منظور عالمي قصص إنسانية

إثيوبيا: عوائق مختلفة أمام حركة المساعدات الإنسانية

يتم توزيع الطعام على الناس في منطقة أفار في إثيوبيا.
© WFP/Claire Nevill
يتم توزيع الطعام على الناس في منطقة أفار في إثيوبيا.

إثيوبيا: عوائق مختلفة أمام حركة المساعدات الإنسانية

المساعدات الإنسانية

قال برنامج الأغذية العالمي، يوم الثلاثاء، إن الجولة الأولى من توزيع المواد الغذائية على الناس في منطقتي أفار وأمهرة المتأثرتين بانتشار الصراع في شمال إثيوبيا قد اكتملت. غير أنه حذر من أن عمليات توزيع إمدادات الإغاثة في تيغراي متخلّفة بسبب العوائق المختلفة أمام حركة المساعدات الإنسانية.

قال فيري تومسون، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي للصحفيين في جنيف: "من الضروري للغاية أن نحظى بالتعاون والدعم الكاملين من جميع أطراف النزاع حتى نتمكن من الوصول إلى جميع السكان المتضررين بالمساعدات الغذائية التي تمس الحاجة إليها قبل وقوع كارثة إنسانية على أيدينا في جميع أنحاء شمال إثيوبيا".

وأفاد بأن "ما يصل إلى سبعة ملايين شخص في المناطق الثلاث - تيغراي وأمهرة وأفار - هم الآن في حاجة ماسة إلى المساعدة الغذائية؛ وأوضح أن هناك “5.2 مليون شخص في تيغراي والباقي في أفار وأمهرة”.

وقد نزح في منطقتي أفار وأمهرة أكثر من 840.000 شخص (700.000 في أمهرة و140.000 في عفار) بسبب الصراع الحالي، وفقا لتقديرات الحكومة.

حوالي 400 ألف شخص في تيغراي سيواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة

وقال السيد فيري إنه منذ 15 آب/أغسطس، قدم برنامج الأغذية العالمي المواد الغذائية إلى ما يقرب من 300 ألف شخص في أمهرة وأفار، بينما تم الوصول إلى ما يقرب من 2.5 مليون شخص بالمساعدات الغذائية في الشمال الغربي وأجزاء من جنوب تيغراي، مشيرا إلى أن برنامج الأغذية العالمي يهدف إلى الوصول إلى ما يقرب من 3.5 مليون شخص في جميع المناطق الثلاث - 2.7 مليون في تيغراي، و 210.000 في أمهرة وما يصل إلى 540.000 في أفار - في الجولة التالية من توزيع المساعدات الإنسانية.

وأشار فيري إلى أن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) - الذي يحلل شدة انعدام الأمن الغذائي - قدّر في حزيران / يونيو أن ما يصل إلى 400 ألف شخص في تيغراي سيواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة في الوقت الحالي. "وتشير التقارير الواردة من المناطق الثلاث إلى أن انعدام الأمن الغذائي آخذ في الازدياد"، كما قال فيري مشيرا إلى إن خط أنابيب الغذاء في تيغراي شبيه بعيشة الكفاف في ظل العديد من القضايا التي تؤثر على حرية حركة القوافل.

بعض الأخبار الإيجابية

ومع ذلك، وفقا للمتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، هناك أخبار إيجابية:

"في الأسابيع الأخيرة تم التغلب على المشكلات الأمنية إلى حد كبير. ودخلت خمس قوافل و171 شاحنة تيغراي بين 5 و29 أيلول/سبتمبر. وقد حملت ما مجموعه 6150 طنا متريا من إمدادات الغذاء والتغذية."

وأوضح السيد فيري أن ذلك يكفي لإطعام أكثر من 360 ألف شخص لمدة شهر واحد. على الرغم من هذه القوافل الأخيرة، لم تدخل المنطقة سوى 11 في المائة من المساعدات الإنسانية المطلوبة.

وقال فيري للصحفيين إن أحد العوائق الرئيسية أمام تسليم مواد الإغاثة الإنسانية هو أن الغالبية العظمى من الشاحنات التجارية لم تتمكن من العودة من تيغراي. لكنه قال إن برنامج الأغذية العالمي يواصل العمل مع شركات النقل التجارية للتغلب على أي مشاكل تمنع الشاحنات من المغادرة. وقال إن أكثر من 90 شاحنة تجارية خرجت من تيغراي مؤخرا وهي متاحة الآن لنقل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.

مخزون الوقود ينفد

لكنه كرر التأكيد على أن الاحتياجات المشتركة للقطاع الإنساني تتطلب "وصول 100 شاحنة يوميا لتوفير سلال غذائية من الحبوب والزيوت النباتية إلى 210 آلاف شخص يوميا". وأكد فيري أيضا أنه بينما نجح برنامج الأغذية العالمي في تمكين 90 شاحنة من الخروج من تيغراي، فإن "مخزون الوقود ينفد بشدة".

وأشار إلى أن الوقود "حيوي للحفاظ على سير العمليات وتسهيل حركة المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وعبرها"، وشدد على أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج "200 ألف لتر من الوقود تدخل تيغراي كل أسبوع لمواصلة سير العمليات".

حاجة إلى 184 مليونا لمواصلة الاستجابة الإنسانية

في جميع أنحاء إثيوبيا، قال برنامج الأغذية العالمي إنه يهدف إلى الوصول إلى 11.9 مليون شخص في عام 2021 من خلال الغذاء والتغذية والدعم النقدي وتقديم الأنشطة لتعزيز اعتماد المجتمعات على الذات والأمن الغذائي.

ومع ذلك، قال المتحدث إن برنامج الأغذية العالمي لا يزال يواجه تحديات من حيث الموارد. "نحن بحاجة إلى 184 مليونا لمواصلة توسيع نطاق استجابتنا في شمال إثيوبيا. بالنسبة لجميع الأنشطة في البلاد، يعاني برنامج الأغذية العالمي من نقص في التمويل قدره 426 مليون دولار".

وناشد فيري الحصول على تمويل إضافي وزيادة الوصول المستدام للسماح لبرنامج الأغذية العالمي بتقديم المساعدة في الوقت المناسب.