منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحيي ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم- والأمين العام يحذر من أن تهديد الإبادة الجماعية لا يزال حقيقيا

طفل رواندي يبلغ من العمر 14 عاما من بلدة نياماتا نجا من مذبحة الإبادة الجماعية مختبئا تحت الجثث لمدة يومين، تم تصويره في حزيران/يونيه.
UNICEF/UNI55086/Press
طفل رواندي يبلغ من العمر 14 عاما من بلدة نياماتا نجا من مذبحة الإبادة الجماعية مختبئا تحت الجثث لمدة يومين، تم تصويره في حزيران/يونيه.

الأمم المتحدة تحيي ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم- والأمين العام يحذر من أن تهديد الإبادة الجماعية لا يزال حقيقيا

السلم والأمن

استجابة لتصاعد خطاب الكراهية والتمييز في جميع أنحاء العالم، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، البلدان على اتخاذ خطوات ملموسة لحماية الأقليات والمجتمعات الأخرى المعرضة لخطر الإبادة الجماعية.

وقد وجه السيد غوتيريش هذا النداء في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جريمة الإبادة الجماعية وتكريمهم، الذي أحيته الأمم المتحدة يوم الجمعة.

ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "دور الرياضة في منع الفظائع".

وقال الأمين العام:

"ومع أن الالتزام الأساسي بمنع الإبادة الجماعية يقع على عاتق الدول، فإن للزعماء الدينيين وقادة المجتمعات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام، بما في ذلك منصات وسائل التواصل الاجتماعي، دورا أساسيا في هذا الصدد".

إعادة النظر في الفشل الجماعي

ويمثل اليوم الدولي بالنسبة للأمين العام فرصة لتذكر الضحايا والناجين من الإبادات الجماعية في جميع أنحاء العالم والإشادة بهم.

وأضاف: "إنه يوم نعيد خلاله النظر في إخفاقنا الجماعي في منع هذه الجريمة في الماضي، ونضاعف جهودنا لمنع وقوعها في الحاضر والمستقبل".

وحذر الأمين العام من أنه وبعد مرور أكثر من 70 عاما على اعتماد اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، لا يزال خطر الإبادة الجماعية قائما في العديد من الأماكن حول العالم، منبها إلى أن "التمييز وخطاب الكراهية، وهما علامتا الإنذار المبكر باحتمال حدوث إبادة جماعية، آخذان في الارتفاع في كل مكان".

تزايد "علامات الإنذار المبكر"

وشدد الأمين العام على ضرورة أن نفعل المزيد لتعزيز القيادة السياسية القوية والعمل الحازم ضد هذه الاتجاهات الخطيرة. "ويجب أن نفعل المزيد للوفاء بالتزامنا بتحرير البشرية من ويلات الإبادة الجماعية".

التصدي للتمييز والاضطهاد

وأشار الأمين العام إلى أنه زار مؤخرا متحف تول سلينغ للإبادة الجماعية في بنوم بنه، بكمبوديا، حيث التقى بالناجين من الفظائع التي ارتكبت خلال نظام الخمير الحمر الوحشي، مشيرا إلى أن شهادتهم المؤثرة كانت تذكرة قوية بما تحمّله كل فرد من معاناة وألم ورعب من جراء الإبادة الجماعية والجرائم الفظيعة.

وأضاف السيد غوتيريش: "أدعو كل دولة عضو إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المجتمعات المعرضة للخطر، بما في ذلك الأقليات، والتصدي للتمييز والاضطهاد".

واختتم السيد غوتيريش رسالته بالقول:

"في هذا اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جريمة الإبادة الجماعية وتكريمهم، أحث جميع الجهات المعنية على استخدام جميع الوسائل المتاحة لها لمنع هذه الجريمة ووضع حد لها".

قوة الرياضة

كما شددت المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس نديريتو، على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عالمية.

وألقت كلمة في مناسبة تذكارية في نيويورك تناولت من خلالها دور الرياضة في منع الأعمال الوحشية.

وقالت السيدة نديريتو إن التاريخ أثبت مخاطر خطاب الكراهية وتأثيره في حال عدم التصدي له.

ومضت قائلة: "خطاب الكراهية يمكن أن يكون مؤشراً على الخطر ومسببا لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".

"لقد رأينا ذلك في الفترة التي سبقت الهولوكوست، والإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا وسريبرينيتشا، حيث تم استخدام رواية ’الآخر‘ لنزع الصفة الإنسانية عن الناس وتشويه سمعتهم، والمساهمة في الإقصاء، والوصم بالعار، والتمييز، والعزلة، وجرائم الكراهية وفي أخطر حالات الجرائم الفظيعة، بما في ذلك الإبادة الجماعية".

خطة ضد الكراهية

وشهد الحدث أيضا إطلاق خطة عمل لمواجهة خطاب الكراهية من خلال الانخراط في الرياضة.

تُعرف باسم GAME PLAN، وهي نتيجة عامين من المشاورات التي أجرتها المستشارة الخاصة ومجموعة العمل المكونة من ممثلين عن البطولات الرياضية الكبرى في الولايات المتحدة وخارجها.

نشأت المبادرة في القمة العالمية للقضاء على الكراهية التي نظمها قادة المجتمع في مدينة بيتسبرغ الأمريكية في أعقاب هجوم تشرين الأول/أكتوبر 2018 على المعبد اليهودي "شجرة الحياة"، وهو أكثر الهجمات المعادية للسامية دموية في تاريخ الولايات المتحدة.

وبدوره، سلط رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروشي، الذي ألقى أيضا كلمة في الفعالية، الضوء على الكيفية التي يمكن أن تساعد بها الرياضة في جعل العالم مكانا أفضل. وأضاف:

"في الرياضة يتحدث الجميع نفس اللغة، عبر الحدود والثقافات والأديان. يمكن للرياضة تطوير الشعور بالفهم والوعي بالتنوع، ويمكنها محاربة الصور النمطية وخطاب الكراهية."

=====

استمعوا إلى الحوار مع السيد فتحي الدبابي، مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالرباط بمناسبة إطلاق حملة نموذجية بالمغرب تهدف للتوعية بخطاب الكراهية ومخاطره والدعوة لوقف انتشاره خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مشجعي كرة القدم.

Soundcloud