منظور عالمي قصص إنسانية

أفغانستان: قرار حظر النساء من العمل مع الأمم المتحدة يضع المنظمة أمام "خيار مروع"

موظفة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تتحدث مع نساء نازحات في مقاطعة نانغاهار في أفغانستان.
© UNOCHA/Charlotte Cans
موظفة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تتحدث مع نساء نازحات في مقاطعة نانغاهار في أفغانستان.

أفغانستان: قرار حظر النساء من العمل مع الأمم المتحدة يضع المنظمة أمام "خيار مروع"

حقوق الإنسان

جددت الأمم المتحدة في أفغانستان "إدانتها القاطعة" لقرار حركة طالبان بمنع النساء الأفغانيات من العمل مع المنظمة في البلاد.

وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قالت الأمم المتحدة إن القرار يأتي في سياق سلسلة من الإجراءات التمييزية التي تنفذها سلطات الأمر الواقع بهدف تقييد مشاركة النساء والفتيات بشدة في معظم مجالات الحياة العامة واليومية.

وأكدت أنها لا تستطيع الامتثال للحظر لأنه يتعارض مع القانون الدولي، ولا سيما ميثاق الأمم المتحدة.

"من خلال هذا الحظر، تسعى سلطات الأمر الواقع التابعة لطالبان إلى إجبار الأمم المتحدة على اتخاذ خيار مروع بين البقاء وتقديم الدعم للشعب الأفغاني، أو الوقوف إلى جانب الأعراف والمبادئ التي من واجبنا الالتزام بها. يجب أن يكون واضحا أن أي عواقب سلبية لهذه الأزمة على الشعب الأفغاني ستكون من مسؤولية سلطات الأمر الواقع".

فترة مراجعة

وأصدت الأمم المتحدة تعليمات لموظفيها من النساء والرجال بعدم الحضور إلى المكاتب، مع استثناءات محدودة للمهام الحيوية.

وفي هذا الوقت، بدأت السيدة روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان فترة مراجعة تشغيلية حتى 5 أيار / مايو. وستجري الأمم المتحدة في أفغانستان المشاورات اللازمة خلال هذه الفترة، كما أنها ستقوم بإجراء التعديلات التشغيلية المطلوبة وتسريع التخطيط للطوارئ لجميع النتائج المحتملة.

وقالت الأمم المتحدة إنها ستسعى إلى مواصلة الأنشطة الإنسانية الحرجة والمنقذة للحياة بما يتماشى مع المبادئ والمعايير الإنسانية التي حددتها اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات في كانون الثاني / يناير 2022، وستقوم بتقييم نطاق ومعايير وعواقب الحظر، ووقف أنشطتها مؤقتا عندما تتم إعاقتها.

رؤية السلام والاستقرار

أكدت الأمم المتحدة في أفغانستان أنها تسعى جاهدة للبقاء وتقديم المساعدة لتخفيف معاناة الشعب غير المسبوقة منذ تولي حركة طالبان السلطة في آب / أغسطس 2021.

واعتبرت الحظر الجديد بمثابة امتداد للقيود غير المقبولة التي وُضعت في كانون الأول / ديسمبر 2022 على شركائها من المنظمات غير الحكومية، وقالت إن الحظر "يميز ضد المرأة بشكل متعمد ويتحدى قدرة الشعب الأفغاني على الاستمرار في الوصول إلى المساعدة والخدمات المنقذة للحياة والحفاظ عليها".

وقالت الأمم المتحدة إن جهودها في البلاد تتم على نطاق واسع وبحسن نية، وترتكز على الرؤية التأسيسية للأمم المتحدة، "وهي رؤية السلام والاستقرار وحقوق الإنسان لجميع الشعوب، ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة".

وشددت على أن عملها في أفغانستان مدفوع بالحاجة الإنسانية لإنقاذ الأرواح ويسترشد بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال.

يذكر أن فريق الأمم المتحدة القطري يضم حالياً 24 وكالة وصندوقاً وبرنامجاً تابعاً للأمم المتحدة، 20 منهم موجودون داخل أفغانستان.