منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: كوفيد-19 ينتشر على "نطاق واسع" ومحدودية الاختبارات تعمق المشاكل الإنسانية في البلاد

نازحون سوريون يرتدون كمامات ويمارسون التباعد الجسدي.
© OCHA
نازحون سوريون يرتدون كمامات ويمارسون التباعد الجسدي.

سوريا: كوفيد-19 ينتشر على "نطاق واسع" ومحدودية الاختبارات تعمق المشاكل الإنسانية في البلاد

السلم والأمن

قال نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن محدودية الاختبارات تحجب الحجم الحقيقي لجائحة كوفيد-19 في سوريا، مشيرا إلى أن للأزمة الصحية تأثير كبير على الخدمات الصحية في البلاد.

وقال رامش راجاسينغهام، خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن، يوم الخميس، إن التقارير التي تفيد بامتلاء مرافق الرعاية الصحية، والأعداد المتزايدة لإخطارات الوفاة والدفن، تشير جميعها إلى أن الحالات الفعلية تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية.

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة استمرار المساعدة الإنسانية في مواجهة انعدام الأمن الغذائي المتزايد، على الرغم من تراجع أسعار المواد الغذائية بالتزامن مع استقرار قيمة الليرة السورية.

في النصف الأول من عام 2020، وصلت العمليات الإنسانية إلى 7.2 مليون شخص في المتوسط ​​كل شهر، مع توسيع نطاق المساعدات الغذائية للوصول إلى الفئات الضعيفة في مراكز الحجر الصحي لمرضى فيروس كورونا.

تقليص عدد المعابر

كما أشار السيد راجاسينغهام إلى التحدي المتمثل في إيصال المساعدات الإنسانية منذ أن اتخذ مجلس الأمن القرار 2355 (2020) في 11 تموز / يوليو، والذي تم بموجبه تخفيض عدد المعابر المصرح بها لنقل المساعدات الإنسانية إلى معبر واحد فقط هو باب الهوى، على الحدود التركية السورية

ولفت الانتباه إلى أن قافلة أممية كانت متجهة إلى ريف حلب الشمالي انطلقت في 28 تموز / يوليو عبر باب الهوى واستغرقت 11 ساعة للوصول إلى وجهتها بعد عدة تأخيرات وعدم موافقة الجهات المختلفة وسوء أحوال الطرق.

وأضاف أن وقت السفر من معبر باب السلام، المغلق حاليا، سيستغرق حوالي ساعتين فقط.

نقلت منظمة الصحة العالمية 55 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية على مدار يومين عبر معبري باب الهوى وباب السلام إلى شمال غرب سوريا
WHO
نقلت منظمة الصحة العالمية 55 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية على مدار يومين عبر معبري باب الهوى وباب السلام إلى شمال غرب سوريا

 

كوفيد-19: انتقال واسع الانتشار

وقال السيد راجاسينغهام إن الأرقام الرسمية للإصابات بكوفيد-19 تشير إلى أن انتقال الفيروس مجتمعيا منتشر في سوريا، حيث لا يمكن تتبع غالبية الحالات البالغ عددها 2440 حالة من قبل وزارة الصحة إلى أي مصدر معروف.

وقدرت منظمة الصحة العالمية، الخميس، عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد -19 في سوريا بـ 98 حالة، مع الإبلاغ عن 75 حالة جديدة.

وأكد السيد راجاسينجهام، وهو أيضا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن ارتفاع أعداد المرضى يضع مزيدا من الضغط على نظام الرعاية الصحية الهش في سوريا.

وقال لأعضاء المجلس:

"يتردد الكثيرون في الذهاب إلى المرافق الطبية طلبا للرعاية مما يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة عند وصولهم".

وقال إن العاملين الصحيين ما زالوا يفتقرون إلى معدات الحماية الشخصية الكافية، وقد أوقفت العديد من المرافق عملياتها بسبب الاكتظاظ وتعرض الموظفين للإصابة بفيروس كورونا.

أحمد يصنع الكمامات الورقية ليحمي زملائه من فيروس كورونا

 

مخيم الهول

الوضع في مخيم الهول للاجئين والنازحين داخليا، الواقع شمال شرق سوريا، مثير للقلق بشكل خاص، حيث تقود منظمة الصحة العالمية بعثة مشتركة بين الوكالات هذا الأسبوع لمعرفة كيف يمكن تحسين الرعاية الصحية هناك على الرغم من مخاطر كوفيد-19.

وتقول مفوضية اللاجئين إن مخيم الهول يأوي أكثر من 65 ألف شخص، 94 في المائة منهم من النساء والأطفال. وقد توفي ثمانية أطفال، دون سن الخامسة، في المخيم لأسباب مختلفة، في الفترة بين 6-10 أغسطس.

بالانتقال إلى حماية المدنيين في سوريا، بعد تسع سنوات من تحول معارضة حكومة الرئيس بشار الأسد إلى حرب شاملة، قال السيد راجاسينغهام إن وقف إطلاق النار في الشمال الغربي قائم إلى حد كبير، لكن المدنيين في مناطق الخطوط الأمامية قد يبدو أنهم يشعرون بذلك.

ازدادت الأعمال العدائية في شهري يوليو وأغسطس، مع الإبلاغ عن المزيد من عمليات القصف في محافظات إدلب واللاذقية وحماة وحلب، وسجل مكتب حقوق الإنسان ما لا يقل عن 10 قتلى مدنيين - بينهم ثلاثة أطفال - في - ما يسمى "منطقة خفض التصعيد".

مخيم الهول في شمال شرق سوريا يضم أكثر من 70،000 شخص وأكثر من 90% منهم نساء وأطفال. ويشكل العراقيون والسوريون أكثر من 80% من عدد سكان المخيم (حزيران/يونيو 2019).
© OCHA/Halldorsson
مخيم الهول في شمال شرق سوريا يضم أكثر من 70،000 شخص وأكثر من 90% منهم نساء وأطفال. ويشكل العراقيون والسوريون أكثر من 80% من عدد سكان المخيم (حزيران/يونيو 2019).

 

مخلفات المتفجرات تتناثر في البلاد

وأشار منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إلى وقوع ضحايا بصورة مستمرة في أوساط المدنيين شهريا بسبب مخاطر المتفجرات التي تلوث أجزاء كبيرة من سوريا، مبينا أن العديد من القتلى والجرحى هم أطفال يلعبون أو يلتقطون تلك المخلفات.

وذكر السيد رامش حادثة وقعت في 12 أغسطس عندما دخلت مجموعة من حوالي 70 شخصا، بينهم عائلات مع أطفال، في منطقة مليئة بمخلفات المتفجرات خارج حلب. وأضاف:

"لقد تعرضوا للانفجارات، وقادت أصوات الانفجارات بدورها إلى إطلاق النار من جهات مسلحة في المنطقة. وبينما تم انتشال بعض جثث الضحايا، لم يتضح عدد القتلى."