منظور عالمي قصص إنسانية

تسجيل مليون ونصف حالة إصابة جديدة بالإيدز خلال العام الماضي واجتماع طارئ لتعزيز جهود الوقاية من المرض

تعيش مانديسا دوكاش وعائلتها في إيسترن كيب بجنوب أفريقيا. مانديسا ممرضة مدربة وتعمل على الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية لضمان مراقبة الجودة في أماكن الرعاية الصحية. إنها مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وتشجع الناس على إجراء اختبار فيروس نقص المناعة …
AFP PHOTO/MUJAHID SAFODIEN
تعيش مانديسا دوكاش وعائلتها في إيسترن كيب بجنوب أفريقيا. مانديسا ممرضة مدربة وتعمل على الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية لضمان مراقبة الجودة في أماكن الرعاية الصحية. إنها مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وتشجع الناس على إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية. زوجها وابنتاها مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.

تسجيل مليون ونصف حالة إصابة جديدة بالإيدز خلال العام الماضي واجتماع طارئ لتعزيز جهود الوقاية من المرض

الصحة

قرع برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز جرس الإنذار بشأن تزايد الإصابات الجديدة بالإيدز في عدد من البلدان والمناطق والمدن في جميع أنحاء العالم. جاء ذلك في بين أصدرته الوكالة الأممية، اليوم الاثنين.

وفقا للبيان، شهد عام 2021 تسجيل 1.5 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، وهي زيادة بنحو مليون حالة إصابة أعلى من هدف عام 2020 البالغ 500 ألف حالة.

ولدعم البلدان في جهود خفض الإصابات الجديدة، تم عقد اجتماع في جنوب أفريقيا بدعوة من التحالف العالمي للوقاية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنتدى اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.

وجمع الاجتماع خبراء الوقاية من الفيروس والجهات المنفذة من 28 دولة من تلك التي بها أعلى معدلات الإصابة الجديدة بالعدوى بهدف تحديد سبب فشلها في خفض الحالات على نطاق واسع، ومناقشة الحلول ومساعدة البلدان على تحديد أهداف وقائية طموحة.

وتقع الدول الـ 28 التي شهدت تسجيل ثلاثة أرباع جميع الإصابات الجديدة في جميع أنحاء العالم ضمن التحالف العالمي للوقاية من الإيدز.

تأسس التحالف في عام 2017 للحصول على الالتزام والزخم والاستثمار والمساءلة عبر الحكومات والمجتمع المدني والجهات المانحة والقطاع الخاص بهدف تنفيذ برامج وقائية واسعة النطاق وذات تغطية عالية ومنصفة وعالية الجودة.

خلال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، سيحدد المشاركون احتياجات الدول المتعلقة بتنفيذ خارطة الطريق المعنية بالوقاية لعام 2025، ويطورون الخطوات الحاسمة اللازمة لتنفيذ الخارطة الطريق.

ويأتي الاجتماع في وقت حرج. فقد أظهر أحدث تقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز أن الإصابات الجديدة بالفيروس انخفضت بنسبة 3.6 في المائة فقط بين عامي 2020 و2021، وهو أقل انخفاض سنوي منذ عام 2016.

الفتيات والمراهقات أكثر عرضة للإصابة

وأفاد التقرير بأن عام 2021 شهد إصابة فتاة مراهقة أو شابة (بين 15-24 سنة) بالعدوى كل دقيقتين، وأن 250 ألف مراهقة وشابة أصبن حديثا بمرض الإيدز - أكثر من 80 في المائة منهن في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وفقا للتقرير، فالمراهقات والشابات في هذه المنطقة أكثر عرضة للإصابة بالإيدز بثلاث مرات من نظرائهن الذكور.

وتعيق نقاط الضعف المتعددة - بما في ذلك الأعراف والممارسات الاجتماعية الضارة، والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والجنسانية - التقدم بالنسبة للمراهقات والشابات.

تركيز جهود الوقاية بين الأوساط المهمشة

في عام 2021، قدّر البرنامج الأممي أن الفئات السكانية الرئيسية- بمن فيهم الرجال المثليون، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، والعاملون في مجال الجنس، والمتحولون جنسيا، والأشخاص في السجون وغيرها من الأماكن المغلقة وشركاؤهم الجنسيون يمثلون 70 في المائة من حالات الإصابة الجديدة بالفيروس في جميع أنحاء العالم.

ويظهر ذلك أن جهود الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية ينبغي أن تتركز بين أوساط المهمشين والأكثر ضعفا.

وقال إيمون ميرفي، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز "إن تنفيذ خريطة الطريق هذه لا يمكن أن يكون عملا كالمعتاد. نحن بحاجة إلى أن نكون صادقين - نحتاج إلى مزيد من القيادة السياسية والمزيد من الاستثمار والتزام أكبر للوصول إلى الفئات السكانية الرئيسية للحد من الإصابات الجديدة بالإيدز".

عندما تقوم البلدان بتوسيع نطاق برامج الوقاية من الفيروس، يمكن تحقيق نجاحات ملحوظة في بلدان مثل كوت ديفوار وجنوب أفريقيا وكينيا.

وفي مناطق أخرى مثل كمبوديا وتايلند وفيت نام والسلفادور وجمهورية مولدوفا وسري لانكا، حققت العديد من البلدان انخفاضا حادا في الإصابات الجديدة بالإيدز من خلال تركيز برامجها الوقائية المركبة على احتياجات السكان الرئيسيين.

وقال الدكتور ثيمبيزيلي زولو، مدير اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز في جنوب أفريقيا: "هذه فرصة عظيمة لنا لوضع استراتيجية وتعزيز علاقاتنا بين البلدان، وتبادل الخبرات والاعتماد على نقاط القوة لدى بعضنا البعض لتقليل معدل الإصابات الجديدة".

خطة جديدة

وقد التزمت البلدان بهدف جديد يتمثل في الحد من الإصابات الجديدة بالإيدز إلى 370 ألفا بحلول عام 2025، وهو هدف يمكن تحقيقه، إذا تم تكثيف الجهود الرامية للوصول إلى الأشخاص الذين تخلفوا عن الركب.

تم تصميم خارطة طريق معنية بالوقاية من الفيروس بهدف مساعدة البلدان على تحقيق أهدافها.

وهي تتضمن خطة من 10 نقاط ومعالم خاصة بكل بلد لوضع البلدان على المسار الصحيح.

تشمل أهداف الوقاية الجديدة من فيروس نقص المناعة البشرية حزما شاملة ذات أولوية من خدمات الوقاية من الإيدز وضمان توفرها واستخدامها من قبل 95 في المائة من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى.