منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: قرار روسيا بضم أراضٍ أوكرانية ليس له قيمة قانونية وتصعيد خطير يستحق الإدانة

الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلال تصريحات صحفية حول الوضع في أوكرانيا وأي قرار روسي لضم أقاليم أوكرانية
UN Photo/Manuel Elías
الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلال تصريحات صحفية حول الوضع في أوكرانيا وأي قرار روسي لضم أقاليم أوكرانية

الأمين العام: قرار روسيا بضم أراضٍ أوكرانية ليس له قيمة قانونية وتصعيد خطير يستحق الإدانة

السلم والأمن

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن أي قرار روسي بالمضي قدما في ضمّ مناطق دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوروجيا في أوكرانيا لن يكون له قيمة قانونية ويستحق الإدانة. 

كما أكد أن الأمم المتحدة ملتزمة تماما بسيادة أوكرانيا ووحدتها واستقلالها وسلامتها الإقليمية، ضمن حدودها المعترف بها دوليا، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وفي كلمة أدلى بها أمام الصحفيين في نيويورك يوم الخميس، قال السيد أنطونيو غوتيريش إن الكرملين أعلن أن المراسم ستقام غدا في موسكو لإطلاق إجراءات ضمّ أقاليم دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوروجيا الأوكرانية.

وقال: "في لحظة الخطر هذه، لا بد لي من التأكيد على واجبي بصفتي الأمين العام على التمسك بميثاق الأمم المتحدة."

وشدد على أن الميثاق واضح وأي ضمّ لأراضي دولة من قبل دولة أخرى نتيجة التهديد باستعمال القوة أو استخدامها هو انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وتابع يقول: "يجب أن أكون واضحا. إن الاتحاد الروسي، بصفته أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، يتحمل مسؤولية خاصة تتمثل في احترام الميثاق."

استفتاءات لا تعبر عن الإرادة الشعبية

وتطرق الأمين العام إلى ما يُسمّى بـ "الاستفتاءات" في المناطق المحتلة التي أجريت خلال نزاع مسلح نشط في مناطق خاضعة للاحتلال الروسي وخارج الإطار القانوني والدستوري لأوكرانيا.

وأضاف أنه لا يمكن وصفها بأنها تعبير حقيقي عن الإرادة الشعبية. "أي قرار تتخذه روسيا للمضي قدما سيعرّض آفاق السلام لمزيد من الخطر. وسوف يطيل أمد الآثار الدراماتيكية على الاقتصاد العالمي، وخاصة في البلدان النامية، ويعيق قدرتنا على تقديم المساعدات المنقذة للحياة في جميع أنحاء أوكرانيا وخارجها."

وأوضح أنه "لا يمكن التوفيق بينه وبين الإطار القانوني الدولي. ويقف ضد كل ما يعمل المجتمع الدولي من أجل الدفاع عنه. ويستهين بمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة،" ووصفه بالتصعيد الخطير، وبأنه ليس له مكان في العالم الحديث، ولا ينبغي القبول به.

وأشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة واضحة بنفس القدر. ففي إعلان مبادئ القانون الدولي المتصلة بالعلاقات الودية الصادر في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1970 – استشهد مرارا بقواعد القانون الدولي العام من قبل محكمة العدل الدولية – وقد أعلنت الجمعية العامة أن "أراضي دولة ما لا يجب أن تكون محل استيلاء من قبل دولة أخرى نتيجة للتهديد باستعمال القوة أو استخدامها."

ودعا السيد غوتيريش في ختام كلمته إلى التراجع عن حافة الهاوية.

وقال: "الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نعمل معا لإنهاء هذه الحرب المدمرة التي لا معنى لها والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي."

تصريحات قوية صادرة عن الأمين العام

وفي المؤتمر الصحفي اليومي في المقرّ الدائم بنيويورك، ردّ المتحدث الرسمي ستيفان دوجاريك على أسئلة الصحفيين في أعقاب كلمة الأمين العام، وقال دوجاريك إنها على الأرجح أقوى تصريحات صدرت عن الأمين العام حول الوضع.

وأضاف المتحدث الرسمي ردّا على سؤال حول الاجتماع المقبل لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا، وما يمكن فعله من جانب الأمم المتحدة إزاء التطورات الأخيرة: "أعتقد أن هذا بمثابة تذكير للعالم بأن الوضع الخطير الذي نجد أنفسنا فيه، أنه تذكير بحاجة أن تتمسك كل دولة عضو بالقانون الدولي."

وأشار إلى وجود دور للدول الأعضاء الأخرى للتحدث علنا والدفاع عن القانون الدولي.

وأضاف أن الأمين العام عبّر عن شواغله للجانب الروسي فيما يتعلق بالإجراءات المتعلقة بالضمّ في محادثة مع مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، "وستتواصل المحادثات."

ولدى سؤاله عن اعتزام الأمين العام التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وما إذا كانت هناك منصة أخرى يمكن له أن يتوجه إليها لاحتواء الموقف، على سبيل المثال التوجه مرة أخرى للمنطقة، قال دوجاريك: "سيجري رحلة أخرى إلى المنطقة إذا شعر أنه سيحقق أمرا ما. أعتقد أنكم رأيتم منذ بداية الصراع الجانب العملي من الأمين العام."

وأعرب عن أمله في استمرار الانخراط بشأن القضايا وخاصة تلك المتعلقة بالوصول إلى الأغذية والأسمدة، وقال: "نأمل في استمرارها، إنها مهمّة للعالم وللجوعى اليوم ومهمّة للغد خاصة عندما يتعلق الأمر بالأسمدة."

مساعدة السكان في أوكرانيا

وردّا على سؤال يتعلق في المناطق الواقعة تحت سيطرة روسيا، وإمكانية إرسال قوات أممية لمساعدة السكان؟ قال دوجاريك: "كانت أمامنا مهمة مليئة بالتحديات إن لم تكن مستحيلة فيما يتعلق بعبور الخطوط باتجاه المناطق غير الخاضعة للسيطرة الأوكرانية."

وأضاف أنه مع تغيّر السيطرة على المناطق، وعودة بعض المناطق للسيطرة الأوكرانية، "تسنّى لنا العمل مع الشركاء المحليين وزيادة المساعدات الإنسانية، هذا الأمر يراقبه فريقنا في الميدان يوما بعد يوم. وفي اللحظة التي يتمكن بها سواء بشكل مباشر أو عبر الشركاء الإنسانيين من الوصول إلى مناطق بعينها فسيتواجد هناك."

كما أكد أن منظومة الأمم المتحدة نفسها تحشد الجهود منذ بداية الصراع للتعامل مع أي تنقل كبير للناس إما من أوكرانيا لدول أخرى أو داخل أوكرانيا.

إخراج روسيا من مجلس الأمن

ردّا على سؤال فيما إذا كان الأمين العام سيدعم تعليق عضوية روسيا من مجلس الأمن أم لا، قال دوجاريك: "أعتقد أن خلع أي دولة عضو من هيئة كمجلس الأمن أو الأمم المتحدة منصوص عليها بوضوح في ميثاق الأمم المتحدة.. أعتقد أن الأمين العام قال بصراحة في الماضي إن دفع دول خارج المنتدى الدولي ليس خطوة في الاتجاه الصحيح، نتحدث عن الحاجة إلى الدبلوماسية."

ولدى سؤاله عن التحرّك الأقوى الذي قد يلجأ إليه الأمين العام بعيدا عن الإدانة، أجاب دوجاريك: "أقوى سلاح بيد الأمين العام هو الميكروفون.. وفي المقابل، جميع المحادثات التي يجريها مع قادة العالم حول هذه القضية."

وأضاف أنه تحدث يوم أمس مع الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي.

وعن طبيعة العلاقات بين الأمم المتحدة وروسيا وخاصة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال دوجاريك: "الأمين العام يعتقد بشدة بالحاجة على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة. وهذا أكثر أهمية في أحلك الأوقات، خاصة عندما تكون أمينا عاما للأمم المتحدة. وأعتقد أنه أظهر قيمة ذلك عندما توجه إلى موسكو، وتمكن من الحصول على موافقة الطرفين على إجلاء مدنيين من مصنع آزوفستال، والتفاوض مع الاتحاد الروسي وأوكرانيا حول مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، والعمل مع روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن تسهيل التبادل."

وأكد أن السيد غوتيريش عندما يعبّر عن موقفه القوي دفاعا عن القانون الدولي، لا يعني أنه لن يتحدث مع الجانب الروسي، "على عكس ذلك، أعتقد أن ثمّة حاجة لمواصلة الاتصالات وبطريقة قوية."