منظور عالمي قصص إنسانية

المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في فلسطين: الجوع وصل مستويات كارثية في غزة

انخفاض المساعدات التي دخلت غزة خلال شهر فبراير بنسبة 50% أدى إلى زيادة حادة في انعدام الأمن الغذائي.
© UNRWA
انخفاض المساعدات التي دخلت غزة خلال شهر فبراير بنسبة 50% أدى إلى زيادة حادة في انعدام الأمن الغذائي.

المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في فلسطين: الجوع وصل مستويات كارثية في غزة

السلم والأمن

تحدث جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة عن الاحتياجات الهائلة والمتزايدة لأكثر من 2.3 مليون شخص يعيشون في ظروف مروعة في قطاع غزة. وقال إن الأمم المتحدة تحاول فعل المزيد لكن هناك العديد من التحديات والعوائق التي تعرقل عملها.

في تصريحاته للصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس- تحدث ماكغولدريك عن زيارته الأخيرة لقطاع غزة، وقال إن ما كان مختلفا هذه المرة عن زياراته السابقة هو الازدحام الأقل في مدينة رفح بعد أن بدأ النازحون في مغادرة المدينة خشية وقوع توغل عسكري، حيث يتجهون صوب خان يونس ودير البلح ومنطقة المواصي.

وقال المسؤول الأممي إن الأمم المتحدة تعد خطة طوارئ لاحتمالين "الأول هدنة إنسانية، أما الاحتمال الثاني فهو وقوع توغل عسكري في رفح". وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني يصارعون من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة للناس في غزة، "ولكن هناك قيود كبيرة". وأشار إلى الارتفاع السريع في تفشي الأمراض وانعدام الأمن الغذائي، مجددا التأكيد على أن النظام الصحي بات متهالكا، منبها كذلك إلى النقص الخطير في أماكن الإيواء من حيث الخيام والأغطية البلاستيكية. 

محنة النساء والأطفال

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية إنه التقى في زيارته الأخيرة لغزة عددا من قادة المجتمع الذين أتوا من وسط غزة وخان يونس ورفح، وتحدثوا عن "الرغبة في حياة كريمة رغم الظروف". وأضاف "كانت هناك معلمة في الاجتماع وكانت تشعر بالقلق من خطر الاجتياح العنيف، وقالت إن ابنها قد حزم حقيبة مدرسية، ليس للمدرسة، بل ليكون نازحا".

وأوضح كذلك أن من التقاهم في ذلك الاجتماع ومعظمهم من الرجال سلطوا الضوء على محنة النساء والأطفال، وتأثير الحرب عليهم فيما يتعلق بقضايا الخصوصية والعناية الشخصية للنساء والمخاوف الغذائية للأطفال. 

وتحدث أيضا عن لقائه بمجموعة من النساء في مخيم في منطقة المواصي تم إنشاؤه من قبل المجتمع المحلي. وقال إن النساء اللاتي التقاهن تحدثن عن مسألة الخصوصية، ومشاكل النظافة بسبب نقص المياه النظيفة، وعدم وجود المنتجات الصحية النسائية، وتحدث بعضهن عن استخدام مياه البحر للاغتسال.

وقال إن النساء تحدثن عن تعرضهن للعنف من أزواجهن والتحرش الجنسي أثناء توجههن ليلا إلى الحمامات المشتركة في أماكن النزوح المكتظة. وأضاف أن بعض النساء تحدثن عن الشعور بالغضب الذي يجتاح أزواجهن والذي قد يكون ناجما عن شعورهم بقلة الحيلة لعدم قدرتهم على توفير احتياجات أسرهم.

وأضاف : "قالت لي سيدة: عندما تسير بين الخيام ليلا تسمع صوت بكاء النساء. وذكرت سيدة أخرى أن زوجها كان غاضبا للغاية وأبرحها ضربا خارج الخيمة أمام النساء الأخريات".

قلق مع اقتراب رمضان

وروى ماكغولدريك تجربة سيدة فلسطينية التقى بها في غزة، قالت إنها وضعت توأما في أحد الملاجئ في ظل عدم وجود دواء، وإنها لا تقوى الآن على الرضاعة الطبيعية بسبب نقص المواد المغذية لأنها تتناول فقط الأطعمة المعلبة والخبز. 

وأفاد ماكغولدريك كذلك بأن جميع النساء اللاتي التقاهن عبرن عن قلقهن ومخاوفهن من أن "رمضان سيأتي الأسبوع المقبل، وليس لديهن ما يستعدن به، ولا شيء يمكنهن تقديمه لعائلاتهن أو فعله لهم".

منع حدوث مجاعة

وحذر المسؤول الأممي من أن الجوع وصل إلى مستويات كارثية وخاصة في شمال غزة، مشددا على أنه من أجل منع حدوث مجاعة فإن هناك حاجة لزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير.

ودعا إلى السماح لقوافل الإغاثة باستخدام الطريق العسكري أو "طريق السياج الحدودي" على الجانب الشرقي للقطاع للسماح بمرور الإمدادات القادمة من معبري كرم أبو سالم ورفح وصولا إلى الشمال، وأن يتم السماح بدخول ما لا يقل عن 300 شاحنة يوميا. 

وأضاف أنه يجب أيضا السماح لهم باستخدام ميناء أسدود بدلا من محاولة إيجاد ميناء آخر. ونبه أيضا إلى أنه على الرغم من أن الإسقاط الجوي للمساعدات مفيد، "لكنه لن يلبي الاحتياجات الكبيرة التي لا يمكن الوفاء بها إلا عن طريق النقل البري".