منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم الدولي لحفظة السلام، الأمين العام يشدد على دور الشباب المهم في حفظ وبناء السلام والأمن

من الأرشيف: جندية حفظ سلام إندونيسية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أثناء القيام بدوريات على طول الخط الأزرق.
UN Photo/Pasqual Gorriz
من الأرشيف: جندية حفظ سلام إندونيسية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أثناء القيام بدوريات على طول الخط الأزرق.

في اليوم الدولي لحفظة السلام، الأمين العام يشدد على دور الشباب المهم في حفظ وبناء السلام والأمن

شؤون الأمم المتحدة

ليس من المستغرب أن يكون لحفظة السلام يوم دولي هو 29 أيار/مايو، إذ يقدم الأفراد المدنيون والنظاميون مساهمة قيمة وينقذون أرواح الملايين حول العالم، بل ويعرّضون حياتهم للخطر في سبيل حماية الغير. وبهذه المناسبة، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة اتصالا هاتفيا بثلاثة من حفظة السلام الشباب الذين هم في طور الخدمة لمعرفة دوافعهم للانخراط في بعثات حفظ السلام والتحديات التي تواجههم.

واستهلّ الأمين العام، السيّد أنطونيو غوتيريش، حديثه بالتأكيد على ازدياد أهمية دور حفظة السلام من الشباب، إذ إنهم يروّجون لخطة بالغة الوجاهة، ألا وهي الخطة المتصلة بالشباب والسلام والأمن.

وقال الأمين العام: "إنكم لا تقدمون إسهاما جليلا في عمليات حفظ السلام فحسب، وإنما تقومون أيضا بدور مهم جدا فيما يتعلق بإدماج الشباب في عمليات السلام في البلدان التي تعملون فيها".

حوار بين الأمين العام للأمم المتحدة وثلاثة من حفظة السلام الشباب

تعددت الأسباب والهدف واحد

شرحت سيرا بوجانغ، مدربة شرطة في إدارة مسرح الجريمة في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، للأمين العام السبب الذي دفعها للانضمام إلى قوات حفظ السلام. وقالت: "السبب الذي دعاني إلى الانخراط في حفظ السلام هو الشغف بمد يد العون إلى الآخرين بأي طريقة ممكنة".

وإضافة لذلك، اعتبرت الشرطية الشغوفة العمل في بلدان مختلفة بأنه فرصة عظيمة لرؤية بلدان أخرى، ومهما اختلفت فإن الهدف المشترك واحد.

السبب الذي دعاني إلى الانخراط في حفظ السلام هو الشغف بمد يد العون إلى الآخرين -- سيرا بوجانغ

بدوره، أشار الملازم إريك مانزي، وهو مهندس في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) إلى رغبته في رؤية السلام يعم في جميع البلدان: "لقد واجهنا صعوبات سيئة في تاريخنا بسبب الإبادة الجماعية. وهذا ما جعلني أقرر الانضمام إلى حفظ السلام حتى لا يتكرر مثل ما حدث في رواندا في أي مكان آخر من العالم أبدا".

وترى كارولينا ميروني، مديرة الإبلاغ عن أنشطة حماية الطفل وقاعدة البيانات في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) أن دورها مهم جدا كشابة في صفوف قوات حفظ السلام، إذ أكدت أنه في أغلب الأحيان تتعامل عناصر الجماعات المسلحة بقدر من الهيبة تجاه كبار المهنيين أو من قِبَل القوات العسكرية، "في حين أن تعاملهم مع شابة مثلي، تتحدث معهم بصراحة وصدق، فإن ذلك يمكن أن يفضي إلى وضع يعود بالنفع على الجميع، فنستفيد نحن ويستفيدون هم، مثلما يستفيد من ذلك الأطفال".

أحد حفظة السلام من مينوسما في دورية في غاو، مالي.
MINUSMA/Marco Dormino
أحد حفظة السلام من مينوسما في دورية في غاو بمالي.

الاستفادة من قوة الشباب

تساعد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق السلام الدائم في الدول التي مزقتها الصراعات. ويوفر حفظة السلام ويقدمون الدعم السياسي، والدعم اللازم لبناء السلام، لمساعدة البلدان على التحول المبكر الشاق من الصراع إلى السلام.

وموضوع اليوم الدولي لحفظة السلام هذا العام هو "الطريق إلى سلام دائم: الاستفادة من قوة الشباب من أجل السلام والأمن".

واليوم، يتم نشر عشرات الآلاف من حفظة السلام الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما) في جميع أنحاء العالم ويلعبون دورا رئيسيا في مساعدة البعثات على تنفيذ الأنشطة المنوطة بها بما في ذلك حماية المدنيين.

وكان الأمين العام قد وضع يوم الخميس إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لحفظة السلام لتكريم أكثر من 4,000 امرأة ورجل فقدوا حياتهم منذ عام 1948 أثناء خدمتهم تحت راية الأمم المتحدة الزرقاء- 130 منهم العام الماضي.

وأوضح أن الأعمال الخبيثة والحوادث والأمراض القاتلة - بما في ذلك كـوفيد-19 قد أثرت جميعها على قوات حفظ السلام النظامية والمدنية خلال العام الماضي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، وهو يقدم تعازيه لأسر الضحايا وأصدقائهم: "سنظل مدينين لكم إلى الأبد". ووعدهم قائلا "لن ننسى تضحياتهم الكبرى، وسيظلون دائما في قلوبنا".

حفظة سلام من إندونيسيا يخدمون في بعثة مينوسكا في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويجتمعون بالشباب والصغار في بانجي.
UN Photo/Catianne Tijerina
حفظة سلام من إندونيسيا يخدمون في بعثة مينوسكا في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويجتمعون بالشباب والصغار في بانجي.

ما هي رسالتكم للشباب؟

وخلال حديثه مع الشباب الثلاثة، سأل الأمين العام كل واحد فيهم عن رسالته إلى الشباب حول العالم وعن فضائل انضمامهم هم أيضا إلى صفوف حفظة السلام.

وقالت الشرطية سيرا بوجانغ متوجهة إلى الشباب حول العالم: "سوف تتعلمون الكثير من الأشياء المفيدة. فقد تعلمت أشياء في مالي ستظل عالقة في ذاكرتي بقية حياتي. إنها فعلا لفرصة عظيمة أن يتعرف المرء على العالم بشعوبه المختلفة، ثم إن الأثر الإيجابي الذي تُحدِثونه في حياة الناس يخلق لديكم أجمل إحساس على الإطلاق".

من الأفضل لجميع الشباب أن ينضموا إلى القوة للارتقاء بالعالم إلى الأفضل -- إيرك مانزي

وشجّع المهندس في بعثة مينوسكا، إيرك مانزي، الشباب في جميع أنحاء العالم على الانضمام إلى صفوف بعثات السلام. وقال: "بتكاتفهم يستطيعون أن يحققوا المزيد. إنه لمن بواعث السرور أن يقدم المرء المساعدة للناس وهم يجتازون ظروفا عصيبة. لذا فمن الأفضل لجميع الشباب أن ينضموا إلى القوة للارتقاء بالعالم إلى الأفضل".

أما كارولينا من بعثة مونوسكو فشددت على أهمية إشراك الشباب في حفظ السلام، رغم التحديات أمامهم: "أعتقد أن التحدي الحقيقي بالنسبة إلى الشباب هو أن يُسمَع صوتهم وأن يشاركوا في عملية اتخاذ القرارات وأن يكونوا أطرافا مشاركة في الحوار".

وفي ختام لقائه، أعرب الأمين العام عن امتنانه لما يقوم به حفظة السلام،قائلا: "تقدمون الحماية للناس وتعملون من أجل ضمان وجود حلول سياسية، ومن أجل توطيد دعائم السلام".

عمليات حفظ السلام متعددة الأبعاد اليوم لا يُطلب منها فقط صون السلام والأمن بل أيضا تسهيل العملية السياسية وحماية المدنيين، والمساعدة في نزع سلاح المحاربين السابقين وتسريحهم وإعادة دمجهم، وتقديم الدعم لتنظيم الانتخابات، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، والمساعدة في استعادة سيادة القانون.