منظور عالمي قصص إنسانية

العنف يقتل حتى الآن العشرات بينهم أطفال ونساء حوامل وذوو إعاقة - والأمم المتحدة تدعو لهدنة إنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل

مقتل العشرات من الأطفال وإصابة العديد بجراح ونزوح آخرين بسبب التصعيد في غزة.
© UNICEF/Eyad El Baba
مقتل العشرات من الأطفال وإصابة العديد بجراح ونزوح آخرين بسبب التصعيد في غزة.

العنف يقتل حتى الآن العشرات بينهم أطفال ونساء حوامل وذوو إعاقة - والأمم المتحدة تدعو لهدنة إنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل

السلم والأمن

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 220 شخصا لقوا مصرعهم في غزة والضفة الغربية وأصيب الآلاف بجراح منذ اندلاع العنف الأسبوع الماضي مع إسرائيل التي بلغ عدد القتلى فيها 10 حتى الآن وأصيب المئات بجراح.

وحتى 10 حتى 17 أيار/مايو، أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن 200 فلسطيني، من بينهم 60 طفلا و34 امرأة (منهم ثلاث حوامل) و106 من الرجال، قتلوا في غزة.

ويشمل العدد الكلي شخصين من ذوي الاحتياجات الخاصة، أحدهما طفل. ووفقا للمعلومات المتاحة للمفوضية، فإن ما لا يقل عن 116 من الضحايا هم مدنيون.

دعوة لهدنة إنسانية

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على أهمية الاتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة، تسمح للوكالات الإنسانية بتنفيذ عمليات الإغاثة، وإقامة ممرات إنسانية داخل غزة للسماح بالتنقل داخلها لتسليم المساعدات.

وقد فتحت السلطات الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم (بين إسرائيل وغزة) للإمدادات الإنسانية الأساسية، بعد ثمانية أيام على الأزمة. وفي المؤتمر الصحفي من جنيف، قال المتحدث باسم أوتشا، ينس لاركيه إن من الأهمية بمكان أن يتم فتح معبر إيريز أيضا لدخول وخروج الطواقم الإنسانية المهمة.

وقال: "في الأيام المقبلة، يجب أن يستمر وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة والخروج منها للموظفين والبضائع واتخاذ التدابير المناسبة لضمان التنقل الآمن داخل غزة".

اللجوء إلى مدارس الأونروا

وقد أفادت أوتشا بتلقي معلومات بنزوح كبير لفلسطينيين في غزة. وبحسب وكالة الأونروا، نحو 47 ألف شخص اتخذوا من 58 مدرسة للأونروا ملاجئ في جميع أنحاء غزة.

وبحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان، منذ بدء التصعيد، وحتى يوم أمس، تم تدمير 132 مبنى يضم 621 وحدات سكنية وتجارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن 316 وحدة سكنية تضررت بشدة وأصبحت غير صالحة للسكن.

وقال لاركيه: "قام الشركاء الإنسانيون الذين يعملون على توفير المأوى بدعم أكثر من 500 أسرة متضررة بمواد غير غذائية، لكن الاحتياجات تتزايد باستمرار".

وأضاف أن الحاجة إلى الدعم الغذائي والنقدي تزداد، ولا تزال جميع أنشطة الصيد محظورة قبالة سواحل غزة.

برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوزيع المساعدات الطارئة على الأسر المحتاجة في غزة.
WFP/Wissam Nassar
برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوزيع المساعدات الطارئة على الأسر المحتاجة في غزة.

تعرض مستشفيات للأضرار

وفي المؤتمر الصحفي من جنيف، قالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن المرافق الطبية والعاملين الصحيين لم يسلموا أيضا. وأضافت تقول: "في قطاع غزة، تم تدمير 19 مرفقا صحيا، بما في ذلك مركز هالة الشوا للرعاية الصحية الأولية. في الضفة الغربية، أصيب 41 من العاملين الصحيين بجراح، ولحقت الأضرار ب 21 من سيارات الإسعاف. الأضرار الجسيمة التي لحقت بالطرق والبنية التحتية تجعل الوصول إلى العديد من المستشفيات صعبا للغاية".

وأضافت أنه في قطاع غزة يوجد نقص شديد في الأدوية والمواد الطبية، "46 في المائة من الأدوية الأساسية و33 في المائة من الإمدادات الطبية الأساسية.. فرغت من المخزون.. هذا يعني في الأساس أنهم لا يملكون تقريبا نصف الأدوية الأساسية".

الماء والكهرباء والمدارس

بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لا يزال التيار الكهربائي في جميع أنحاء غزة يتراوح بين 6-8 ساعات يوميا، في المتوسط، بسبب تلف خطوط وشبكات الإمداد، ويؤدي ذلك إلى تعطيل توفير الرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى، بما في ذلك المياه والنظافة والصرف الصحي.

وتفيد التقارير بأن 47 منشأة تعليمية، بما فيها 42 مدرسة وروضتان ومركز تدريب مهني تابع للأونروا وإحدى مديريات وزارة التربية والتعليم وواحدة من مؤسسات التعليم العالي، لحقت بها الأضرار منذ بداية التصعيد.

وتم إغلاق موقع التخلص من النفايات الصلبة الرئيسي في غزة مؤقتا نتيجة القصف في 15 أيار/مايو. والآن تتراكم النفايات الصلبة في محطة فرعية في وسط مدينة غزة.

وقال لاركيه: "محطة تحلية مياه البحر شمال غزة لا تزال غير عاملة. هذا يقوض إمكانية الحصول على مياه صالحة للشرب لنحو 250 ألف شخص. بالمجمل، هناك ما يقدر بنحو 800 ألف شخص يفتقرون للوصول المنتظم للمياه الصالحة للشرب في غزة".

الضفة الغربية والقدس الشرقية

وفي الضفة الغربية، قال لاركيه "لا نزال نشهد مظاهرات واشتباكات واسعة النطاق في العديد من المناطق". وأكد أن شركاء الصحة والمتطوعين المجتمعيين يواصلون علاج عدد كبير من الإصابات الناجمة عن استخدام الذخيرة الحية من قبل القوات الإسرائيلية.

وفي القدس الشرقية، تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات تفتيش واعتقال مكثفة، بما تشمله من اعتداءات جسدية على الفلسطينيين. وشن المستوطنون الإسرائيليون هجمات على الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حسبما أفادت التقارير. كما وردت تقارير تشير إلى أن المستوطنين أطلقوا النار من أسلحة أوتوماتيكية باتجاه منازل الفلسطينيين في حيي شعفاط وبيت حنينا بالقدس الشرقية.