منظور عالمي قصص إنسانية

تدفق الإغاثة عبر 3 معابر إلى سوريا، واحتياجات هائلة في تركيا

مبنى دمره الزلزال في كهرمان مرعش ، تركيا.
© UNOCHA/Matteo Minasi
مبنى دمره الزلزال في كهرمان مرعش ، تركيا.

تدفق الإغاثة عبر 3 معابر إلى سوريا، واحتياجات هائلة في تركيا

المساعدات الإنسانية

منذ التاسع من شباط/ فبراير عبرت 256 شاحنة محملة بمساعدات الأمم المتحدة الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا عبر معابر باب الهوى وباب السلام وباب الراعي، وفق ما صرحت به غادة مضوي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

 

تحدثت مضوي عبر دائرة اتصال من غازي عنتاب التركية، للصحفيين في مقر الأمم المتحدة قائلة إن أكثر الاحتياجات إلحاحا للنازحين بسبب الزلازل المدمرة، تتمثل في الغذاء والمأوى والإمدادات اللازمة لفصل الشتاء والنقود.

وأكدت مضوي أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون توسيع نطاق عمليات الإغاثة عبر الحدود إلى سوريا. وذكرت أن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة للوفاء باحتياجات المتضررين من الزلزال في سوريا لم يتلق سوى 17 في المائة فقط من القيمة الإجمالية المطلوبة التي تبلغ 397 مليون دولار. وشددت على الحاجة لتوفير مزيد من الموارد لجهود الإغاثة المنقذة للحياة.

وقد أدت الزلازل التي ضربت سوريا إلى مقتل حوالي 6 آلاف شخص وتضرر تسعة ملايين.

وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، تحدثت من غازي عنتاب جنوب تركيا الدكتورة كاثرين سمولوود، المختصة بالحوادث الناجمة عن الزلازل في منظمة الصحة العالمية في أوروبا مشيرة إلى أن الوكالة الأممية نقلت "ما يقرب من 100 طن عبر الحدود من تركيا" منذ بداية الكارثة، بالإضافة إلى الإمدادات التي كانت موجودة مسبقا داخل سوريا.

 

وكالات الأمم المتحدة تنقل مواد الإغاثة من تركيا إلى شمال غرب سوريا.
© UNOCHA/Madevi Sun Suon

 

حلول طبية متنقلة

تضمنت هذه الإمدادات الأدوية الأساسية والمواد الاستهلاكية وأدوية التخدير والمعدات الجراحية والإمدادات الطبية الأخرى لاستخدامها في 40- 49 ألف تدخل إضافي لمن يحتاجون إلى دعم جراحي أو دعم طبي للإصابات الخاصة بالزلزال.

وأفادت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية بتضرر 55 منشأة طبية، فيما تدمرت عدة عيادات بصورة كاملة، لكن أعيد نشر ست عيادات متنقلة في البلدات والتجمعات المحيطة بجندريس، إحدى أكثر المناطق تضررا شمال غرب سوريا.

وأوضحت الدكتورة سمولوود: "هذه عيادات متجولة تقدم الدعم والخدمات الطبية بشكل مباشر للسكان".

أخبار سارة بشأن المساعدات عبر خطوط الصراع

ظهرت أيضا أخبار إيجابية محتملة تتعلق بتسليم المساعدات عبر خطوط الصراع من دمشق إلى إدلب- التي تسيطر عليها إلى حد كبير قوات المعارضة وحيث يعتمد 4.1 مليون شخص بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية، بعد أكثر من عقد من الحرب في سوريا.

وأفاد توماسو ديلا لونجا، المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بعبور ثلاث قوافل إغاثة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري إلى الشيخ مقصود، وهي منطقة غير خاضعة لسيطرة الحكومة شمال حلب.

تحديات إعادة الإعمار

وفي تركيا تجاوز عدد قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من شباط/فبراير 41 ألف شخص.

وحذر خبراء التنمية في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء من أن 1.5 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى في جنوب البلاد، حيث سيتعين بناء ما لا يقل عن 500 ألف منزل جديد.

ووصفت لويزا فينتون، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تركيا هذا الزلزال بأنه أكبر كارثة زلزال في تاريخ تركيا، وربما أكبر كارثة طبيعية واجهتها البلاد على الإطلاق، بالنظر إلى حصيلة الخسائر هذه.

ويوم أمس الاثنين، لقي ستة أشخاص مصرعهم بسبب زلزالين آخرين ضربا المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا- بقوة 6.4 و5.8 على مقياس ريختر.

وتسبب الزلزالان أيضا في إصابة 294 شخصا، وانهيار عدد قليل من المباني في المنطقة المحيطة بمحافظة هاتاي، وبعضها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفقا لمسؤولة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وسلطت لويزا فينتون من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الضوء على التحدي الكبير الذي يواجه عملية إعادة الإعمار، قائلة إنه يتعين إزالة ما يقدر بنحو 116 إلى 210 مليون طن من الأنقاض أولا.

وأوضحت أن آخر زلزال كبير ضرب تركيا عام 1999، وعلى الرغم من أنه أحدث دمارا أقل من نصف ما نراه الآن، إلا أنه نتج عنه 13 مليون طن من الركام.

ودخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في شراكات لضمان التعامل مع الأنقاض بطريقة آمنة بيئيا في الكوارث السابقة التي أعقبت الزلازل والانفجارات في نيبال وهايتي ولبنان وأيضا أوكرانيا.

وأوضحت السيدة فينتون أن "الكثير منها يمكن إعادة تدويره للبناء ويمكن استخدامه أيضا كوسيلة لتوليد الدخل على المدى القصير".