منظور عالمي قصص إنسانية

إيران: خبراء حقوقيون يطالبون بالمساءلة في قضية وفاة مهسا أميني، ويدعون إلى إنهاء العنف ضد المرأة

فتاة ترتدي حجابا في إيران.
UNICEF/Aslan Arfa
فتاة ترتدي حجابا في إيران.

إيران: خبراء حقوقيون يطالبون بالمساءلة في قضية وفاة مهسا أميني، ويدعون إلى إنهاء العنف ضد المرأة

المرأة

أدان خبراء* أممون مستقلون بشدة وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، والتي توفيت خلال احتجازها من قبل الشرطة الإيرانية بزعم عدم امتثالها لقواعد إيران الصارمة بشأن لباس المرأة من خلال ارتداء "حجاب غير لائق".

كما ندد الخبراء بالعنف من قبل قوات الأمن الإيرانية الموجه ضد المتظاهرين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يطالبون بالمساءلة عن مقتل أميني في المدن في جميع أنحاء البلاد. وحثوا السلطات على تجنب المزيد من العنف غير الضروري والتوقف الفوري عن استخدام القوة المميتة في ضبط التجمعات السلمية.

وفي بيان مشترك صدر اليوم الخميس، قال الخبراء إن السيدة أميني "ضحية أخرى للقمع الإيراني المستمر والتمييز المنهجي ضد المرأة وفرض قواعد اللباس التمييزية التي تحرم المرأة من الاستقلالية الجسدية وحرية الرأي والتعبير والمعتقد."

وكانت شرطة الأخلاق الإيرانية قد ألقت القبض على أميني في 13 أيلول / سبتمبر، وتشير التقارير إلى تعرضها لضرب مبرح أثناء اعتقالها ونقلها إلى سجن فوزارا.

دخلت أميني في غيبوبة في مركز الاحتجاز وتوفت في المستشفى في 16 أيلول / سبتمبر، وأعلنت السلطات الإيرانية أن سبب الوفاة كان نوبة قلبية لأسباب طبيعية، إلا أن التقارير تشير إلى أن وفاة أميني كانت نتيجة للتعذيب وسوء المعاملة، بحسب الخبراء.

وقال الخبراء: "ندين بشدة استخدام العنف الجسدي ضد المرأة والحرمان من كرامة الإنسان الأساسية عند تطبيق سياسات الحجاب الإلزامي التي تفرضها سلطات الدولة." ودعوا السلطات الإيرانية إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه وفوري في وفاة السيدة أميني، "ونشر نتائج التحقيق على الملأ ومحاسبة الجناة."

العاصمة الإيرانية، طهران
© Unsplash/Mahyar Motebassem
العاصمة الإيرانية، طهران

قمع الاحتجاجات السلمية

ومنذ وفاة السيد أميني، خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في العديد من المدن الإيرانية للمطالبة بالمحاسبة ووضع حد للعنف والتمييز ضد النساء في البلاد، وخاصة الحجاب الإجباري للنساء. وأدى استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن بوجه الاحتجاجات السلمية إلى مقتل ثمانية أشخاص، من بينهم امرأة وطفل يبلغ من العمر 16 عاماً، كما، وجُرح واعتقل عشرات آخرون، بحسب الخبراء. 

كما تم الإبلاغ عن انقطاعات مطولة للإنترنت في طهران ومحافظات كردستان وأجزاء أخرى من البلاد منذ 19 أيلول /سبتمبر عقب الاحتجاجات، وهو ثالث إغلاق واسع النطاق للإنترنت تم تسجيله خلال الأشهر الـ 12 الماضية في إيران.

وحذر الخبراء الأمميون من تصعيد إضافي للقمع ضد المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين ومذكرين أن اضطرابات الإنترنت عادة ما تكون "جزءاً من جهد أوسع لخنق حرية التعبير وتكوين الجمعيات للسكان الإيرانيين، والحد من الاحتجاجات المستمرة." كما شددوا على أنه لا يمكن تبرير تعطيل الإنترنت الذي تفرضه الدولة "تحت أي ظرف من الظروف."

وقال الخبراء: "على مدى العقود الأربعة الماضية، واصلت النساء الإيرانيات الاحتجاج السلمي ضد قواعد الحجاب الإلزامي وانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بهن،" وحثوا  السلطات في البلاد على الاستجابة للمطالب المشروعة للنساء اللواتي يرغبن في أن تحترم حقوقهن الأساسية. 

وأعاد الخبراء التأكيد على وجوب إلغاء إيران لجميع التشريعات والسياسات "التي تميز على أساس الجنس والنوع الاجتماعي، بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان." 

عن الخبراء: 

* تضم مجموعة الخبراء الذين أصدروا البيان: 
•    السيد جواد رحمن، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية؛ 
•    السيدات ميليسا أوبريتي (رئيسة)، ودوروثي إسترادا تانك (نائبة الرئيس)، وإليزابيث بروديريك، وإيفانا راداتشيتش، وميسكيرم جيسيت تشاني، الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات؛
•    السيدة ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة؛
•    السيد كليمان نيالتسوسي فولي، المقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات؛
•    السيدة إيرين خان، المقررة الخاصة المعنية بالحق في حرية الرأي والتعبير؛
•    السيدة ماري لولور، المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان

الخبراء هم جزء مما يعرف بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان. الإجراءات الخاصة، وهي أكبر هيئة للخبراء المستقلين في نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي تشمل آليات تقصي الحقائق والمراقبة المستقلة التابعة للمجلس. 
المكلفون بولايات الإجراءات الخاصة هم خبراء مستقلون في مجال حقوق الإنسان يعينهم مجلس حقوق الإنسان لمعالجة حالات قطرية محددة أو قضايا مواضيعية في جميع أنحاء العالم. إنهم ليسوا من موظفي الأمم المتحدة ومستقلين عن أي حكومة أو منظمة، ويخدمون بصفتهم الشخصية ولا يتلقون أجوراً مقابل عملهم.