منظور عالمي قصص إنسانية

في غزة، منازل مدمرة وأخرى غير صالحة للسكن والنازحون يحتاجون لمساعدات غذائية طارئة

تسلمت عائلات في غزة سلالا غذائية من خلال برنامج الوكالة للتوزيع المنزلي.
UNRWA/Khalil Adwan
تسلمت عائلات في غزة سلالا غذائية من خلال برنامج الوكالة للتوزيع المنزلي.

في غزة، منازل مدمرة وأخرى غير صالحة للسكن والنازحون يحتاجون لمساعدات غذائية طارئة

المساعدات الإنسانية

أكد برنامج الأغذية العالمية أنه بالنسبة للأشخاص في قطاع غزة الذين فقدوا منازلهم أو فروا منها، فإن الطعام هو أكثر الاحتياجات الإنسانية في الوقت الحالي، وحذر من ارتفاع أسعار السلع الغذائية بعد إغلاق معابر غزة.

وقد شرع برنامج الأغذية العالمي بتقديم المساعدات الطارئة لأكثر من 51 ألف شخص في شمال غزة، استجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة بين الأسر المتضررة بسبب التصعيد الأخير للنزاع في القطاع الفقير.

وفي بيان، قال سامر عبد الجابر، ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين والمدير الإقليمي: "إن الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لتقديم الدعم هي النقد، على شكل قسائم إلكترونية. ويتوفر الطعام في الوقت الحالي، إذ لا تزال متاجر محلية عديدة مفتوحة، بما في ذلك المتاجر التي تعاقدنا معها بالفعل للحصول على دعم القسيمة الإلكترونية المنتظم".

لكن يخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يتسبب إغلاق معابر غزة قريبا في ندرة السلع، بما في ذلك المواد الغذائية، وأن يدفع ذلك بأسعار المواد الغذائية للارتفاع. وأشار البرنامج إلى أن أسعار المنتجات الطازجة آخذة بالارتفاع بالفعل حيث لا يستطيع المزارعون الوصول إلى أراضيهم.

منازل مدمرة وأخرى غير صالحة للسكن

بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تسببت الأعمال العدائية بنزوح أكثر من 38 ألف شخص لجأوا في 48 مدرسة من مدارس الأونروا في غزة. وأكثر من 2,500 شخص أصبحوا مشردين بسبب تدمير منازلهم.

وقد تسببت الضربات الجوية الإسرائيلية أمس بإلحاق أضرار ببنى تحتية أساسية، بما في ذلك الشوارع المؤدية إلى اثنين من المستشفيات الأساسية، مما أدى إلى انخفاض قدرة الأشخاص على الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وبحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان، منذ بدء التصعيد، تم تدمير 94 مبنى يضم 461 وحدة سكنية وتجارية. بالإضافة إلى ذلك، لحقت الأضرار الشديدة بـ 285 من الوحدات السكنية وأصبحت غير صالحة للسكن.

معاناة سبقت الجائحة والتصعيد الأخير

وفقا لبرنامج الأغذية العالمي، أكثر من نصف سكان غزة يعيشون في فقر – 53 في المائة – وتبلغ نسبة البطالة 45 في المائة. وكان الفقر والبطالة، وهما المحركان الرئيسيان لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة، مرتفعين بالفعل قبل تفشي جائحة كـوفيد-19 والتدهور الأخير في الظروف الأمنية.

وقالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يعيش الناس في غزة بالفعل على الحافة، وتكافح عائلات كثيرة من أجل وضع الطعام على المائدة. لقد تدهور وضعهم بشكل أكبر خلال العام الماضي بسبب قيود جائحة كوفيد-19".

ودعم برنامج الأغذية العالمي في غزة بانتظام 260 ألف شخص عبر التحويلات القائمة على النقد أو المساعدات النقدية للغذاء والحصص الغذائية المباشرة ومشاريع دعم سبل العيش، حيث كان أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي قبل التصعيد الحالي للنزاع.

الدعم النقدي للمحتاجين

يعمل برنامج الأغذية العالمي على توفير الدعم النقدي الذي سيفيد كلا من الأشخاص الذين يحتاجون الآن إلى المساعدة لأول مرة والأشخاص الذين كانوا يتلقون بالفعل مساعدة البرنامج، لكنهم اضطروا إلى التخلي عن ممتلكاتهم والذهاب للبقاء مع الأصدقاء أو العائلة في مكان آخر.

ويعمل البرنامج حاليا مع الشركاء لتوسيع نطاق التنسيق، ووضع بروتوكولات وتحديد المساعدات الغذائية الطارئة للأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في ملاجئ الأمم المتحدة. كما يتم استخدام المنصة الإلكترونية للقسائم القائمة على النقد لبرنامج الأغذية العالمي من قبل وكالات إنسانية أخرى لتقديم المساعدات الأساسية للأشخاص المتضررين.

كما يقدم البرنامج المساعدة الفنية لتقييم الاحتياجات الإنسانية في غزة ويدعم – من خلال الجهود اللوجستية – التي يقودها برنامج الأغذية العالمي - تنسيق الشحنات الإنسانية التي قد تحتاج إلى دخول المنطقة إذا ظلت الحدود مغلقة.

ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 31.8 مليون دولار أميركي إضافية ليتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية الاعتيادية لأكثر من 435 ألف شخص في غزة والضفة الغربية للأشهر الستة المقبلة. وللاستجابة للحالة الطارئة الحالية، يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 14 مليون دولار ليقدر على تقديم المساعدة الطارئة للأشهر الثلاثة المقبلة إلى 160 ألف شخص متضرر في غزة و60 ألف شخص في الضفة الغربية. وقد يرتفع عدد المحتاجين أكثر.

أدى تصاعد الأعمال القتالية في قطاع غزة إلى سقوط المزيد من الضحايا ونزوح واسع النطاق، 12 مايو 2021.
OCHA

مقتل وإصابة العشرات

في أحدث إحصائيات، أشارت أوتشا إلى أن الأعمال العدائية المتواصلة بين القوات الإسرائيلية وجماعات مسلحة في غزة، أدت لارتفاع عدد الضحايا. وبين 10 أيار/مايو وظهر يوم 16 أيار/مايو، قُتل 174 فلسطينيا في غزة وأصيب 1,221 بجراح، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وأفادت أوتشا باستمرار المظاهرات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقُتل فلسطينيان على يد القوات الإسرائيلية، وقضى صبي واحد متأثرا بجراح أصيب بها قبل أربعة أيام. كما أصيب 537 فلسطينيا بجراح خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

وفي إسرائيل، قُتل 10 أشخاص، وأصيب المئات، بحسب معطيات رسمية.

وكانت لين هاستينغز، المنسقة الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة، قد ناشدت السلطات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة السماح فورا للأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين بإدخال الوقود والطعام والمستلزمات الطبية ونشر الطواقم الإنسانية.

من جانبه، ناشد برنامج الأغذية العالمي خفض التصعيد فورا ووقف الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل. فقد تسبب التصعيد العسكري المستمر في دمار ومعاناة كبيرين. وأشار البرنامج إلى أنه لا يمكن لغالبية السكان في غزة تحمّل المزيد من الصدمات ويمكن للوضع الحالي أن يطلق العنان لأزمة قد تمتد إلى المنطقة بأكملها.