منظور عالمي قصص إنسانية

الإعصار فريدي في طريقه لتحطيم الرقم القياسي باعتباره أطول إعصار مداري على الإطلاق

الإعصار فريدي يصل إلى اليابسة في فيلانكولوس، في مقاطعة إنهامبان بموزمبيق.
© UNICEF
الإعصار فريدي يصل إلى اليابسة في فيلانكولوس، في مقاطعة إنهامبان بموزمبيق.

الإعصار فريدي في طريقه لتحطيم الرقم القياسي باعتباره أطول إعصار مداري على الإطلاق

المناخ والبيئة

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنها بصدد تشكيل لجنة خبراء لتقييم ما إذا كان الإعصار فريدي قد حطم الرقم القياسي باعتباره أطول إعصار مداري تم تسجيله على الإطلاق، الأمر الذي سيتم تحديده في تاريخ لاحق.

وسيبدأ الخبراء فحصا مفصلا للبيانات لتحديد ما إذا كان الإعصار فريدي كسر بالفعل الرقم القياسي باعتباره أطول إعصار مداري مسجل بمجرد أن يتبدد، وستقيم اللجنة ما إذا كانت العاصفة ضعفت بشكل دوري إلى ما دون قوة عاصفة استوائية خلال عمرها الطويل.

يذكر أن إعصار جون، الذي استمر 31 يوما في عام 1994، هو حامل اللقب الحالي.

وتم تصنيف فريدي كإعصار مداري منذ 33 يوماً وقد عبر جنوب المحيط الهندي بأكمله، حيث سار لأكثر من عشرة آلاف كيلومتر، وفقاً للمتحدثة باسم المنظمة كلير نوليس.

وفي مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الجمعة، قالت السيدة نوليس إن العاصفة ولدت قدراً كبيراً من طاقة الدورة - وهو مؤشر يستخدم لقياس كمية طاقة الرياح – بما يوازي موسم أعاصير في شمال الأطلسي بأكمله.

طفلة تمشي بين أنقاض مدرستها التي دمرها إعصار فريدي في موزمبيق.
© UNICEF
طفلة تمشي بين أنقاض مدرستها التي دمرها إعصار فريدي في موزمبيق.

وتشير أحدث التوقعات الصادرة عن المركز الإقليمي المتخصص للأرصاد الجوية التابع للمنظمة في جزيرة لاريونيون إلى أن إعصار فريدي قد يضرب شمال موزمبيق في مقاطعة زامبيزيا للمرة الثانية بحلول الليلة وغداً. ومن المتوقع أن يتحرك الإعصار ببطء بالقرب من السواحل  مما سيساهم في تضخيم تأثيره.

وأشارت المتحدثة إلى أنه بسبب المياه الدافئة، قد "تجمع العاصفة المزيد من الطاقة وتشتد بسرعة كبيرة".

ومن المتوقع أن يصل إجمالي هطول الأمطار من 200 إلى 300 ملم في موزمبيق، وقد يصل إلى 400-500 ملم فوق منطقة الهبوط المباشر، الأمر الذي يمثل أكثر من ضعف معدل هطول الأمطار الشهري المعتاد في غضون أيام.

وقد يصل مجموع هطول الأمطار التراكمي في ملاوي إلى ما بين 150 و200 ملم في 24 ساعة.

وقالت السيدة نوليس إن إعصار فريدي له "تأثير اجتماعي واقتصادي هائل على حياة الناس". وأشارت إلى أن عدد من لقوا حتفهم كان محدوداً نسبياً بسبب الإنذار المبكر، والتنبؤات الدقيقة، والعمل على الأرض في الوقت المناسب.

وفي هذا الصدد، قال مدير خدمات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الدكتور يوهان ستاندر، في بيان إن هذا يؤكد مجددا على أهمية مبادرة الأمم المتحدة للإنذارات المبكرة "لضمان حماية جميع الناس في السنوات الخمس المقبلة". وأضاف: "المنظمة ملتزمة بالعمل مع شركائنا لتحقيق ذلك والتصدي للمخاطر المتعلقة بالطقس القاسي وتغير المناخ - وهو أحد أكبر التحديات في عصرنا".

وفي حديثها إلى الصحفيين عبر الفيديو من مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، قالت منسقة الطوارئ الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي، رومينا ولدماريام، إن إعصار فريدي قد أثر خلال ضربته الأولى على 226 ألف شخص في مدغشقر في 21 شباط /فبراير. أما في موزمبيق فقد أثر على حوالي 170 ألف شخص عندما ضرب البلاد في 24 شباط /فبراير.

وقد عاد الإعصار إلى مدغشقر مجددا في نهاية الأسبوع الماضي، وتجري المنظمة حالياً تقييمات الأضرار.

ومن المتوقع أن يضرب إعصار فريدي موزمبيق مرة أخرى، قبل أن يتوجه إلى ملاوي.

وأكدت السيدة وولدرماريام أن تخزين برنامج الأغذية العالمي للطعام مسبقا سمح له بالوصول إلى المحتاجين بسرعة. ويقوم البرنامج حالياً بتكثيف جهوده لتلبية احتياجات حوالي 150 ألف شخص على الساحل الشرقي لمدغشقر.