منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم العالمي للمياه: مياه الشرب الآمنة في قطاع غزة غير متاحة لجميع السكان

صهريج لنقل المياه في غزة.
Ziad Taleb
صهريج لنقل المياه في غزة.

في اليوم العالمي للمياه: مياه الشرب الآمنة في قطاع غزة غير متاحة لجميع السكان

المساعدات الإنسانية

يواجه قطاع غزة الذي يعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، أزمة مياه آمنة للشرب فقدها أكثر من 90% من السكان الذين تجاوز عددهم مليوني نسمة، يعيشون بالحد الأدنى من الخدمات الأساسية في واقع اقتصادي متردي.

المزيد في تقرير مراسلنا في غزة، زياد طالب:

ويرتكز اليوم العالمي للمياه، الذي يُحتفل به في 22 آذار/مارس سنويا منذ عام 1993، على أهمية المياه العذبة.

ويُراد من اليوم إذكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد عن ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب. كما تتعلق هذه المناسبة باتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه العالمية.

وينصب التركيز الأساسي لهذه المناسبة على دعم الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة الذي يعالج مسألة إتاحة المياه ومرافق الصرف الصحي للجميع مع حلول 2030.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت على مدار السنوات الماضية من تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة الذي أصبح منطقة غير صالحة للحياة مع استمرار الحصار الإسرائيلي وغياب الحلول للأزمات الإنسانية.

النمو السكاني المضطرد في قطاع غزة أدى لزيادة في نقص المياه

وتعد أزمة المياه التي يعاني منها سكان القطاع الأكثر خطورة لما لها من تداعيات على الصحة والزراعة، لكنها أزمة تصدم بغياب الحلول الجذرية لمشاكل تتلخص في ضيق المساحة الجغرافية ونمو السكان المضطرد اللذين أدّيا إلى زيادة في عجز المياه، رغم الجهود المبذولة محليا ودوليا لتطويقها وإيجاد البدائل المناسبة.

وبات مشهد لشاحنات صغيرة تحمل المياه الصالحة للشرب يتكرر كثيرا في شوارع القطاع،- تبيع تلك الشاحنات المياه للمواطنين لسد احتياجاتهم، مشهد قد يعبر عن الزيادة الحاصلة في نقص المياه لدى السكان.

المياه الجوفية لا تصلح للاستخدام الأدمي

أحمد السرساوي، سائق صهريج للمياه ويقوم بتوزيع المياه الصالحة للشرب بشوارع حي الصبرة بمدينة غزة
Ziad Taleb

يقول أحمد السرساوي، أحد سائقي شاحنات نقل المياه، خلال قيادته شاحنته وتوزيع المياه الصالحة للشرب بشوارع حي الصبرة بمدينة غزة،" إن أزمة المياه كبيرة وفي حال وجدت تكون مالحة لا تصلح للاستخدام الأدمي، وبسبب ذلك يتجه المواطن إلى شراء المياه الصالحة للشرب".

ويضيف السرساوي في حديثة لموقع "أخبار الأمم المتحدة"، أنه يعمل أكثر من 7 ساعات يوميا ويقوم بتوزيع أكثر من 35 كوبا من المياه العذبة على سكان الحي، قائلا" هذه مشكلة نعاني منها منذ سنوات يجب حلها بشكل جذري من خلال مشاريع تحلية كبيرة".

ويتابع السرساوي حديثه قائلا إنه "ليس بإمكان الجميع شراء هذه المياه نتيجة الفقر الذي تعاني منه الكثير من العائلات في غزة".

شراء مياه الشرب الآمنة غير متاح للجميع

تقارير لمركز الإحصاء الفلسطيني تقول إن معدلات البطالة والفقر في غزة وصلت إلى 89% وهي الأعلى في الأرض الفلسطينية.

محطة الخير لتحلية المياه بمدينة غزة واحدة من عشرات المشاريع الخيرية المنتشرة في القطاع، تحاول توفير المياه للأسر الفقيرة التي لا تستطيع الحصول على المياه مدفوعة الثمن.

عمار الحمامي أحد المشرفين على محطة الخير لتحلية المياه في غزة.
Ziad Taleb
عمار الحمامي أحد المشرفين على محطة الخير لتحلية المياه في غزة.

عمار الحمامي أحد المشرفين على محطة الخير لتحلية المياه وصف الوضع قائلا إن انتشار محطات التحلية في غزة بهدف استخراج أفضل ما يكون من المياه الصالحة للشرب، في ظل ارتفاع نسبة الملوحة والتلوث.

وتوزع المحطة بحسب الحمامي، المياه المجانية على أكثر من 9 آلاف أسرة فقيرة داخل المدينة لا تستطيع شراء المياه.

الحصول على مياه الشرب الآمنة يعد حقا أساسيا من حقوق الإنسان

وحذر عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن أزمة المياه مرشحة للتفاقم في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وتهالك البنى التحتية للصرف الصحي في المدن ومخيمات اللاجئين، ما جعل القضية متشابكة ووفر عناصر تلويث للمياه الجوفية.

مدينة غزة.
Ziad Taleb
مدينة غزة.

وأضاف أبو حسنة في حديثة لموقع أخبار الأمم المتحدة، " أنه يجب النظر للفلسطينيين في غزة على أنهم جزء من هذا العالم، والحصول على المياه الصالحة للشرب هو جزء من حقوق الإنسان".
وتابع أبو حسنة، "هناك حصار مفروض وندرة بالمياه الجيدة، والمياه الحالية الملوثة تؤثر بشكل كبير على المزروعات."

وقال أبو حسنة،"إن استمرار الأوضاع بهذه الطريقة يزيد من الطاقة السلبية المتفجرة ويزيد من فصل الناس هنا بغزة عن محيطهم من العالم وهذا أمر خطير للغاية".

الخزان الجوفي لقطاع غزة معظمه مالح

ووفق بيانات سلطة المياه فقد بدأت بإنتاج كميات من المياه المحلاة، والتي من المتوقع زيادة نسبتها بالأعوام القادمة، بعد تشغيل محطات التحلية محدودة الكمية في غزة، لترتفع بنسبة كبيرة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.

ويوضح المهندس سعدي علي، مدير عام وحدة المشاريع في سلطة المياه خلال حديثه لموقع "أخبار الأمم المتحدة"، أنه يتم ضخ قرابة 190 مليون متر مكعب سنويا لتلبية احتياجات السكان والقطاع الزراعي وجميع المجالات".

المهندس سعدي علي، مدير عام وحدة المشاريع في سلطة المياه
Ziad Taleb
المهندس سعدي علي، مدير عام وحدة المشاريع في سلطة المياه

ويضيف،" في أحسن الظروف لا تتجاوز تغذية الخزان الجوفي لقطاع غزة 50 مليون متر مكعب في حين أن الخزان مستنزف أربعة أضعاف هذه القدرة".

وتابع،" هذا الاستنزاف أدى إلى هبوط كبير في مستوى الخزان الجوفي إضافة إلى دخول مياه البحر المالحة فأصبح الخزان الجوفي في معظمه مالح".

محطات للتحلية

وأنشئت ثلاث محطات محدودة الحجم للتحلية في مدن قطاع غزة بمساهمات دولية للحد من خطورة تلوث المياه، ويقول المهندس سعدي علي، إن مجموع ما تنتجه هذه المحطات الثلاثة 36 ألف متر مكعب مياه محلاه يستفيد منها سكان قطاع غزة.

أطفال يملأون حاويات بلاستيكية من مياه الشرب.
Ziad Taleb
أطفال يملأون حاويات بلاستيكية من مياه الشرب.

وتعلق الآمال في الوقت الحالي على مشروع محطة تحلية المياه المركزية في قطاع غزة بتكلفة 600 مليون دولار وبتمويل من الاتحاد الأوروبي بقدرة 55 مليون متر مكعب في السنة والتي يجري العمل عليها لضخ المياه الصالحة للشرب في العام 2025...