منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الفاو: مؤشر أسعار الأغذية العالمي يتراجع للشهر السادس على التوالي

من الأرشيف: امرأة في الهند تنخل الحبوب.
World Bank/Ray Witlin
من الأرشيف: امرأة في الهند تنخل الحبوب.

منظمة الفاو: مؤشر أسعار الأغذية العالمي يتراجع للشهر السادس على التوالي

التنمية الاقتصادية

أفاد تقرير جديد صادر اليوم الجمعة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بتراجع مقياس الأسعار العالمية للسلع الغذائية في سبتمبر/أيلول للشهر السادس على التوالي.

مع هبوط حاد في أسعار الزيوت النباتية ورغم ارتفاع أسعار الحبوب، تراجع متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية 1.1 في المائة عن مستواه في آب / أغسطس، إلا أنه بقي أعلى بنسبة 5.5 في المائة من قيمته المسجلة قبل عام. ويتتبع المؤشر التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأكثر تداولا.

وأشارت الفاو إلى انخفاض أسعار الزيوت النباتية بنسبة 6.6 في المائة خلال الشهر ليسجّل أدنى مستوى له منذ شباط / فبراير 2021. وعلى العكس من ذلك، ارتفعت أسعار الحبوب بنسبة 1.5 في المائة عما كان عليه خلال الشهر السابق، حيث عادت أسعار القمح إلى الارتفاع بنسبة 2.2 في المائة بفعل الشواغل المتعلقة بالأحوال المناخية الجافة في الأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية، والوتيرة السريعة للصادرات من الاتحاد الأوروبي وسط ارتفاع الطلب الداخلي وتفاقم عدم اليقين بشأن استمرار مبادرة الحبوب في البحر الأسود فيما بعد شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.

كما ارتفع مؤشر المنظمة لأسعار الأرزّ عموماً بنسبة 2.2 في المائة، كردّ إلى حد كبير على التغيرات في سياسة التصدير في الهند والشواغل بشأن آثار الفيضانات الشديدة في باكستان. وانخفض مؤشر أسعار منتجات الألبان بنسبة 0.6 في المائة خلال الشهر، الأمر الذي يعكس إلى حدّ بعيد آثار تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي، إلى جانب أوجه عدم اليقين في السوق والتوقعات القاتمة بشأن النمو الاقتصادي العالمي.

وتراجعت أسعار اللحوم بنسبة 0.5 في المائة حيث انخفضت أسعار لحوم البقر في ظلّ توفر كميات كبيرة للتصدير في حين تراجعت أسعار لحوم الدواجن بفعل الطلب الخجول على الاستيراد. وفي المقابل، ارتفعت الأسعار العالمية للحوم الخنازير نتيجة النقص في إمدادات الخنازير الجاهزة للذبح في الاتحاد الأوروبي.

وكذلك تراجع مؤشر أسعار السكر بنسبة 0.7 في المائة خلال شهر أيلول / سبتمبر، وتقول الفاو إن ذلك يعود إلى توقعات تفيد بإنتاج جيد في البرازيل، وانخفاض أسعار الإيثانول وآثار تقلّبات العملات.

سفينة كوبروسيلي في أوديسا، أوكرانيا، تقوم بتحميل 10,000 طن من الحبوب ثم تتجه إلى تركيا.
UN Photo/Mark Garten
سفينة كوبروسيلي في أوديسا، أوكرانيا، تقوم بتحميل 10,000 طن من الحبوب ثم تتجه إلى تركيا.

تراجع التوقعات بشأن محصول الحبوب العالمي

كما نشرت الفاو اليوم أيضاً الموجز الأخير عن إمدادات الحبوب والطلب عليها، والذي خفّض على نحو أكبر التوقعات العالمية لإنتاج الحبوب لعام 2022، وهو يبلغ اليوم 2768 مليون طن، أيّ أقلّ بنسبة 1.7 في المائة من إنتاج عام 2021. كما توقعت المنظمة أن يتراجع الاستخدام العالمي للحبوب خلال الفترة 2022/2023 بنسبة 0.5 في المائة عن الموسم السابق ليصل إلى 2784 مليون طن، الأمر الذي يعكس بشكل رئيسي الانخفاض في استخدام الأعلاف.

أمّا المخزون العالمي من الحبوب في نهاية مواسم عام 2023، فمن المرتقب أن يشهد انكماشاً بنسبة 1.6 في المائة دون مستوياته في بداية المواسم، لينخفض إلى 848 مليون طن. ومن المتوقع أن يتراجع معدل الاستخدام مقابل المخزون العالمي من الحبوب إلى 29.7 في المائة في الفترة 2022/2023 عن نسبة 31 في المائة كان قد سجّلها في العام الماضي، إلا أنه لا يزال مرتفعاً نسبياً.

وتوقعت المنظمة أن تتراجع التجارة العالمية بالحبوب بنسبة 2.4 في المائة في الفترة 2022/2023 (تموز/ يوليو إلى حزيران/ يونيو) عن مستواها خلال موسم التسويق الماضي، في ظلّ حالات الانكماش المرتقبة في تجارة جميع الحبوب الرئيسية. وثمة عوامل مساهمة أخرى في هذا التراجع، من بينها تداعيات الحرب في أوكرانيا وقوة الدولار الأمريكي.

أم لستة أطفال تخشى أن تفقد المزيد من الماشية في الأشهر المقبلة بسبب الجفاف في المنطقة الصومالية بإثيوبيا.
© UNICEF/Mulugaeta Ayene
أم لستة أطفال تخشى أن تفقد المزيد من الماشية في الأشهر المقبلة بسبب الجفاف في المنطقة الصومالية بإثيوبيا.

45 بلداً بحاجة إلى مساعدة خارجية للحصول على الأغذية

يحتاج 45 بلداً حول العالم إلى مساعدة خارجية للحصول على الأغذية، من ضمنها 33 بلداً في أفريقيا وتسعة في آسيا واثنان في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وبلد واحد في أوروبا، بحسب آخر إصدار من تقرير توقعات المحاصيل وحالة الأغذية، وهو مطبوع فصلي يصدر عن النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر التابع للفاو.

فقد أفضت موجات الجفاف على مدى عدة سنوات إلى انعدام الأمن الغذائي بشكل خطير في شرق أفريقيا، حيث من المتوقع أن تنتشر المجاعة في أجزاء من الصومال في حال عدم تعزيز المساعدات الإنسانية. كما أن معدلات التضخّم المرتفعة والبيئة الصعبة للاقتصاد الكلّي وانخفاض قيمة العملات، كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم ظروف انعدام الأمن الغذائي في البلدان ذات الدخل المنخفض التي تواجه عجزاً غذائيا.

ويتوقع التقرير أيضاً أن يتراجع إنتاج الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض في عام 2022 بنسبة 0.4 في المائة عما كانت عليه في عام 2021.