منظور عالمي قصص إنسانية

الأونروا: ما يحدث في غزة يفوق إمكانياتنا والوضع في رفح يصل إلى حافة الانهيار

مدرسة النصيرات الإعدادية، وسط قطاع غزة، تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين. تقدم الوكالة الخدمات الصحية للمقيمين في ملاحئها في ظل مخاوف من انتشار الأمراض بسبب الاكتظاظ الشديد وعدم توفر الماء والصرف الصحي.
UN News/Ziad Taleb
مدرسة النصيرات الإعدادية، وسط قطاع غزة، تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين. تقدم الوكالة الخدمات الصحية للمقيمين في ملاحئها في ظل مخاوف من انتشار الأمراض بسبب الاكتظاظ الشديد وعدم توفر الماء والصرف الصحي.

الأونروا: ما يحدث في غزة يفوق إمكانياتنا والوضع في رفح يصل إلى حافة الانهيار

السلم والأمن

على جانبي الطرق في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، ازدادت عمليات نصب الخيام لنازحين جدد بعد ان اكتظت المدينة وساحاتها الرئيسية بالنازحين الذين فروا من العمليات العسكرية في  وسط وشمال قطاع غزة.

وتقدر الأونروا بأن مدينة رفح وحدها يتواجد فيها في الوقت الحالي أكثر من مليون وأربعمائة الف نازح لجأوا إلى المدينة من مناطق وسط وشمال القطاع ومن مدينة خان يونس المجاورة التي تشهد عمليات قصف متواصل.

يذكر ان تعداد سكان مدينة رفح كان يبلغ ثلاثمائة ألف نسمة قبل اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحدوث عمليات النزوح.

ورصدت كاميرا موقع أخبار الأمم المتحدة مشاهد الازدحام الذي تشهده مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة وانتشار الخيام على جانبي الطرق في ظروف معيشية صعبة.

عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا في غزة
Ziad Abu Khousa
عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا في غزة

ويقول عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين إن هناك 1.9 مليون نازح في مختلف مناطق قطاع غزة منهم حوالي مليون وأربعمائة ألف يتواجدون في 155 مدرسة ومركز إيواء تابعين للأونروا.

ويضيف أبو حسنة الذي حاوره مراسلنا في قطاع غزة زياد طالب، أن هناك 500 ألف نازح آخرين مسجلون لدى الأونروا تستطيع الوكالة الوصول اليهم لتقديم المساعدات.

غزة: مكان غير صالح للعيش

وقال أبو حسنة: "يتم دفع الآن معظم سكان قطاع غزة إلى مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية، ووصل عدد سكان رفح الآن مليون وأربعمائة ألف فلسطيني نازح وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الساعات القادمة إلى مليون ونصف المليون فلسطيني، وليس لدى الأونروا القدرة على مواجهة الانهيار الحاصل".

وتابع أبو حسنة قائلاً: "غزة هي المكان الأسوأ على الأرض ويتم تحويل القطاع لمكان غير صالح للعيش". ويضيف، "يتم الدفع بالنازحين إلى هذه المنطقة التي تصل إلى حافة الانفجار، خاصة أن الأوضاع بائسة على كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وأيضا على مستوى تقديم المساعدات".

ويقول أبو حسنة إن الأونروا تعتبر الجسم الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ورغم ذلك ما تقدمه الوكالة يعتبر بسيطا بالنسبة لحجم المساعدات التي من المفترض أن تصل.

وطالب المتحدث باسم الأونروا بوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات إنسانية وادخال مزيد من الوقود وفتح الخط التجاري للأسواق في قطاع غزة.

طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تنتظر دورها للحصول على الطعام في رفح، جنوب قطاع غزة.
© UNICEF/Abed Zagout
طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تنتظر دورها للحصول على الطعام في رفح، جنوب قطاع غزة.

مئات آلاف الناس في قطاع غزة جوعى

وحول طبيعة إيصال المساعدات الإنسانية لمناطق مدينة غزة وشمال القطاع يقول أبو حسنة،" نجحنا في الفترة الأخيرة في إدخال بعض المساعدات إلى مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، لكن هذا غير كاف لأن الناس هناك جوعى. هناك مئات الآلاف من الناس جوعى سواء في المنطقة الشمالية أو المنطقة الجنوبية".

ويضيف "هناك صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات لمناطق وسط القطاع وشمال قطاع غزة بسبب استمرار العمليات العسكرية".

وبشأن قدرة الأونروا على توفير المساعدات الإنسانية للنازحين يقول أبو حسنة، "ما يحدث لا يفوق فقط إمكانيات الأونروا ولكنه يفوق امكانيات دول، إذ يتم تهجير شعب بأكمله إلى مدينة رفح".

ويتابع أبو حسنة حديثه قائلا،"ما تقدمه الأونروا هو قليل بالنسبة للاحتياجات واستمرار الوضع بهذه الطريقة وازدياد الاحتياجات الإنسانية يدفع مجمل العمليات الإنسانية إلى حافة الانهيار".