منظور عالمي قصص إنسانية

وفد أممي رفيع يزور أفغانستان ويدعو طالبان إلى إلغاء القيود على النساء والفتيات

أرشيف: مركز تعليمي وسط أفغانستان
© UNICEF/Christine Nesbitt
أرشيف: مركز تعليمي وسط أفغانستان

وفد أممي رفيع يزور أفغانستان ويدعو طالبان إلى إلغاء القيود على النساء والفتيات

حقوق الإنسان

أثناء زيارتهم لأفغانستان أعرب مسؤولون أمميون، منهم نائبة الأمين العام أمينة محمد، عن القلق بشأن المرسوم الأخير بمنع النساء من العمل لدى المنظمات الوطنية والدولية غير الحكومية، بما يقوض عمل عدد هائل من المنظمات التي تساعد ملايين الأفغان الضعفاء.

ونيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، قام كل من نائبته أمينة محمد والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث، ومساعد الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام خالد الخياري، بزيارة لأفغانستان لمدة أربعة أيام لتقييم الوضع والانخراط مع السلطات الفعلية والتأكيد على تضامن الأمم المتحدة مع الشعب الأفغاني.

وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن سلطات الأمر الواقع في أفغانستان اتخذت خطوات مؤخرا لإغلاق الجامعات أمام الطالبات بأنحاء البلاد حتى إشعار آخر، ومنعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، وفرضت قيودا على حرية الفتيات والنساء في الحركة، وأبعدت النساء عن معظم مجالات العمل ومنعتهن من استخدام الحدائق والصالات الرياضية ودور الحمامات.

ونقل البيان عن نائبة الأمين العام أمينة محمد قولها "كانت رسالتي واضحة للغاية، فيما نقر بأهمية الإعفاءات التي تم تقديمها إلا أن هذه القيود تفرض على النساء والفتيات الأفغانيات مستقبلا يحصرهن في منازلهن، بما ينتهك حقوقهن ويحرم مجتمعاتهن من خدماتهن".

وأضافت أمينة محمد أن الطموح المشترك يتمثل في وجود أفغانستان مزدهرة تنعم بالسلام الداخلي ومع جيرانها وتسير على طريق التنمية المستدامة. ولكنها قالت إن أفغانستان في الوقت الحالي تضع نفسها في عزلة في ظل أزمة إنسانية مروعة في دولة من أكثر الدول ضعفا وعرضة لتغير المناخ.

وشددت على ضرورة فعل كل ما يمكن لسد هذه الفجوة (بين الطموح المشترك والواقع).

المرأة الأفغانية تدافع عن حقوقها

وأثناء الزيارة، التقت أمينة محمد وسيما بحوث المجتمعات المتضررة والعاملين في مجال الإغاثة والمجتمع المدني، وغيرهم من الأطراف في كابول وقندهار وهيرات.

وقالت سيما بحوث المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة: "لقد شهدنا صمودا فائقا. النساء الأفغانيات لم يتركن لدينا أي مجال للشك في شجاعتهن ورفضهن لأن يتعرضن للمحو من الحياة العامة. سيواصلن الدفاع عن حقوقهن والكفاح من أجلها، وعلينا واجب يحتم دعمهن في ذلك".

وحذرت من أن ما يحدث في أفغانستان يعد أزمة خطيرة لحقوق النساء، وجرس إنذار للمجتمع الدولي إذ يُظهر كيف يمكن وفي غضون أيام عكس اتجاه عقود من التقدم المحرز في مجال حقوق النساء.

وأكدت أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تقف إلى جانب النساء والفتيات الأفغانيات، وستواصل تعزيز أصواتهن لاستعادة حقوقهن.

وتساعد الأمم المتحدة وشركاؤها، بما في ذلك منظمات وطنية ودولية، أكثر من 25 مليون أفغاني يعتمدون على المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وتلتزم الأمم المتحدة بالبقاء في أفغانستان ومواصلة عملها بها.

وذكر البيان الصحفي الصادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن القرارات الأخيرة الصادرة عن السلطات الفعلية بمنع النساء من العمل في منظمات المجتمع المدني، أجبرت الكثير من المنظمات الشريكة على تعليق عملياتها التي لا يمكن القيام بها بشكل آمن وفعال.

وفيما تفتح الإعفاءات المقدمة من السلطات الفعلية المجال أمام عمال الإغاثة، للقيام بأنشطتهم أو استئنافها إلا أن هذه الإعفاءات ما زالت محدودة بقطاعات وأنشطة معينة.

وقالت نائبة الأمين العام إن التوصيل الفعال للمساعدة الإنسانية يعتمد على مبادئ تتطلب ضمان وصول جميع عمال الإغاثة، بمن فيهم النساء، بشكل كامل وآمن وبدون عوائق إلى أنشطتهم.

سلسلة مشاورات في الخليج وآسيا

وذكر البيان الصحفي أن زيارة أفغانستان جاءت عقب سلسلة من المشاورات رفيعة المستوى حول أفغانستان بأنحاء منطقة الخليج وآسيا. وقد التقى الوفد الأممي قيادة منظمة التعاون الإسلامي، وبنك التنمية الإسلامي، وجمعيات النساء الأفغانيات في أنقرة وإسلام أباد وجمعية السفراء والمبعوثين الخاصين لدى أفغانستان والذين يتخذون من الدوحة مقرا لهم.

واجتمع الوفد مع قادة حكوميين في المنطقة وزعماء دينيين، لمناصرة الدور المهم للنساء ومشاركتهن الكاملة في جميع المجالات وحشد الدعم للشعب الأفغاني.

وأثناء هذه الزيارات، أقر الشركاء والدول بالدور الحيوي للأمم المتحدة في بناء الجسور لإيجاد حلول دائمة، وبالحاجة الملحة لتوفير الدعم المنقذ للحياة والحفاظ على الانخراط الفعال الذي تقوده بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان.

وطلبوا تكثيف الجهود لتعكس إلحاح الوضع، مشددين على أهمية الاستجابة الموحدة من المجتمع الدولي. وقال البيان الصحفي إن الاجتماعات سلطت الضوء على الحاجة لإحياء المسار السياسي الواقعي، وإن الجميع ما زالوا ملتزمين بالمبادئ الأساسية بما في ذلك حقوق النساء والفتيات في التعليم والعمل والحياة العامة في أفغانستان.

وأضاف البيان أن هناك توافقا عاما على أهمية أن تتولى المنطقة ومنظمة التعاون الإسلامي دور القيادة إزاء هذه القضايا. كما تم الاتفاق من حيث المبدأ على اقتراح عقد مؤتمر دولي خلال شهر مارس/آذار حول حقوق النساء والفتيات في العالم الإسلامي.