منظور عالمي قصص إنسانية

منظمتان أمميتان تدعوان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب خطر المجاعة في 20 بؤرة جوع

الصراع المستمر في اليمن يدفع الملايين من الناس إلى حافة المجاعة. (من الأرشيف).
WFP/Marco Frattini
الصراع المستمر في اليمن يدفع الملايين من الناس إلى حافة المجاعة. (من الأرشيف).

منظمتان أمميتان تدعوان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب خطر المجاعة في 20 بؤرة جوع

المساعدات الإنسانية

حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من أن المجاعة أصبحت بالفعل على أعتاب ملايين الأسر في 20 دولة. يأتي ذلك في تقرير جديد يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب ارتفاع الجوع بسبب عوامل مثل الصراع والظواهر المناخية المتطرفة وجائحة كوفيد -19.

ويتصدر اليمن وجنوب السودان وشمال نيجيريا قائمة الدول العشرين التي تعاني من انعدام غذائي حاد، وفقا لتقرير ’بؤر الجوع الساخنة‘ الذي نشرته اليوم الثلاثاء منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي.

سباق مع الزمن

وقال الشركاء إن أكثر من 34 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يواجهون بالفعل مستويات طارئة من الجوع الحاد، مما يعني أنهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

وقال شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إن "حجم المعاناة ينذر بالخطر. يتعين علينا جميعا أن نتحرك الآن وأن نتحرك بسرعة لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش ومنع حدوث الأسوأ."

وأضاف "في العديد من المناطق، بدأ موسم الزراعة للتو أو على وشك أن يبدأ. يجب أن نسابق الزمن وألا ندع هذه الفرصة لحماية إنتاج الغذاء المحلي وتحقيق الاستقرار فيه وربما زيادته".

ويواجه الناس في اليمن وجنوب السودان وشمال نيجيريا مستويات كارثية من الجوع الحاد. وتعاني بعض العائلات في مناطق في جنوب السودان واليمن بالفعل من الجوع والموت، أو أصبحت معرضة لخطر المجاعة.

وبينما توجد معظم البلدان المتضررة في قارة أفريقيا، قال التقرير إنن من المتوقع أن يرتفع الجوع بشكل حاد في معظم مناطق العالم.

كارثة تتكشف

هناك عدة عوامل وراء الارتفاع المتوقع في انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث تواجه الدول واحدا أو مزيجا من الدوافع الرئيسية التي تشمل الصراع وجائحة كوفيد-19 والظواهر المناخية المتطرفة وتفشي الجراد.

ومن دواعي القلق الأخرى، تزايد القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

قال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "نحن نشهد على كارثة تتكشف أمام أعيننا. إن المجاعة - التي يقودها الصراع، والتي تغذيها الصدمات المناخية وجائحة كوفيد-19 - تدق باب ملايين الأسر".

الوضع في جنوب السودان

أجابا أومباتشا (17 شهرا) يعاني من سوء تغذية حاد وخيم في جنوب السودان.
© UNICEF/UNI375881/Ryeng
أجابا أومباتشا (17 شهرا) يعاني من سوء تغذية حاد وخيم في جنوب السودان.

في جنوب السودان، في أجزاء من ولاية جونقلي، كان الناس على الأرجح يكافحون بالفعل المجاعة في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين، وسيستمرون في فعل ذلك خلال موسم العجاف من نيسان/أبريل إلى تموز/يوليو، بحسب بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي. 

 

من المتوقع أن يقع أكثر من 7 ملايين شخص في جميع أنحاء جنوب السودان في أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك أكثر من 100،000 شخص في المستوى الخامس من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC5)، خلال الفترة من نيسان/أبريل إلى تموز/يوليو – أي أكثر بنحو 700،000 شخص مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

الوضع في اليمن

نداء عاجل من ديفيد بيزلي لإحلال السلام في اليمن فيما يوشك البلد على الوقوع في براثن المجاعة

في اليمن، من المرجح أن يستمر العنف المستمر والتدهور الاقتصادي وكذلك الاضطرابات الشديدة للاستجابة الإنسانية خلال الأشهر المقبلة.

 

في محافظات الجوف وعمران وحجة باليمن، يُقدّر أن يتزايد عدد الأشخاص في مستوى الكارثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، بثلاثة أضعاف. وقد يصل عددهم  إلى 47،000 في تموز/يونيو 2021، أي هناك ارتفاع بنحو 16،000 شخص في الفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر 2020.

 

وفي ظل الفئات السكانية الضعيفة بالفعل، وسوء التغذية الحاد، والنزوح المتزايد والوضع الاقتصادي المتدهور، فإن خطر المجاعة يتزايد في اليمن.

 

بشكل عام، من المتوقع أن يواجه أكثر من 16 مليون يمني مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول تموز/يونيو 2021، بزيادة قدرها حوالي 3 ملايين منذ نهاية العام الماضي.

شمال نيجيريا ومناطق أخرى

طفل يبلغ من العمر سبعة أشهر يعالج من سوء التغذية في مركز صحي في ولاية يوبي بنيجيريا.
© WFP/Arete/Damilola Onafuwa
طفل يبلغ من العمر سبعة أشهر يعالج من سوء التغذية في مركز صحي في ولاية يوبي بنيجيريا.

 

في شمال نيجيريا المنكوبة بالنزاع، تُظهر التوقعات لموسم العجاف تموز/يونيو-آب/أغسطس أنه من المرجح أن يتضاعف تقريبا عدد الأشخاص في مستوى الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد - إلى أكثر من 1.2 مليون - منذ نفس الفترة من العام الماضي. وفي الأشهر الستة المقبلة، قد يرتفع انعدام الأمن الغذائي والتغذوي بشكل كبير في شمال نيجيريا مع تضرر حوالي 13 مليون شخص، ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الغذائية وسبل العيش.

وشهدت بوركينا فاسو تحسنا طفيفا في الأمن الغذائي منذ تموز/يونيو 2020 بفضل الموسم الزراعي الجيد، والوصول إلى الناس في المناطق النائية الذين كان يتعذر الوصول إليهم سابقا، ومدّهم بالأغذية. لكن الوضع لا يزال مقلقا للغاية ويحتاج إلى مراقبة دقيقة حيث من المرجح أن يستمر العنف في دفع الناس إلى حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.

من المتوقع أن يواجه حوالي 2.7 مليون من سكان بوركينا فاسو انعدام الأمن الغذائي الحاد بين تموز/يونيو وآب/أغسطس 2021 - بزيادة حادة من 700،000 في عام 2019، قبل تصاعد العنف في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

أما البلدان الأخرى التي حددها التقرير من بين أسوأ بؤر الجوع - حيث يتزايد الجوع الذي يهدد الحياة - هي أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وهايتي والسودان وسوريا.

أولويات ثلاث عاجلة

تدعو منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وواسعة النطاق الآن لوقف المجاعة والموت على نطاق واسع، وكذلك الانهيار الكامل لسبل العيش في هذه المناطق.

 

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إننا "بحاجة ماسة إلى ثلاثة أشياء لمنع الملايين من الموت جوعاً: يجب أن يتوقف القتال؛ ويجب أن يُسمح لنا بالوصول إلى المجتمعات الضعيفة لتقديم المساعدة المنقذة للحيا؛، وقبل كل شيء، نحتاج إلى أن يقدم المانحون مبلغ 5.5 مليار دولار أمريكي الذي نطلبه لهذا العام".

سيُستخدم التمويل في المساعدات الغذائية الإنسانية، والتدخلات النقدية وسبل العيش الطارئة، تماشياً مع النداء الذي أطلقته وكالتا الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.

ويوصي التقرير الجديد أيضا باتخاذ إجراءات حاسمة في كل "بؤرة جوع ساخنة" لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية، مثل زيادة المساعدات الغذائية والتغذوية، وتوفير البذور التي تتحمل الجفاف، وإعادة تأهيل هياكل تجميع المياه، وإدخال خطط النقد مقابل العمل.