منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى تيغراي يتسبب بفقدان الأرواح

طفلة تنتظر فحص التغذية في واجيرات في جنوب تيغراي في إثيوبيا.
© UNICEF/Christine Nesbitt
طفلة تنتظر فحص التغذية في واجيرات في جنوب تيغراي في إثيوبيا.

منظمة الصحة العالمية: منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى تيغراي يتسبب بفقدان الأرواح

الصحة

أفادت منظمة الصحة العالمية بأن الدعم المقدم إلى السكان في شمال إثيوبيا قليل جدا، خاصة في الأشهر القليلة الماضية، لم تدخل أي إمدادات طبية أو دواء إلى المنطقة بسبب منعها من الدخول. 
 

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، ردّا على أسئلة من صحفيين تتعلق بحجم المساعدات المقدمة إلى تيغراي: "لا أعتقد أنه بإمكاننا تقديم معطيات عن نوع الدعم الذي نقدمه، لأنه قليل جدا.. الإمدادات الطبية مُنعت من دخول منطقة تيغراي. ولذا فإن أنشطتنا في الحد الأدنى من مستوياتها، وكأنها معدومة."

وأوضح د. تيدروس أنه لا تتوفر إمكانية للوصول إلى المناطق الخاضعة للحصار في شمال إثيوبيا.

وقال: "الوضع في إثيوبيا مؤلم للغاية، وبالطبع حتى وقت ليس ببعيد كانت الأزمة موجودة في تيغراي، لكن الآن انتقلت الحرب إلى إقليمي أمهرة وأفار. لذا فإن عدد الأشخاص المتضررين تجاوز سبعة ملايين الآن، ولكن معظمهم في تيغراي: خمسة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية. وهذه هي الحال منذ أكثر من عام الآن."

نقص الأدوية يتسبب بوفاة الضعفاء

وأضاف د. تيدروس أنه بدون دواء، يموت الأشخاص بسبب نقص الإمدادات الطبية. وتابع يقول: "لا يمكننا إرسال الإمدادات والدواء إلى تيغراي لأنها محاصرة، والحصار منهجي، لذا لا يتوفر دواء، والناس يموتون؛ ولا طعام والناس يتضورون جوعا؛ ولا اتصالات فهم معزولون عن بقية العالم. ولا وقود ولا نقود.. يمكنكم تصوّر تأثير ذلك على صحة الأشخاص، ليس فقط المشاكل الصحية المتردية، ولكن أيضا الصحة العقلية."

وشدد على أنه لأكثر من عام يعيش الناس في ضغط بسبب الحصار. وقال: "من جانبنا، بسبب الحصار لا ندعم الأشخاص ممن هم بحاجة إلى دعمنا، لأنها (تيغراي) تخضع لحصار كامل يطوق كل الجهات تقريبا."

أسوأ سيناريو يتكشف في تيغراي

وردا على سؤال بشأن وجود خطة طوارئ تحسبا لاتساع نطاق الحرب في المنطقة، قال د. مايك راين، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن العواقب في هذه الحالة ستكون كارثية.

وأضاف يقول: "دائما لدينا خطط لكل حدث مهما كان، ودائما نضع أمامنا أسوأ سيناريو ممكن أن يحدث، ولذا فدائما نخطط إلى ما نعتقد أنه سيحدث ولكن نخطط أيضا لما لا يمكن تصوّره."

أم تحتضن طفلها (عام) الذي يعاني من سوء التغذية، في أحد المراكز الصحية في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا.
© UNICEF/Mulugeta Ayene
أم تحتضن طفلها (عام) الذي يعاني من سوء التغذية، في أحد المراكز الصحية في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تظل متيّقظة لما يمكن أن يحدث في مناطق مثل اليمن وسوريا وأفغانستان وإثيوبيا.

وأضاف أن الوضع في تيغراي ليس كارثة طبيعية، بل هي أزمة من صنع الإنسان: "هذا هو السيناريو الأسوأ بالنسبة لسكان تيغراي وهو يتكشف أمامنا. وإذا استمر الوضع، وواصل السياسيون في دفع هذا البلد إلى الحافة، فالأشخاص سيعانون، هذا هو واقع الوضع على الأرض."

ودعا جميع الأطراف إلى التمعن في صحة ورفاهية وحياة جميع الأشخاص في إثيوبيا، وإيجاد طريقة لخفض التصعيد. وقال: "دائما ما يقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس، إن أفضل سبيل هو السلام. ونريد الصحة للسلام، ولكن الآن أكثر من أي وقت نحتاج للسلام من أجل الصحة."

وحذر من أن استمرار منع المساعدات والقيود يؤثر على قدرة العاملين الإنسانيين على العمل وخاصة في تيغراي ويتسبب في فقدان الحياة ومعاناة وألم شديدين. 

 

استمرار احتجاز عدد من موظفي الأمم المتحدة

وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، ردا على سؤال بشأن آخر التطورات في مسألة موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في إثيوبيا، إنه لم يتم الإفراج عن أي من الموظفين التسعة المحتجزين في إثيوبيا، بل على العكس من ذلك، جرى اعتقال شخص إضافي، ولم يطرأ أي تغيير على وضع أكثر من 70 موقوفا من سائقي الشاحنات.

وأضاف يقول: "نحن نواصل جهودنا، ونطرق كل الأبواب التي نستطيع إليها سبيلا. لكننا لم نحرز التقدم الذي كنا نرغب في تحقيقه."

وأشار إلى أن ذلك يعيق إيصال المساعدات الإنسانية. وفي سياق متصل، أوضح أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينظر في إمكانية تخصيص أموال من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ في إثيوبيا.