منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: المساعدات التي تصل إلى غزة غير كافية ومتأخرة للغاية

الطفلة غزل، 4 سنوات، في مستشفى ناصر في خان يونس- جنوب قطاع غزة. أصيبت غزل بعد محاصرة منزلها في مدينة غزة بالدبابات. لعدم توفر الرعاية الطبية اللازمة لعلاجها فور إصابتها، اضطر الأطباء إلى بتر ساقها لإنقاذ حياتها.
© UNICEF/Abed Zaqout
الطفلة غزل، 4 سنوات، في مستشفى ناصر في خان يونس- جنوب قطاع غزة. أصيبت غزل بعد محاصرة منزلها في مدينة غزة بالدبابات. لعدم توفر الرعاية الطبية اللازمة لعلاجها فور إصابتها، اضطر الأطباء إلى بتر ساقها لإنقاذ حياتها.

الأمم المتحدة: المساعدات التي تصل إلى غزة غير كافية ومتأخرة للغاية

الصحة

مع استمرار القتال في أنحاء غزة، دعت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إلى  تحسين الوصول إلى القطاع لمساعدة المدنيين المحاصرين في الصراع، مشيرة إلى أن كمية الإغاثة التي تصل إلى غزة غير كافية ومتأخرة جدا وخاصة في الشمال.

وأكد شون كيسي، منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية - وخاصة الغذاء - في جميع أنحاء غزة، وخاصة في المناطق الشمالية.

وتحدث عبر الفيديو من رفح للصحفيين في جنيف، حيث قال: "الوضع الغذائي في الشمال مروع للغاية، ولا يوجد أي طعام متاح تقريبا. كل من نتحدث إليهم يتوسلون إلينا للحصول على الغذاء. ويسألوننا: أين الغذاء؟ يساعدنا الناس في توصيل إمداداتنا الطبية لكنهم يخبروننا باستمرار أننا بحاجة إلى العودة بالطعام".

وبدوره، عبر الدكتور ريك بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة عن مخاوفه بشأن تكثيف الأعمال العدائية في الجنوب، مشيرا إلى الخطر الذي يهدد نقل الموظفين والإمدادات "بأمان وبسرعة" نظرا لأن فض الاشتباك مطلوب لأي تحركات عبر غزة بما في ذلك الجنوب – مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخيرات".

بالإضافة إلى إدخال مزيد من الإمدادات الأساسية إلى غزة، أكد الدكتور بيبركورن على الحاجة الملحة إلى تسهيل حركة قوافل المساعدات الإنسانية والعاملين داخل القطاع، حتى تتمكن المنظمة من الوصول إلى الناس أينما كانوا.

وبشأن حصيلة القتلى، أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 23,084 شخصا في القطاع- 70% منهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 59,000 شخص- أي حوالي 2.7% من سكان غزة.

استعداد أممي لتقديم المساعدات

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إن الأمم المتحدة وشركاءها يظلون "على أتم الاستعداد" لتقديم المساعدة إلى سكان غزة. وأوضح الدكتور بيبركورن أن الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء في المناطق الوسطى في غزة وجنوب خان يونس أثرت على إمكانية وصول المرضى وسيارات الإسعاف إلى المستشفيات، مشيرا إلى التعقيدات الكبيرة التي تواجه منظمة الصحة العالمية في سبيل الوصول إلى المرافق الصحية بالإمدادات الطبية والوقود.

متحدثا من القدس، أعرب الدكتور بيبركورن عن القلق حيال الوضع في ثلاثة مستشفيات تقع بالقرب من مناطق الإخلاء – وهي مستشفى غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي ومستشفى الأقصى – والتي تعد بمثابة "شريان حياة" لنحو مليوني شخص.

العاملون الصحيون يُضطرون للمغادرة

وقال الدكتور بيبيركورن إن محدودية تدفق الإمدادات والوصول الإنساني وإجلاء الطاقم الطبي من العديد من المستشفيات بسبب المخاوف على السلامة، كلها تعد بمثابة وصفة لحدوث كارثة وستؤدي إلى توقف مزيد من المستشفيات عن العمل مثلما شهدنا في الشمال. وأكد على ضرورة ألا يسمح المجتمع الدولي بحدوث ذلك.

ومن المؤشرات التي تدل على تقلص مساحة العمل الإنساني المنقذ للحياة في القطاع هو حقيقة أن منظمة الصحة العالمية لم تصل إلى شمال غزة منذ أسبوعين. ومنذ 26 كانون الأول/ ديسمبر ألغت منظمة الصحة العالمية نحو ست بعثات إنسانية كان مخططا لها. وقال الدكتور بيبركورن: "فريقنا جاهز لإيصال المساعدات ولكننا لم نتمكن من الحصول على الأذونات اللازمة للمضي قدما بأمان".

عشرات الآلاف بدون مياه نظيفة

المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك نقل عن منظمة أطباء بلا حدود اختراق قذيفة- أمس الاثنين- حائط أحد مراكز الإيواء التابعة لها، الذي يقيم به أكثر من 100 موظف وأسرهم في خان يونس جنوب قطاع غزة. وقد أصيب 5 أشخاص، منهم طفل في الخامسة من العمر في حالة حرجة. 

وأفادت التقارير أيضا بتعرض المستشفى الأوروبي في خان يونس للقصف أمس بطائرات مُسيرة. يأتي ذلك، كما قال المتحدث، بعد عدة ضربات أفادت التقارير بوقوعها قرب مستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة يوم الأحد مما أجبر الموظفين الطبيين والمرضى على الإجلاء.

وقال دوجاريك إن عدم السماح بتوصيل الوقود لمنشآت المياه والصرف الصحي، يترك عشرات آلاف الأشخاص بدون مياه نظيفة معرضين لخطر فيضان مياه الصرف بما يزيد مخاطر انتشار الأمراض المعدية.