منظور عالمي قصص إنسانية

استمرار جهود الإغاثة، ودعوة أممية لإنهاء العنف في سوريا بعدما خلق الزلزال "أزمة ضمن أزمة"

طفلة تنام فوق مواد إغاثية في أحد مراكز الاستقبال في بلدة جنديريس شمال سوريا.
© UNOCHA/Mohanad Zayat
طفلة تنام فوق مواد إغاثية في أحد مراكز الاستقبال في بلدة جنديريس شمال سوريا.

استمرار جهود الإغاثة، ودعوة أممية لإنهاء العنف في سوريا بعدما خلق الزلزال "أزمة ضمن أزمة"

المساعدات الإنسانية

قالت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، نجاة رشدي، إن الزلزال الذي ضرب البلاد أدى إلى "أزمة ضمن أزمة" حيث كانت الاحتياجات الإنسانية قد وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتٍ لها على الإطلاق.

وخلال اجتماع مجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية المنبثقة عن المجموعة الدولية لدعم سوريا في جنيف اليوم الأربعاء، أكدت السيدة رشدي أن ما لا يقل عن 8.8 مليون شخص تضرروا من الزلزال في سوريا، ومن المتوقع أن يحتاج معظمهم إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، فيما تأثر بشدة عدد كبير من السوريين أيضاً في تركيا.

وشددت نائبة المبعوث الخاص على ضرورة عدم تسييس الاستجابة أو المساعدات الإنسانية، مطالبة الأطراف بالعمل على ضمان وصول المساعدات بكافة الطرق والوسائل، بما في ذلك من خلال استئناف وزيادة عمليات الوصول عبر خطوط النزاع إلى شمال غرب سوريا وتأمين الموافقات والضمانات الأمنية اللازمة لها دون تأخير.

وبينما أشارت نائبة المبعوث الخاص إلى الإعفاءات الإنسانية الإضافية التي أعلنت عنها الدول المانحة الرئيسية استجابة للزلازل، حثت هذه الدول على ضمان الاستفادة بشكل كامل من جميع الاستثناءات الإنسانية ذات الصلة بالعقوبات التي قد تُعرقل جهود الاستجابة الإنسانية.

يعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في 6 شباط / فبراير، ويأتي بعد يومين من سلسلة جديدة من الزلازل والهزات الارتدادية التي اثرت على البلاد. وركز الاجتماع على الاحتياجات والمطالب الرئيسية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتضررة، بالإضافة للتمويل السريع استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة.

تُقدم الأمم المتحدة إغاثة طارئة للمتضررين تتضمن المواد الغذائية ومياه الشرب والإمدادات الطبية والبطانيات والخيام والملابس الشتوية وغيرها من المواد. وتشمل الأولويات الملحة والمستمرة الاحتياجات الشتوية وتدعيم المأوى والاحتياجات الصحية، بما في ذلك الإمدادات الطبية وسيارات الإسعاف والأدوية والمياه والصرف الصحي والغذاء والتغذية والحماية والمساعدات النقدية.

حث المجتمعون الجهات المانحة على دعم النداء العاجل من أجل توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال، الذي بلغ 397.6 مليون دولار لمساعدة أكثر من 4.9 مليون شخص حتى أيار / مايو 2023.

من جهتها، دعت نجاة رشدي إلى إنهاء جميع أعمال العنف وإلى التهدئة المستمرة في سوريا لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق ومنح جميع السوريين متنفسا في هذه الأوقات العصيبة.

ميدانياً، وصلت بعثة إنسانية أممية اليوم إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا حيث جالت على مناطق في حرام وسلقين ومعرة مصرين. ووفقاً للمتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، التقى الفريق ممثلي المجتمع المدني، وتم توزيع الإمدادات الطبية على ثلاثة مستشفيات.

وقال دوجاريك للصحفيين في نيويورك إن 17 شاحنة تحمل مساعدات مقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية عبرت معبري باب الهوى وباب السلام. وأضاف: "عبرت 282 شاحنة تابعة للأمم المتحدة عبر المعابر الحدودية الثلاثة منذ 9 شباط / فبراير".

وأفاد المتحدث بأن القطاع الصحي تضرر بشكل خاص من الزلازل، حيث تم الإبلاغ عن تضرر 47 منشأة صحية شمال غرب سوريا وحدها. وأشار إلى أن 12 منشأة صحية أوقفت عملياتها بشكل كامل، بينما تعمل 18 منشأة بشكل جزئي فقط.