منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأمم المتحدة المعني بمكافحة الإيدز يحث البلدان على العمل لمعالجة النقص المحتمل في عقاقير فيروس الإيدز خلال الشهرين المقبلين

أم في مبارارا، غرب أوغندا، تتأكد من أن يتلقى طفلاها دواء فيروس نقص المناعة البشرية للأطفال في نفس الوقت كل يوم.
© UNICEF/Karin Schermbrucke
أم في مبارارا، غرب أوغندا، تتأكد من أن يتلقى طفلاها دواء فيروس نقص المناعة البشرية للأطفال في نفس الوقت كل يوم.

برنامج الأمم المتحدة المعني بمكافحة الإيدز يحث البلدان على العمل لمعالجة النقص المحتمل في عقاقير فيروس الإيدز خلال الشهرين المقبلين

الصحة

أوضح برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة نقص المناعة البشرية (الإيدز) أن مخزون الأدوية المخصص لمرضى فيروس الإيدز قد ينفد في الشهرين المقبلين بسبب ارتفاع التكاليف المرتبطة بعمليات الحجر الصحي وإغلاق الحدود نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وفي دعوة إلى الدول والشركات المصنعة لاتخاذ إجراءات وقائية فورية، أوضح البرنامج أن إنتاج وتوزيع الأدوية العامة المضادة للفيروسات القهقرية مهددان بالتوقف.

وبالتالي فإن صحة الملايين من الأشخاص معرضة للخطر لا سيما في البلدان النامية، إذا لم يتلق المصابون العلاج المناسب، مما يؤدي إلى تزايد فرصة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية، وفقا للوكالة الأممية.

"يجب أن يستمر العلاج"

قالت ويني بيانييما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، إنه "من الحيوي أن تضع البلدان خططًا عاجلة للتخفيف من احتمالات وآثار ارتفاع التكاليف وانخفاض توافر الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية".

ودعت أيضا البلدان ومشتري أدوية فيروس نقص المناعة البشرية إلى "العمل بسرعة من أجل ضمان أن يستمر كل من يتلقى العلاج حاليا في الحصول عليه، وإنقاذ الأرواح ومنع حدوث إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية".

مئات الآلاف في خطر في دول جنوب الصحراء الكبرى

في كوت ديفوار، يقوم مستشار من منظمة Femme Active الشريكة لليونيسف، وهي منظمة غير حكومية، بإرشاد صبي مراهق مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، حول كيفية تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (ARV) بشكل صحيح.
UNICEF/Olivier Asselin
في كوت ديفوار، يقوم مستشار من منظمة Femme Active الشريكة لليونيسف، وهي منظمة غير حكومية، بإرشاد صبي مراهق مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، حول كيفية تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (ARV) بشكل صحيح.

كما أشار برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، إلى نماذج التنبؤ التي بدورها أشارت إلى أن تعطيل العلاج المضاد للفيروسات القهقرية لمدة ستة أشهر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها، يمكن أن يؤدي إلى 500 ألف حالة وفاة إضافية مرتبطة بالإيدز.

هناك عدة عوامل مرتبطة بخطر الجائحة أدت إلى ارتفاع تكلفة إنتاج أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.

وتشمل هذه العوامل زيادة تكاليف التصنيع والنقل، والحاجة إلى إيجاد مصادر جديدة للمكونات الصيدلانية الرئيسية، وتقلبات العملات الناجمة عن الصدمة الاقتصادية لفيروس كورونا.

وأوضح البرنامج إن زيادة هذه التكاليف بنسبة 10 إلى 25 في المائة، يمكن أن ترفع التكلفة النهائية للأدوية المضادة للفيروسات الرجعية المصدرة من الهند وحدها بين 100 و225 مليون دولار في السنة.

عبء إضافي على عاتق العالم أجمع

تلعب دول آسيا دورا رئيسيا في إنتاج أدوية فيروس نقص المناعة البشرية، حيث تمثل ثمانية مصانع هناك أكثر من 80 إنتاج الأدوية العامة المضادة للفيروسات القهقرية  في جميع أنحاء العالم.

وقال البرنامج الأممي المعني بالإيدز، إنه "بالنظر إلى أنه في عام 2018 كان هناك نقص في تمويل فيروس الإيدز يزيد عن 7 مليارات دولار، فالعالم لا يستطيع تحمل عبء إضافي على الاستثمارات في مسألة التصدي للإيدز".

وفي محاولة لمواجهة ذلك، يعمل برنامج الأمم المتحدة وشركاؤه للتخفيف من أثر نقص التمويل.

وأشار البرنامج الأممي إلى أن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، تعهد بتقديم "تمويل فوري" يصل إلى مليار دولار لمساعدة البلدان على الاستجابة لفيروس كورونا، في حين يوسع الصندوق أيضا استخدام قاعدته الخاصة بالشراء لغير المستفيدين من الصندوق العالمي.