منظور عالمي قصص إنسانية

فرق الإغاثة تخشى من تفاقم آثار إعصار راي الذي ضرب الفلبين مؤخرا

طفل يجلس على أنقاض المنازل التي دمرها إعصار راي في منطقة بوروك بالفلبين.
© UNICEF/David Hogsholt
طفل يجلس على أنقاض المنازل التي دمرها إعصار راي في منطقة بوروك بالفلبين.

فرق الإغاثة تخشى من تفاقم آثار إعصار راي الذي ضرب الفلبين مؤخرا

المساعدات الإنسانية

قال العاملون الأمميون في المجال الإنساني يوم الجمعة إن إعصار راي الهائل الذي اجتاح الفلبين خلال فترة عيد الميلاد قد خلق حالة طوارئ ضخمة واحتياجات جمة ومستمرة.

لا تزال المجتمعات المحلية تعاني من آثار الإعصار، الذي وصل إلى اليابسة في ما لا يقل عن تسعة أماكن في منطقة بحجم النمسا، مما أسفر عن مقتل حوالي 500 شخص.
وقارنت فرق الإغاثة إعصار راي بإعصار هايان الذي ضرب البلاد في 2013، وتسبب في مقتل أكثر من 6000 شخص وتشريد أربعة ملايين.


وقالت بريندا بارتون، المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي: "لقد ضرب (الإعصار) منطقة هائلة، وهدم الكثير من الأشياء، وسوّى المنازل بالأرض".
"المنطقة التي رأيتها لم يبقى فيها أي مبنى غير متضرر-- جميع المنازل بدون أسقف. وكان ذلك مفجعا لأنه حدث عشية عيد الميلاد، في الوقت الذي يجتمع المجتمع بأكمله ويحتفل بعيد الميلاد ويذهب إلى قداس عيد الميلاد".


نداء طوارئ بقيمة 107 ملايين دولار

 

Tweet URL

ولدعم جهود الإغاثة، أطلقت الأمم المتحدة نداءً بقيمة 107 ملايين دولار. وقد طلب برنامج الأغذية العالمي 25 مليون دولار من هذا المبلغ للأغذية واللوجستيات والاتصالات.
حتى الآن، تلقت الوكالة 4.7 مليون دولار فقط، بعد ثلاثة أسابيع من بدء الأزمة، وهي قلقة بشكل متزايد من أن وضع المجتمعات الضعيفة بالفعل يزداد سوءا.

"لقد هطلت الأمطار بشكل متواصل؛ هناك مجتمعات لا تستطيع الذهاب إلى المنازل وتعيش في مراكز الإجلاء؛ وكوفيد، تماما كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم، بدأ للتو في اجتياح الفلبين حيث نسبة السكان كبيرة"، بحسب السيدة بارتون التي كانت تتحدث إلى الصحفيين في جنيف عبر تطبيق زوم Zoom.


وتشير أحدث التقييمات إلى أن 11 منطقة من أصل 17 منطقة في الفلبين قد تأثرت بمرور إعصار راي المعروف محليا باسم أوديت Odette.
كان أقوى إعصار يضرب أرخبيل الفلبين في عام 2021 وعطل حياة أكثر من سبعة ملايين شخص، وفقا لبيانات حكومية.


وقال برنامج الأغذية العالمي إنه بالإضافة إلى تدمير المنازل، قلب الإعصار الكبير الحياة رأسا على عقب ودمر مجتمعات الزراعة وصيد الأسماك التي توفر مصدرا رئيسيا للدخل وسبل العيش.
لقد تسبب في انقطاع الكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية الهائلة التي لا تزال تؤثر على العديد من المناطق.


وقالت السيدة بارتون من برنامج الأغذية العالمي: "لقد كانت الاستعدادات المسبقة والاستجابة المبكرة من قبل الحكومة جديرة بالثناء. كانت معدلات الوفيات منخفضة نسبيا ويتم تقديم الدعم في حالات الطوارئ إلى المجتمعات المحلية. لكن الطريق إلى الانتعاش طويل وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدعم".
يشعر العاملون في المجال الإنساني بالقلق بشكل خاص من أن الكارثة ستزيد من التأثير على الأمن الغذائي السيئ أصلا ومعدلات سوء التغذية في الفلبين.


وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه في بعض المناطق المتضررة مثل منطقة كاراجا، حيث "53 في المائة من الأسر غير قادرة على تحمل تكاليف نظام غذائي مغذي".
يبلغ معدل تقزم الأطفال في المنطقة 36 في المائة وهو ما يتجاوز عتبة منظمة الصحة العالمية، مما يدل على أنه يمثل أهمية صحية عامة "عالية جدا".
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان "التقزم يشير إلى أن الأطفال يعانون بالفعل من حرمان طويل الأمد. وضعهم الغذائي يزيد من مخاطر تعرضهم للأمراض وحتى للموت".

يقدم برنامج الأغذية العالمي أكثر من 70000 حصة غذائية للأسر في مختلف المناطق المتضررة من إعصار راي في الفلبين.
© WFP/Maitta Rizza Pugay
يقدم برنامج الأغذية العالمي أكثر من 70000 حصة غذائية للأسر في مختلف المناطق المتضررة من إعصار راي في الفلبين.


إسعافات أولية


عندما ضرب الإعصار الهائل، دعم برنامج الأغذية العالمي السلطات على الفور من خلال إرسال أكثر من 100 شاحنة إلى وزارة الرعاية الاجتماعية والتنمية للمساعدة في توصيل حزم الطعام للأسر، ومستلزمات النظافة وغيرها من مواد الإغاثة غير الغذائية.


كما قام برنامج الأغذية العالمي والإدارة المركزية للمعلومات والاتصالات والتكنولوجيا - ولأول مرة - بإطلاق مجموعات مبتكرة للاتصالات السلكية واللاسلكية في حالات الطوارئ (MOVE)، والتي تسمح للمستجيبين في حالات الطوارئ بالاتصال والتنسيق بسرعة في أعقاب حالات الطوارئ مباشرة.


مخاوف حيال العنف الجنسي


وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أصبحت النساء والفتيات أكثر عرضة للاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر والعنف القائم على النوع الاجتماعي منذ أن ضرب الإعصار.
كانت هناك تقارير غير مؤكدة عن اغتصاب وعنف منزلي وممارسة الجنس مقابل الغذاء، والتي قال برنامج الأغذية العالمي إنها "تعكس الوضع اليائس الذي أثرته ندرة الغذاء والمياه النظيفة، وتعطل أنظمة دعم المجتمع وآليات الحماية" بسبب الإعصار. 


"نحن نشهد كل هذه التحديات في الوقت الحاضر، ونعلم أنها مرتبطة ببعضها البعض. هذا هو السبب في أننا نضع صحة المرأة وحقوقها وخياراتها في قلب استجابتنا الإنسانية للدمار الذي أحدثه ’السوبر تايفون أوديت‘،" كما أوضحت الدكتورة ليلى جودان، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في الفلبين.
كجزء من استجابته المستمرة، سيوفر برنامج الأغذية العالمي في البداية الغذاء لزيادة عبوات الطعام للأسرة التي وزعتها بالفعل السلطات الفلبينية، مما يضمن تلبية احتياجات المجتمعات المحلية الغذائية الأساسية بينما تظل أسعار السلع الأساسية غير مستقرة.
سيتم استكمال ذلك بالمساعدات النقدية لمساعدة الناس على التعافي مع تحفيز الاقتصاد في الأماكن التي تعمل فيها الأسواق بالفعل.