منظور عالمي قصص إنسانية

باكستان: الفيضانات تؤثر على 33 مليون شخص في 116 مقاطعة في عموم البلاد

تعيش العائلات دون مأوى بعد انتقالها إلى مكان أكثر أمانًا حيث ضربت مياه الفيضانات قرى مقاطعة بلوشستان الباكستانية.
© UNICEF/A. Sami Malik
تعيش العائلات دون مأوى بعد انتقالها إلى مكان أكثر أمانًا حيث ضربت مياه الفيضانات قرى مقاطعة بلوشستان الباكستانية.

باكستان: الفيضانات تؤثر على 33 مليون شخص في 116 مقاطعة في عموم البلاد

الصحة

حذرت منظمة الصحة العالمية من التهديدات الصحية العامة الكبيرة التي تواجه السكان المتضررين بسبب الفيضانات في باكستان، بما في ذلك خطر انتشار الأمراض المنقولة بالماء وبواسطة النواقل مثل الملاريا وحمّى الضنك، وذلك مع استمرار هطول الأمطار الموسمية الغزيرة.

وقد كان تأثير الأمطار الموسمية الغزيرة، الذي بدأ في منتصف تموز/يوليو 2022، شديدا، حيث أثّرت على 33 مليون شخص في 116 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد، و66 مقاطعة كانت الأكثر تضررا.

وقال د. أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية: "وفقا لتقييم أولي أجرته منظمة الصحة العالمية والشركاء في المجال الإنساني، فإن مستوى الدمار الحالي أشد بكثير من مستوى الدمار الذي سببته الفيضانات في باكستان في السنوات السابقة، بما في ذلك تلك التي دمرت البلاد في عام 2010."

Tweet URL

مصرع ما لا يقل عن ألف شخص

وفقا لوزارة الخدمات الصحية الوطنية واللوائح والتنسيق في حكومة باكستان، قُتل ما لا يقل عن ألف شخص وأصيب 1,500 نتيجة هذه الكارثة الطبيعية، ونزح أكثر من 161 ألف شخص إلى مخيمات الإغاثة.

وتضرر ما يقرب من 888 منشأة صحية في البلاد، منها 180 منشأة متضررة بالكامل، مما ترك الملايين من الناس يفتقرون إلى الرعاية الصحية والعلاج الطبي، كما أبلِغ عنه في العديد من المناطق المتضررة.

مخاوف من تفشي الأمراض

تتفاقم حالات تفشي الأمراض في باكستان، بما في ذلك الإسهال المائي الحاد وحمّى الضنك والملاريا وشلل الأطفال وكـوفيد-19، خاصة في المخيمات وحيث تضررت مرافق المياه والصرف الصحي. حتى قبل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات اللاحقة، أبلغت باكستان عن 4,531 حالة إصابة بالحصبة، و15 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في عام 2022. وعطّلت الأمطار والفيضانات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال على مستوى البلاد في المناطق المتضررة.

يقول د. باليثا ماهيبالا، ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان: "تعمل منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية للاستجابة بسرعة وفعالية في الميدان. تتمثل أولوياتنا الرئيسية الآن في ضمان الوصول السريع إلى الخدمات الصحية الأساسية للسكان المتضررين من الفيضانات، وتعزيز وتوسيع نطاق رصد الأمراض والوقاية من تفشي الأمراض والسيطرة عليها، وضمان التنسيق القوي لمجموعة الصحة."

تُعدّ باكستان واحدة من الدولتين المتبقيتين الموبوءتين بشلل الأطفال في العالم، وتقوم فرق شلل الأطفال في المناطق المتضررة بتوسيع نطاق المراقبة لكل من شلل الأطفال والأمراض الأخرى.

ويعمل الخبراء في مكافحة شلل الأطفال عن كثب مع السلطات الوطنية لدعم جهود الإغاثة، لا سيّما في المناطق الأكثر تضررا من الفيضانات.

استجابة منظمة الصحة العالمية

مع التوقعات بأن الفيضانات ستزداد سوءا خلال الأيام المقبلة، مع تأثير أكبر على الصحة العامة وعلى الأوضاع الإنسانية، تتمثل الأولويات العاجلة لمنظمة الصحة العالمية في توسع نطاق الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية للسكان المتضررين من الفيضانات بسرعة، وتقوية وتوسيع القدرة على رصد الأمراض والوقاية من تفشي الأمراض ومكافحتها، وضمان استجابة جيدة التنسيق على المستويين الوطني ودون الوطني، بما في ذلك مشاركة جميع الشركاء المعنيين.

وأضاف د. المنظري أن منظمة الصحة العالمية بدأت باستجابة فورية لعلاج المصابين، وتوفير الإمدادات المنقذة للحياة للمرافق الصحية ودعم الفرق الصحية المتنقلة، ومنع انتشار الأمراض المعدية.

وتقود حكومة باكستان الاستجابة الوطنية، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ في المناطق المتضررة، وإنشاء غرف تحكّم ومعسكرات طبية على مستوى المحافظات وتنظيم عمليات الإخلاء الجوي، وإجراء دورات توعية صحية للأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وبواسطة النواقل، وكذلك الأمراض المعدية الأخرى مثل كوفيد-19.

كما يعمل المكتب الإقليمي للمنظمة على النشر السريع لفريق من الخبراء المتخصصين في مجال الصحة العامة لتوسيع قدرة الاستجابة في البلاد.