منظور عالمي قصص إنسانية

الأونروا: نساعد اللاجئين الفلسطينيين على التعافي من آثار النزاعات العسكرية في غزة

المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني يفتتح الأنشطة الصيفية من أجل منح أطفال غزة فصلا صيفيا ممتعا.
© UNRWA 2021/Mohamed Hinnawi
المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني يفتتح الأنشطة الصيفية من أجل منح أطفال غزة فصلا صيفيا ممتعا.

الأونروا: نساعد اللاجئين الفلسطينيين على التعافي من آثار النزاعات العسكرية في غزة

المساعدات الإنسانية

تساعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تقييم الأضرار التي لحقت بالممتلكات في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب في شهر مايو/أيار الماضي، من أجل وضع خطة لإعادة إعمارها وتقديم المساعدة للسكان من أجل إيجاد بدائل خلال الفترة الراهنة.

المزيد في تقرير مراسلنا في غزة حازم بعلوشة:

قال سام روز، مسير أعمال شؤون الأونروا في غزة، إن الأونروا جزء من النظام الدولي لتقييم الأضرار السريعة، بالإضافة إلى تقييم الأضرار بشكل ذاتي.

وأوضح أن الأونروا ركزت في البداية على العائلات التي لجأت إلى مدارسها بعد فقدان منازلها خلال فترة الصراع، مشيرا إلى أن وكالة الغوث تجري تقييمات للأضرار خاصة بها، كما أنها أيضا جزء من النظام الدولي الأوسع لتقييم الأضرار السريعة الذي تم إطلاقه خلال اجتماع للمانحين الدوليين وكانت السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية جزءا منه. 

وقال سام روز:

"ركزنا كأولوية على العائلات التي كانت تحتمي داخل مدارس الأونروا التي كانت مفتوحة خلال النزاع. ركزنا على تلك العائلات أولا ثم انتقلنا إلى المنازل المدمرة تماما التي ساعدناها. حوالي 1200 منزل مدمر بالكامل وهذا التدمير لا يمكن إصلاحه. نحن الآن ننتقل إلى أكبر عدد من المنازل التي تضررت حوالي 5000 منزل."

وقال المسؤول في الأونروا إن هذا المسار سيستكمل بنهاية شهر آب/أغسطس: 

"عملية تقييم الأضرار هي تحديد الأولويات بناء على الاحتياجات من حيث كلفة الضرر وعدم وجود منازل للناس والملاجئ وربطها بعملية المدفوعات النقدية للأسر لدعمها في إيجاد سكن بديل وشراء السلع الأساسية. يتم دفع 2000 لكل أسرة فقدت منازلها لتغطية بدائل الإيجار لمدة 6 أشهر، 500 دولار منها لشراء السلع الأساسية التي فُقدت خلال الصراع."

الحصار وارتفاع مستوى البطالة

ولا يخفي روز أن الوضع في قطاع غزة لا زال صعبا حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية في ظل الحصار وارتفاع معدلات البطالة وتأثير جائحة كورونا على السكان، لا سيما الأطفال .

سام روز، القائم بأعمال شؤون الأونروا في غزة
© UNRWA 2021/Mohamed Hinnawi
سام روز، القائم بأعمال شؤون الأونروا في غزة

وقال إن الوضع لا يزال صعبا في غزة بالنسبة للسكان الذين ظلوا تحت الحصار لمدة 15 عاما وعانوا من سلسلة من النزاعات، كان آخرها عنيفا ووحشيا بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين تأثروا شخصيا من حيث الخسائر في الأرواح، وكذلك من حيث الخسائر المادية:

"الصدمة نفسية ونفسية اجتماعية لأنه ليس فقط 70٪ من السكان هم من اللاجئين، فجميع السكان محاصرون هنا بشكل أساسي، لكن العديد من الأطفال يتعاملون مع الظروف الاقتصادية الصعبة وأيضا الصراعات التي تأتي على رأس ذلك بالإضافة إلى كوفيد. لذلك تظل الظروف هنا صعبة للغاية وغير مؤكدة بالنسبة لمستقبل الناس، فكيف يمكن للناس أن يفكروا ويستعدوا لما سيأتي بعد ذلك. أعتقد أن هذا ما يزعج الناس ويبقينا مستيقظين في الليل. "

وقال المسؤول في الأونروا إن الأمور كانت صعبة قبل الصراع. وفي ظل فيروس كورونا تدور بالطبع أسئلة أساسية حول الحصار، مشيرا إلى أن الأحداث في القدس هي التي أشعلت فتيل الصراع، "ولكن الحقيقة أن القضايا الأساسية لا تزال دون حل، وهناك دائما خطر حدوث حلقة أخرى من الصراع."

إغلاق المعابر يعيق إعادة الإعمار

وتحدث سام روز عن عملية إعادة الإعمار للمنازل التي تم تدميرها، وأوضح أن عدم توفر المواد الخام نتيجة الإغلاق للمعبر التجاري بين قطاع غزة وإسرائيل يعيق البدء بإعادة الإعمار، التي تحتاج إلى تمويل مادي أيضا.

"إعادة الإعمار نفسها لم تبدأ بعد، فنحن مثل كثيرين آخرين قلقون بشأن استمرار إغلاق معبر كيرم شالوم. ندعو إلى الوصول إلى ما بعد الإغاثة الإنسانية من خلال كيرم شالوم إلى غزة لدعم عملية إعادة الإعمار ولكن بعض المواد غير متوفرة أبدا في السوق المحلية، فكلما قل توافرها، تتوقف العملية وتتأخر وتسابق الوقت من حيث الاستجابة لتلك الاحتياجات."

وأشار مسير أعمال الأونروا في غزة إلى أنه تم إطلاق نداء خاص في نهاية شهر يونيو/حزيران من أجل الحصول على الأموال اللازمة لإعادة الإعمار والتعافي من آثار الحرب بما يخدم اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والذين يشكلون أغلبية السكان.

"أطلقنا نداءنا الخاص في نهاية شهر حزيران/يونيو. أطلقنا نداء أوليا عندما كان الصراع مستمرا في نهاية أيار/مايو. لقد أطلقنا نداء منقحا في نهاية شهر حزيران/يونيو نسعى للحصول على حوالي 160 مليون دولار لتغطية إعادة الإعمار واحتياجات التعافي في جميع أنحاء غزة المرتبطة بمنازل اللاجئين والأضرار التي لحقت بملاجئ اللاجئين في منشآتنا بما في ذلك مقر الأونروا. لقد تلقينا حتى اليوم تعهدات بقيمة 29 مليون دولار. تم استلام 24 مليون دولار منها. "

الأنشطة الصيفية دعم نفسي للأطفال والآباء على حد سواء

ونظمت الأونروا خلال الإجازة الصيفية مخيمات للأطفال الفلسطينيين في غزة، من أجل مساعدتهم على التفاعل وتجاوز الأزمات المتعلقة بالصراع وجائحة كورونا، والتي تعتبرها الأونروا وسيلة للدعم النفسي.

المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني يفتتح الأنشطة الصيفية من أجل منح أطفال غزة فصلا صيفيا ممتعا.
© UNRWA 2021/Mohamed Hinnawi
المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني يفتتح الأنشطة الصيفية من أجل منح أطفال غزة فصلا صيفيا ممتعا.

وقال روز إن "الأنشطة الصيفية للأطفال هي شيء قمنا به كثيرا في غزة على مدار الخمسة عشر عاما الماضية كشكل من أشكال الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال لتوفير مساحة خلال الصيف لهم للمشاركة في الأنشطة الترفيهية واللعب مع الأصدقاء ومساحة آمنة حيث يمكنهم اللعب والتفاعل. 

"نوفر أيضا في هذه الأماكن التي تجري في مدارسنا الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الأطفال على العودة إلى الإحساس بالحياة الطبيعية بعد ما مروا به، ومنح الوالدين فرصة الحصول على مساحة للتنفس وفرصة لهم لمقابلة صديق، خاصة الآن مع هذا النوع من الاضطراب نتيجة كوفيد خلال الأشهر ال18 الماضية. كان الأطفال معزولين تماما عن مجتمعهم وأولياء أمورهم وأصدقائهم."

وقال المسؤول الأممي إن تلك الألعاب الصيفية هي "نوع من عنصر جوهرة للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي"، تمنح الأطفال فرصة ليكونوا أطفالا ويكونوا طبيعيين وليمرحوا مرة أخرى خاصة في غزة في ظل البيئة المزدحمة ونقص المناطق الترفيهية بالنسبة للكثيرين"، مشيرا إلى أن الأونروا لديها أكثر من 200 مجمع مدارس يمكنها من خلالها تقديم مثل هذا الدعم. كما لديها فريق عمل والقدرة على إطلاق مثل تلك الأنشطة.

مشكلة التمويل مستمرة

وما زالت الأونروا، تواجه نقصا في التمويل، حتى بعد استئناف الدعم الأمريكي لها، من أجل تغطية الخدمات المختلفة والأـساسية منها مثل المدارس والخدمات الصحية، إلا أنها الأونروا استطاعت خلال السنوات الماضية الحفاظ على الخدمات المقدمة للاجئين.

وأوضح سام روز أن لدى الوكالة أنشطة عادية في المدارس التي تديرها لتقديم الدعم إلى 290،000 طفل من اللاجئين المحتاجين. ولديها أيضا برامج الطوارئ، مشيرا إلى أنه لا يمكن للوكالة تشغيل برامج الطوارئ بدون برامجها العادية لأن البرنامج العادي يدفع للموظفين ويقومون بتشغيل التثبيت. 

ولفت الانتباه إلى أن الوكالة تتلقى دعما سخيا من المانحين بعد الصراعات لنداءات الطوارئ التي تصدرها. "لكن هذا الدعم يأتي ويذهب بسرعة كبيرة حيث تموت الأزمة وتختفي من الصحافة وهذا ما يلفت اهتمام المانحين."

وقال إن أحد التحديات التي تواجهها الأونروا ليس مجرد جمع الأموال ولكن جمع الأموال للأنشطة. لذلك تقوم بجمع الأموال للأنشطة الأساسية بالإضافة إلى نداءات الطوارئ. 

في الوقت الحالي، خفت حدة الوضع بالتأكيد إلى حد ما مع استئناف التمويل الأمريكي. على مدى ثلاث سنوات عندما لم تكن الولايات المتحدة تساهم كما كانت في السابق، فقدنا حوالي مليار دولار. وكانت الأونروا تتلقى حوالي 350 مليون دولار في السنة من حكومة الولايات المتحدة "وهو ما يقرب من ثلث إجمالي عائداتنا، بحسب ما قال سام روز.

"من الصعب جدا على أي منظمة استيعاب ذلك (النقص في التمويل) فيما تحافظ على تشغيل الخدمات، لقد كنّا قادرين على الحفاظ على غالبية الخدمات قيد التشغيل. ولكن مع مساهمة الولايات المتحدة مرة أخرى في الأونروا كما قلت، فقد يخفف الوضع إلى حد ما. لكن المانحين الآخرين يتفاعلون أيضا وفقا لذلك، لذلك قد نشهد زيادة في الدعم الأمريكي ولكننا قد نشهد تراجعا من بعض المانحين الآخرين. لذا فيما قد لا يكون التمويل مشكلة حادة كما كان في السنوات القليلة الماضية لكنه يظل تحديا."

وأكد روز على ان قطاع غزة يحتاج إلى حرية الحركة وزيادة الفرص الاقتصادية والسماح بالاستثمارات التي تخلق فرصا جديدة للوظائف، وجعل السكان يفكرون في المستقبل لهم ولأطفالهم.

حازم بعلوشة، أخبار الأمم المتحدة – غزة