منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو تسعى إلى الوصول إلى 48 مليون شخص العام المقبل بالمساعدات المنقذة للحياة وتناشد الحصول على 1.9 مليار دولار

حياة، مزارعة، تقف لالتقاط صورة مع ماشيتها في مزرعتها، الصومال.
FAO/Arete/Isak Amin.
حياة، مزارعة، تقف لالتقاط صورة مع ماشيتها في مزرعتها، الصومال.

الفاو تسعى إلى الوصول إلى 48 مليون شخص العام المقبل بالمساعدات المنقذة للحياة وتناشد الحصول على 1.9 مليار دولار

المساعدات الإنسانية

مع اقتراب عام 2022 من نهايته، يواجه ما يقرب من مليون شخص خطر التضور جوعا على نحو مباشر– أي حوالي ضعف عدد عام 2021. وفي جميع أنحاء العالم، يعاني 222 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويجد شخص من بين كل خمسة أشخاص منهم تقريبا صعوبة في الحصول على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة خلال اليوم.

وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أنها في عام 2023، ستحتاج إلى 1.9 مليار دولار للوصول إلى 48 مليون شخص بالمساعدة المنقذة للحياة وسبل العيش.

يأتي هذا الإعلان كجزء من نداء إنساني أكبر للأمم المتحدة أطلقه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في حدث* خاص اليوم في جنيف.

أبرز محرّكات انعدام الأمن الغذائي

بحسب الفاو، فإن المحرّكات الأساسية لانعدام الأمن الغذائي الحاد هي الظواهر الجوية الشديدة مثل الجفاف والفيضانات واندلاع الحرب في أوكرانيا وانتشار النزاعات الأخرى، يتبع ذلك تزايد عدم اليقين بشأن أسواق الأغذية والزراعة العالمية مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأمن الغذائي إلى مستويات عالية جديدة.

في منطقة القرن الأفريقي وحدها، التي تعاني من جفاف غير مسبوق – وهو حدث لم تشهد له المنطقة مثيلا منذ 40 عاما – من المتوقع أن يكون ما بين 23 و26 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، ومن المتوقع استمرار تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول شباط/فبراير 2023 بسبب الموسم السادس على التوالي للجفاف المتوقع وغير المسبوق.

إضافة إلى ذلك، ارتفعت تكلفة الغذاء بشكل مطّرد منذ تفشي كوفيد-19، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات قبل الحرب في أوكرانيا، مما أدى إلى مزيد من الصدمات عبر المنظومة.

وفي حين أن أسعار المواد الغذائية الأساسية العالمية آخذة في الانخفاض في الآونة الأخيرة، لا تزال أسعار المستهلكين مرتفعة مع انتكاسات كبيرة على القوة الشرائية والوصول إلى الغذاء بين أفقر الناس.

وتستمر النزاعات وعدم الاستقرار السياسي في تدمير الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، مما يجبر الناس على الفرار من منازلهم والتخلي عن مزارعهم وقواربهم ومواشيهم، مما يدفعهم إلى الفقر والاعتماد الكامل على المساعدات الخارجية.

وكيل بنك الطعام يجمع الطعام في سوق الجملة في ليما (ميركادو دي مايورستاس)، بيرو.
© Roberto Villanueva

استجابة الفاو

مع أقل من 4 في المائة من مبلغ الـ 51.5 مليار دولار المطلوبة عبر جميع النداءات لعام 2023، يمكن أن تقدم منظمة الفاو مساعدة لسبل العيش ذات الأهمية الزمنية لضمان حصول 48 مليون شخص على إمدادات ثابتة من الأغذية المغذية.

من خلال حزم النقد والمحاصيل والخضراوات، وعلف الماشية وحملات صحة الحيوان، وتحسين البنية التحتية الحيوية مثل أنظمة الري والتسويق، يمكن للفاو ضمان قدرة الأسر والمجتمعات في المناطق النائية والمضطربة من النزاع على إطعام أنفسهم وإرساء الأسس لمقاومة الصدمات المستقبلية.

في عام 2022، أدى دعم الفاو الطارئ للمجتمعات المتضررة من الجفاف في القرن الأفريقي إلى حماية أصول الثروة الحيوانية الحيوية، وضمان حصول 4.4 مليون طفل على الحليب كل يوم، وأدّى إلى إنتاج أكثر من 100,000 طن من الحبوب وزوّد أكثر من 1.5 مليون شخص بالنقد لشراء الغذاء والحصول على الرعاية الصحية والضروريات الأخرى.

إن تدخلات منظمة الأغذية والزراعة موجهة قبل كل شيء نحو تلبية احتياجات وأولويات المجتمعات المتضررة التي تتكون في الغالب من المزارعين والصيّادين والرعاة وعمّال الغابات – مما يسمح لهم بالبقاء في ديارهم حيث يكون ذلك آمنا، وتلبية احتياجاتهم الخاصة إضافة إلى قيادة تعافيهم المستقبلي.

الوصول إلى ملايين الأشخاص

يعد إنتاج المكسرات والزبدة من بين أكثر الأنشطة المدرة للدخل التي يمكن أن تصل إليها النساء الريفيات في شمال غانا.
© FAO/Luis Tato

كثفت الفاو من جهودها للوصول إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها طوال عام 2022 – بمساعدة 30 مليون شخص بالدعم الضروري وفي الوقت المناسب، مع التركيز على سكان الريف وأولئك الذين تمثل الزراعة بالنسبة لهم بقاءهم على قيد الحياة.

في أفغانستان وحدها، تتوقع الفاو الوصول إلى تسعة ملايين شخص مع حلول نهاية العام – حوالي نصف عدد سكان الريف الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. سيستفيد حوالي 3.6 مليون شخص من التوزيع الجاري للقمح الشتوي، والذي سيكتمل بحلول كانون الأول/ديسمبر.

في الصومال، تم تقديم أكثر من 24 مليون دولار نقدا، إلى جانب مساعدة سبل العيش في المجتمعات الريفية الأكثر عرضة للمجاعة، فيما تلقى أكثر من 11 مليون رأس من الماشية العلف والمياه والعلاج الصحي الأساسي.

في أوكرانيا، إلى جانب تقديم الدعم الزراعي الطارئ للمزارعين، مثل بذور البطاطس وبذور الخضراوات والمساعدات النقدية، تكثف الفاو جهودها لحماية المحاصيل الحالية والمستقبلية والاحتياطات الغذائية. وقدمت الفاو سعة هائلة لتخزين ما يصل إلى ستة ملايين طن من الحبوب (حوالي 30 في المائة من الاحتياطات الوطنية). هذه المساعدة ضرورية لضمان توفير الحبوب بشكل صحيح، ويمكن للمزارعين بيع وتصدير الحبوب عند الاقتضاء.

نقص في التمويل

تؤكد الفاو أن الزراعة هي استجابة إنسانية في الخطوط الأمامية ويجب النظر إليها على هذا النحو في جميع النداءات الإنسانية. وللتدخلات الزراعية العاجلة، خاصة عندما تقترن بالمساعدات النقدية والغذائية، آثار هائلة على توافر الغذاء والتغذية والنزوح مما يقلل بشكل كبير من التكاليف الإنسانية الأخرى.

على سبيل المثال، بتكلفة 220 دولارا فقط، ستمكّن عبوات القمح الشتوي التي يتم توزيعها في أفغانستان الأسرة من إنتاج ما يكفي من الغذاء لتلبية الاحتياجات السنوية من الحبوب وترك فائض لبيعه.

في عام 2022، تلقت الفاو 43 في المائة فقط من الأموال المطلوبة بموجب خطط الاستجابة الإنسانية، لكن هذا يخفي اختلالا هائلا في الأموال، فالنداءات من أجل أفغانستان ممولة بالكامل إلا أن النداءات الخاصة بنيجيريا والجمهورية العربية السورية بالكاد تجاوزت 10 في المائة من المطلوب.

*كان حدث اليوم في جنيف واحدا من ثلاث عمليات إطلاق متتالية لتقديم نظرة عامة على العمل الإنساني العالمي لعام 2023، تلته فعاليات في أديس أبابا بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي، والرياض بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.