منظور عالمي قصص إنسانية

أسوأ أزمة إنسانية في جنوب السودان، وبحسب اليونيسف لا يُتوقع أن يبلغ واحد من كل 10 أطفال عامه الخامس

طفلة تحمل صفائح مياه فاغة لتملأها من صنبور قريب يوفر مياه غير معالجة من نهر النيل في جوبا، جنوب السودان.
© UNICEF/Phil Hatcher-Moore
طفلة تحمل صفائح مياه فاغة لتملأها من صنبور قريب يوفر مياه غير معالجة من نهر النيل في جوبا، جنوب السودان.

أسوأ أزمة إنسانية في جنوب السودان، وبحسب اليونيسف لا يُتوقع أن يبلغ واحد من كل 10 أطفال عامه الخامس

المساعدات الإنسانية

حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم من أن ثمة 4.5 مليون طفل في جنوب السودان – اثنان من كل ثلاثة – بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني.

جاء ذلك في تقرير حول تأثير الأزمة الإنسانية على الأطفال في جنوب السودان، يتزامن مع احتفال دولة الجنوب بالذكرى العاشرة لاستقلالها في 9 تموز/يوليو.

وحذرت اليونيسف من تلاشي الآمال في أن يجلب الاستقلال فجرا جديدا لأطفال البلاد، لاسيّما وأن اتفاقية السلام، والتي تم تنفيذها جزئيا، فشلت حتى الآن في معالجة التحديات التي تواجه الأطفال والشباب في البلاد.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، هنرييتا فور: "إن الأمل والتفاؤل الذي شعر به الأطفال والأسر في جنوب السودان عند ولادة بلدهم في عام 2011 قد تحوّل ببطء إلى يأس وقنوط. لقد عانت طفولة العديد من الأطفال في سن العاشرة في جنوب السودان اليوم من العنف والأزمات وانتهاكات الحقوق."

أسوأ أزمة إنسانية منذ الاستقلال

في الوقت الحالي، يبلغ عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في جنوب السودان 8.3 مليون شخص، 4.5 مليون منهم أطفال. وهو رقم أعلى بكثير من المستويات التي شوهدت خلال الحرب الأهلية 2013-2018 وتراوحت بين 6.1 مليون و7.5 مليون شخص.

وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قال مادس أوين، رئيس العمليات الميدانية لليونيسف في جنوب السودان: "نحن في الواقع نمر بأسوأ أزمة إنسانية منذ الاستقلال قبل 10 سنوات."

يُعدّ معدل وفيات الأطفال في جنوب السودان من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث لا يُتوقع أن يبلغ واحد من كل 10 أطفال عامه الخامس.

(من الأرشيف) أطفال يأكلون الوجبة التي جهزتها لم والدتهم مع الطعام الذي استلمته من مركز التوزيع التابع لبرنامج الأغذية العالمي في بيبور، جنوب السودان.
WFP/Marwa Awad

 

وتشكل المستويات العالية من انعدام الأمن الغذائي مصدر قلق خاص. حيث من المتوقع أن يعاني حوالي 1.4 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، وهو أعلى رقم منذ عام 2013.

ومن المتوقع أن يعاني أكثر من 300,000 طفل – أعلى رقم في البلد على الإطلاق – من أسوأ أشكال سوء التغذية وهم معرّضون لخطر الموت إذا لم يتم توفير العلاج.

وبحسب اليونيسف، لا توجد شبكة أمان للتغذية والصحة والمياه والصرف الصحي ولا حماية للطفل.

وقال المسؤول الأممي: "تشمل العوامل المسببة استمرار العنف وانعدام الأمن – العنف السياسي والنزاع المسلح – بالإضافة إلى العنف الطائفي مع انهيار القانون والنظام على المستويات المحلية، ودوامة القتل الانتقامي والاغتصاب وما إلى ذلك، بالإضافة إلى تأثير تغير المناخ والفيضانات."

مناشدة عدم خفض التمويل

من أصل 180 مليون دولار من نداء التمويل لمساعدة الأطفال الأكثر ضعفا هذا العام، تلقت اليونيسف حتى الآن ثلثها فقط. وتناشد الوكالة الأممية المانحين بشدة عدم خفض مساهماتهم لعملياتها في جنوب السودان.

وقد أجرى المانحون بالفعل تخفيضات في ميزانياتهم لجنوب السودان – أو قدموا إخطارات - بأن التخفيضات على وشك الحدوث.

وتابع مادس يقول: "نناشد المانحين وضع جنوب السودان حقا في فئة منفصلة بحيث لا نقلّص (المساعدات)، لأن أي تخفيضات مرة أخرى ستؤدي إلى تأثير فوري، لأنها ليست مسألة ضعف شبكة الأمان الحكومية، إذ لا توجد شبكة أمان."

وتحذر اليونيسف من أن الأزمة ستزداد سوءا مع دخول موسم العجاف وزيادة مخاطر الفيضانات، وستُفقد الأرواح إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة.

وقالت آندريا سولي، ممثلة اليونيسف في جنوب السودان: "إذا لم نحصل كمجتمع إنساني على التمويل الكافي، فإن الواقع بالنسبة للأطفال والأسر هو أنه لن تأتي أي مساعدة."

جنوب السودان: سكان بيبور ينتظروف الحصول على مساعدات غذائية.
UNOCHA/Emmi Antinoja
جنوب السودان: سكان بيبور ينتظروف الحصول على مساعدات غذائية.

 

التعليم

أدت محدودية الوصول إلى التعليم ومعدلات التسرب المرتفعة إلى وضع 2.8 مليون طفل خارج المدرسة – وهي أعلى نسبة من الأطفال خارج المدرسة في العالم - أكثر من 70 في المائة من الأطفال في سن المدرسة. وأدى إغلاق المدرسة لمدة 14 شهرا بسبب جائحة كـوفيد-19 إلى دفع مليوني طفل إضافي إلى خارج المدرسة.

وتعمل اليونيسف مع الشركاء على زيادة القدرة على فحص وعلاج الأطفال من سوء التغذية الحاد، وتحسين الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة والوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، كل ذلك من ضمن الأولويات القصوى لليونيسف، إلى جانب الوصول إلى التعليم.

جنوب السودان في عامه العاشر

أعلنت دولة جنوب السودان الاستقلال عن السودان عام 2011، بعد حربين أهليتين. وبعد عامين فقط من الاستقلال غرقت البلاد في حرب أهلية أخرى، والتي تشير التقديرات إلى أنها قتلت ما يقرب من 400,000 شخص.

ويوجد حاليا 3.2 مليون لاجئ خارج البلاد، و1.6 مليون نازح داخليا.

ويحتل جنوب السودان اليوم المرتبة 187 من 189 على مؤشر التنمية البشرية، والمرتبة 179 من 180 على مؤشر رئيسي آخر يقيس الفساد في القطاع العام.