منظور عالمي قصص إنسانية

نيجيريا: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يحذر من أن الأزمة في شمال شرق البلاد ستتفاقم إنْ لم تتوفر المساعدة العاجلة

الأمهات النازحات داخليا مع أطفالهن يحضرن تمرين برنامج الأغذية العالمي لتقييم المجاعة في ولاية بورنو، شمال شرق نيجيريا.
© WFP/Arete/Siegfried Modola
الأمهات النازحات داخليا مع أطفالهن يحضرن تمرين برنامج الأغذية العالمي لتقييم المجاعة في ولاية بورنو، شمال شرق نيجيريا.

نيجيريا: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يحذر من أن الأزمة في شمال شرق البلاد ستتفاقم إنْ لم تتوفر المساعدة العاجلة

السلم والأمن

حذر العاملون في المجال الإنساني يوم الثلاثاء من تدهور وضع ملايين النساء والأطفال- بشكل رئيسي في شمال شرق نيجيريا- الذين ما زالوا يتضررون من النزاع المسلح الذي طال أمده، فيما تدخل البلاد موسم العجاف.

يحتاج أكثر من ثمانية ملايين شخص إلى المساعدة في ولايات بورنو وأداماوا ويوبي (باي)، ويواجه ما يقدر بنحو 600،000 شخص مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي بسبب العنف المتطرف المتمركز حول منطقة بحيرة تشاد، وهذا الوضع يدخل الآن عامه الثاني عشر.

تهديد بوكو حرام مستمر

قال ماتياس شْمَال، كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة في نيجيريا، إنه على الرغم من ضعف ميليشيا بوكو حرام بشكل كبير منذ مقتل زعيم الجماعة قبل أكثر من عام، إلا أنها تواصل شن هجمات عشوائية. وأشار إلى أن فرعا متطرفا آخر، يسمى إسواب ISWAP، خطير أيضا، على الرغم من أنه عانى من انتكاسات.

قال السيد شْمَال، وهو القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لنيجيريا، كما في السنوات السابقة، هناك مليون شخص لا تصلهم فرق المساعدات الدولية.

وأضاف أن أكثر من 80 في المائة من هؤلاء المحتاجين هم من النساء والأطفال الذين يواجهون أيضا خطر "الاختطاف والاغتصاب وسوء المعاملة"، في حين أن الهجمات العشوائية تجعل من ولاية بورنو أكثر "مكان غير مستقر".

وقال السيد شْمَال للصحفيين في جنيف إن الأمم المتحدة تهدف إلى دعم 5.5 مليون شخص على الأقل من إجمالي 8.4 مليون محتاج. "تسبب الصراع في نزوح 2.2 مليون شخص في الوقت الحالي ... لقد دخلنا لتونا ما يسمى بموسم العجاف الذي يستمر عادة حتى أيلول/سبتمبر. في العام الماضي استمر حتى تشرين الثاني/نوفمبر، لذلك نحن نشهد أيضا تأثير تغير المناخ".

النفط لا يولد الأرباح في الوقت الحالي

من الأرشيف: طفل يسير في أحد مخيمات النازحين داخليا في شمال شرق نيجيريا.
© UNOCHA/Christina Powell
من الأرشيف: طفل يسير في أحد مخيمات النازحين داخليا في شمال شرق نيجيريا.

وأشار السيد شْمَال إلى أنه على الرغم من أن نيجيريا منتج رئيسي للنفط، إلا أنها تفتقر إلى مصافي التكرير مما يعني أنها لم تستفد من الارتفاع العالمي في أسعار الطاقة، المرتبط بالحرب في أوكرانيا.

"إنها الأيام الأولى حتى الآن من حيث فهم التأثير الكامل، كما تعلمون، على نيجيريا منذ البداية كانت هناك تكهنات حول ما إذا كانت نيجيريا ستستفيد كدولة منتجة للنفط.

نحن لا نرى ذلك في الواقع على الإطلاق، لأن نيجيريا، بقدر ما قد يبدو هذا متناقضا، تعتمد إلى حد كبير على واردات النفط المكرر. لذا، فإن ارتفاع الأسعار الذي رأيناه لا يفيد نيجيريا، وهذا مصدر قلق".

وأكد مسؤول الأمم المتحدة على أنه بمرور الوقت، يمكن للدولة الشاسعة أن تغذي نفسها وتتجنب واردات الغذاء الأكثر تكلفة، على الرغم من أنها تفتقر في الوقت الحالي إلى البنية التحتية والاستثمارات الزراعية اللازمة لتكون قادرة على المنافسة على المستوى العالمي.

سوء التغذية الحاد

ومما يثير القلق بشكل خاص أن 1.74 مليون طفل دون سن الخامسة قد يعانون من سوء التغذية الحاد في الشمال الشرقي في الأشهر المقبلة.

قال السيد شْمَال: "الرسالة الرئيسية هي قرع جرس الإنذار. إذا لم نحصل على تمويل فوري قريبا لخطة استجابة أولية متعددة القطاعات بقيمة 350 مليون دولار، فسنواجه أزمة ستكون أسوأ بكثير في غضون شهرين."

وأضاف: "نأمل في أن يدرك المجتمع الدولي أنه يتجاهل وضعا -كما هو الحال في شمال شرق نيجيريا- على مسؤوليته الخاصة؛ يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى خارج حدود نيجيريا إذا لم نتمكن من الحفاظ على استقرار (البلاد)".