.

أولويات وحلول، سلسلة الحوار الأفريقي تركز على التعليم من خلال العلوم والتكنولوجيا والابتكار

الثقافة والتعليم

قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمستشارة الخاصة لشؤون أفريقيا، كريستينا دوارتي إن سلسلة الحوار الأفريقي لهذا العام التي تستمر حتى نهاية أيار/مايو، تهدف ليس فحسب إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها أفريقيا ويعرفها الجميع، وإنما أيضا على أولويات أفريقيا ورؤيتها للتعامل مع تلك التحديات.

وأكدت دوارتي في تصريحات للصحفيين مع افتتاح سلسلة الحوار، أنه على مدار 30 يوما "سنناقش التحديات، ولكن أيضا وفوق كل شيء الحلول. وعليه سننظر إلى الأمام".

وتُنظم سلسلة الحوار الأفريقي سنويا من قِبل مكتب الأمم المتحدة للمستشارة الخاصة لشؤون أفريقيا وبعثة المراقبة الدائمة للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة وشركاء آخرين للمساهمة في أولويات الدول الأفريقية الأعضاء والاتحاد الأفريقي وتوسيع نطاقها.

 وهي عبارة عن منصة تفاعلية للسياسات والحوارات تجمع صناع القرار والخبراء والأكاديميين وأعضاء المجتمع المدني والشباب وغيرهم من أصحاب المصلحة من الأمم المتحدة وخارجها للالتقاء ومناقشة التحديات والفرص التي تؤثر على أفريقيا. وموضوع سلسلة الحوار الأفريقي لهذا العام يركز على التعليم  والتكنولوجيا والابتكار "نحو أفريقيا التي نريدها".

تعليم أفريقيا للقرن الـ 21

وكانت وكيلة الأمين العام والمستشارة الخاصة لشؤون أفريقيا تتحدث في المؤتمر الصحفي برفقة السفيرة فاطمة كياري محمد، المراقبة الدائمة للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة التي قالت إن الاتحاد الأفريقي قرر أن يجعل 2024 عاما للتعليم. 

وقالت إن موضوع هذا العام هو "تعليم أفريقيا للقرن الـ 21 وبناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى الجودة الشاملة مدى الحياة والتعلم ذي الصلة في أفريقيا". وأضافت "هذه في الأساس دعوة واضحة للعمل. إنها صرخة حاشدة للدول الأفريقية الأعضاء لإعطاء الأولوية للتعليم باعتباره حجر الزاوية للتقدم والتنمية"

وأوضحت أن هذه المبادرة تؤكد على أهمية بناء أنظمة تعليمية قادرة على الصمود، ولا تعمل على زيادة فرص الوصول فحسب، بل أيضا على الجودة الشاملة وأهميتها في التعلم، مشددة على أن تلك الرؤية مرتبطة ارتباطا وثيقا بأهداف التنمية المستدامة وخطة 2063 للاتحاد الأفريقي.

وظائف لائقة

مستشارة الأمين العام الخاصة لشؤون أفريقيا أفادت بأن سلسلة الحوار الأفريقي تستلهم موضوع التعليم الذي اختاره الاتحاد الأفريقي موضوعا لهذا عام، وتحاول "تضييق نطاقه، كي يصبح أكثر استراتيجية".

وأضافت أنهم يحاولون إعادة صياغة العناوين العريضة التي وضعها الاتحاد الأفريقي لهذا العام بشأن التعليم، "فيما يتعلق بما الذي يجب تطبيقه بشأن التعليم في أفريقيا، لخلق الوظائف على سبيل المثال".

وأوضحت أن هذا ما قادهم إلى أن يكون أحد الموضوعات الفرعية الثلاثة لهذا العام في سلسلة الحوار الأفريقي هو "تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من أجل الثورة الصناعية الرابعة: خلق فرص عمل لائقة لشباب أفريقيا".

ولفتت إلى أن 95 في المائة من الشباب في أفريقيا ليست لديهم إمكانية الوصول إلى وظائف لائقة، "وهو ما يعني في بعض الأحيان أن الحصول على وظيفة في أفريقيا لا يفلح كأداة للخروج من الفقر".

تمويل مبتكر

الموضوع الفرعي الثاني في سلسلة الحوار الأفريقي هو تحويل التعليم في أفريقيا من خلال الاستفادة من التمويل المبتكر والثورة الرقمية.

وقالت دوارتي إنه مع وجود أكثر من 100 مليون طفل خارج المدرسة، فإن نموذج التمويل القديم المعتاد "لن يعالج هذه المشكلة"، لذا فإن التعليم يتطلب تمويلا مبتكرا، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعامل مع هذه القضية.

أما الموضوع الفرعي الثالث فهو التعليم والتعلم في المناطق المتضررة من الأزمات، بحسب ما ذكرته المسؤولة الأممية. وقالت دوارتي "لا يمكن مناقشة موضوع التعليم والتعلم في أفريقيا اليوم دون الإشارة إلى أن عدم الاستقرار والصراع آخذان في التزايد".

وشددت على أن التحدي هو كيف يمكن التعامل مع عدم الاستقرار دون إغلاق المدارس. وتتوج سلسلة الحوار الأفريقي نهاية الشهر بحوار سياسي رفيع المستوى يساهم في صنع السياسات ويكون بمثابة منصة لتبادل معمق لإنتاج أفكار وتوصيات تطلعية وقابلة للتنفيذ من أجل تسريع تنمية أفريقيا.