منظور عالمي قصص إنسانية

العراق: الممثل السامي لتحالف الحضارات يبحث في النجف خطة حماية المواقع الدينية

Photo: UNESCO
UNESCO
Photo: UNESCO

العراق: الممثل السامي لتحالف الحضارات يبحث في النجف خطة حماية المواقع الدينية

الثقافة والتعليم

التقى الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارة بآية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني وتبادلا الآراء حول أهمية الحوار بين الأديان وداخل الدين الواحد، وهو أمر في صميم ولاية تحالف الأمم المتحدة للحضارات، مستذكريْن اللقاء الذي جمع سماحة السيد وقداسة البابا فرانسيس في 6 آذار/مارس 2021.

وخلال هذا اللقاء الذي عقد اليوم الأربعاء بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في النجف، أشاد الممثل السامي موراتينوس بحكمة سماحة السيد السيستاني وتعاطفه.

وعبر عن مدى تأثره بنهج سماحته المعتدل ونداءاته المستمرة بأن يسود الاحترام المتبادل والوحدة دعما للتنوع والتعايش السلمي.

كما قدم الممثل السامي موراتينوس "خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية: الوحدة والتضامن من أجل عبادة آمنة وسلمية"، والتي تم وضعها عام 2019 بعد هجمات كرايستشيرش في نيوزيلاندا. وفي العراق أيضا، عانى المصلّون والأماكن المقدسة أشد المعاناة.

ضمان السماح بممارسة العقائد

خطة العمل هذه هي دعوة عالمية للالتفاف حول أبسط المبادئ الإنسانية، التعاطف والتسامح، لضمان السماح للناس بممارسة عقائدهم وشعائرهم الدينية بسلام. ولهذا الغرض، فمن الضروري أن تكون المواقع الدينية وأماكن العبادة والتأمل ملاذا آمنا حقيقيا.

وعقب إطلاقها في 2019، قدّم الممثل السامي خطة العمل لقداسة البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر. وقال السيد موراتينوس إنه تم إشراك ثلاثٍ من القيادات الدينية الكبرى الممثلة في الفاتيكان والقاهرة والنجف. وعبر الممثل السامي عن تعاونه ودعمه الكاملين لأي جهد يسهم في بناء مجتمع مسالم وعادل ومتماسك يقوم على الاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية.

كما التقى الممثل السامي في 4 كانون الأول/ديسمبر مع غبطة البطريرك الكلداني الكاردينال لويس ساكو. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول سبل تعزيز الحوار بين الأديان وداخل الأديان ومكافحة جميع أشكال التمييز على أساس الدين.

العراق مهد حضارة عمرها قرون

Tweet URL

وتأتي زيارة موراتينوس إلى العراق في إطار انعقاد الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى الحضارات العريقة في بغداد. 

وفي كلمته خلال الاجتماع، نقل الممثل السامي، عن الأمين العام أنطونيو غوتيريش إيمانه الراسخ بالحوار بين الثقافات وبين الأديان بوصفه وسيلة قادرة على تحقيق السلام.

واعتبر العراق المكان الأكثر ملائمة لعقد هذا الاجتماع وصفا البلد بـ"مهد حضارة عمرها قرون".

وقال إن الثروة الموجودة فيه من الديانات والثقافات والأعراق المتنوعة تغني فسيفساء المجتمع العراقي الزاخرة بالألوان، وتعكس مواقع التراث الثقافي والمواقع الدينية في العراق وفي أي مكان هوية الشعب وتعزز شعوره بالانتماء.

دحر الإرهاب يتطلب معالجة أسبابه الجذرية

ومشيدا بالشعب العراقي، قال موراتينوس إن الأمل والصمود والتضامن بين العراقيين تمثل قوةً دافعةً ساعدتهم في هزيمة تنظيم داعش وتحرير بلدهم من تهديده.

ولكنه استدرك قائلا إن دحر الإرهاب نهائياً يتطلب استكمال الجهود العالمية الرامية إلى "معالجة الأسباب الجذرية للتطرف العنيف والذي بدوره يفضي إلى الإرهاب."

وهنا يأتي دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات، انطلاقاً من كونه مبادرة سياسية للأمين العام للأمم المتحدة لمنع النزاعات وحلها من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات وبين الأديان وتشجيع التنوع والاحترام المتبادل.

والاجتماع الوزاري الذي عقد في الرابع من الشهر الجاري، ركز على الحوار والتعاون الثقافي، وأتى ليكمّل العمل الذي بدأه تحالف الأمم المتحدة للحضارات منذ أكثر من (17) عاماً ونجح في إنشاء منصة عالمية للحوار بين الثقافات والأديان.

ومنذ أسبوع واحد فقط، عقد التحالف المنتدى العالمي التاسع في مدينة فاس التاريخية في المغرب. وقد شارك في المنتدى أكثر من (1100) مشارك بما في ذلك (98) دولة من الدول الأعضاء ومنظمات مجتمع مدني وزعماء دينيين وشباب. وكان من بين المشاركين في المنتدى وزير الثقافة العراقي.