منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم الدولي للسكان الأصليين، نساء الشعوب الأصلية هن من يحافظن على المعارف التقليدية

امرأة غوارانية من السكان الأصليين من مجتمع في بوليفيا تشاكو تنسج بأوراق النخيل، كانون الأول/ديسمبر 2021.
WFP Bolivia/Ananí Chavez
امرأة غوارانية من السكان الأصليين من مجتمع في بوليفيا تشاكو تنسج بأوراق النخيل، كانون الأول/ديسمبر 2021.

في اليوم الدولي للسكان الأصليين، نساء الشعوب الأصلية هن من يحافظن على المعارف التقليدية

المرأة

في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه لا بد من إعلاء أصوات نساء الشعوب الأصلية، لإيجاد مستقبل مستدام تظلله راية العدل ولا يُترك فيه أحد خلف الركب.

 

ويجري في هذا اليوم الدولي للشعوب الأصلية تسليط الضوء على دور نساء الشعوب الأصلية في الحفاظ على المعارف التقليدية وفي نقلها إلى الأجيال التالية.

وأكد الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، أن نساء الشعوب الأصلية هن حافظات المعارف المتعلقة بالأدوية والمنظومات الغذائية التقليدية.

وقال: "هن راعيات لغات الشعوب الأصلية وثقافاتها. وهن يَنبرِين أيضاً للدفاع عن البيئة وعن حقوق الإنسان الواجبة للشعوب الأصلية."

وأكد أن المعارف التقليدية للشعوب الأصلية يمكن أن تقدّم حلولا للعديد من التحديات المشتركة.

وتابع يقول: "ففي زيارتي الأخيرة إلى سورينام، تعرفتُ بنفسي على الطرق التي تحمي بها الشعوب الأصلية غاباتها المطيرة وتنوعها البيولوجي الغني."

ودعا في هذا اليوم الدولي الدولَ الأعضاء إلى تنفيذ إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية وإلى تعزيز المعارف التقليدية لهذه الشعوب بما يعود بالخير على الجميع. 

 

غواتيمالا. موظفة برنامج الأغذية العالمي، ديبوراه سوك، اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم
WFP/Nelson Pacheco
غواتيمالا. موظفة برنامج الأغذية العالمي، ديبوراه سوك، اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم

نحن متشابهون

فيما يتصل باليوم الدولي، ظل برنامج الأغذية العالمي يسلط الضوء على مساهمات بعض موظفيه الذين ينتمون إلى مجتمعات السكان الأصليين.

ديبورا سوك، مهندسة زراعية في غواتيمالا، وهي أول سيدة من مجموعة "بوكومتشي" العرقية تتخرج من الجامعة.

وتعمل السيدة سوك كفنية ميدانية مع برنامج الأغذية العالمي في بلدية سان كريستوبال، التي تقع في مقاطعة ألتا فيراباز في شمال وسط غواتيمالا.

وتدعم تنفيذ أنشطة الصمود في مجتمعات السكان الأصليين من أجل الحد من الفقر والجوع. تتضمن وظيفتها استضافة ورش عمل أو قيادة اجتماعات أو زيارة عائلات في منازلها.

وتقول: "عندما رأتني النساء أقود السيارة وخرجت مرتدية زيّا رسميا، فوجئن بالقول، ’عرفنا أنكِ تتحدثين لغتنا لكننا لم نعرف أنكِ واحدة منا‘ أقول لهن إننا متشابهون وبإمكاننا جميعا القيام بأمور مختلفة."

الطريقة التي تعامَل بها السيدة سوك في سان كريستوبال هي على بعد سنوات ضوئية من تجربتها في الجامعة، حيث يقوم بعض الأشخاص بالاستهزاء بها.

غواتيمالا. موظفة برنامج الأغذية العالمي، ديبوراه سوك، اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم.
WFP/Nelson Pacheco
غواتيمالا. موظفة برنامج الأغذية العالمي، ديبوراه سوك، اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم.

كبرياء وتحامل

لسوء الحظ، لم ينته التمييز عندما حصلت على درجة الماجستير.

"عندما أصل إلى بعض الأماكن مرتدية ملابس رسمية، يحدّقون في وجهي بتعابير ازدراء. في إحدى المرات، بينما كنت أنتظر بدء ورشة عمل في مؤسسة حكومية متعلقة بالتعليم، اقترب مني شخص لتسليمي الأطباق المتسخة لاعتقاده أنني عاملة نظافة. لقد فوجئ جدا عندما اكتشف أنني سأقوم بتسهيل ورشة العمل."

وأضافت أنها في السابق كانت تتأثر كثيرا بالطريقة التي عوملت بها، "لكنني الآن لا أمضي وقتا في الالتفات إلى ذلك، لأنني أشعر بفخورة بنفسي وفخورة بوالدي ووالدتي."

احترام الجميع

عملت السيدة سوك دائما خارج بلديتها، ولكن الآن بعد أن عادت إلى سان كريستوبال قالت "إنه لمن دواعي سروري العمل من أجل أبناء شعبي." كما أنها فخورة بأن تكون مصدر إلهام لشعبها.

لا شيء يجعلني أكثر سعادة من معرفة أنني أستطيع إلهام الآخرين وأقول لهم: "انظروا، إذا لم تكن لدينا فرصة للدراسة، الآن مع هذه التدريبات ستكتسبون مهارات أخرى وستتعلمون أمورا أخرى."

وسأل برنامج الأغذية العالمي السيدة سوك عمّا تود أن يتعلمه زملاؤها في هذا اليوم الدولي.

وقالت إنها تريدهم أن يعرفوا أن الشعوب الأصلية لديها مبادئ وقيم واحترام كبير للطبيعة، وهذا بدوره يعني احترام الناس.

وقالت: "أود أن يتعلموا أن لدينا الكثير من الاحترام لقيمة الكلمة، ولدينا العديد من القيم الثقافية، ونحن أناس نحب المضي قدما."

بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأمور السلبية التي قيلت عن الشعوب الأصلية غير صحيحة، تضيف سوك قائلة: "في الحقيقة، لم تتح لنا الفرص، ولكن عندما تتوفر لنا، نتمكن من القيام بأمور كثيرة."

بعض الحقائق حول السكان الأصليين

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 49/214 المؤرخ بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 1994 اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 آب/أغسطس من كل عام، وهو تاريخ انعقاد أول اجتماع للفريق العامل المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.

في عام 1990، أعلنت الجمعية العامة 1993 السنة الدولية للشعوب الأصلية، كما أعلنت في العام ذاته العقد الدولي للشعوب الأصلية في العالم بدءا من 10 كانون الأول/ديسمبر 1994 بموجب قرارها 47/75.

وفقا للصفحة المخصصة لليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم، على الصعيد العالمي، لا يحصل سوى 47 في المائة من السكان الأصليين العاملين على تعليم، مقارنة بنسبة 17 في المائة من نظرائهم من غير السكان الأصليين. وتزداد هذه الفجوة اتساعا بين النساء.

كما تعاني نساء الشعوب الأصلية بشكل خاص مستويات عالية من الفقر؛ وتدني مستويات التعليم والأمية؛ والقيود المفروضة على حصولهن على الخدمات الصحية وخدمات مرافق الصرف الصحي الأساسية؛ والخدمات الائتمانية؛ والعمالة؛ ومحدودية مشاركتهن في الأنشطة السياسية؛ وتعرضهن لممارسات العنف المنزلي والعنف الجنسي. 

ويُرجّح أن تعيش شعوب السكان الأصليين في فقر مدقع أكثر بثلاثة أضعاف من غيرها.