منظور عالمي قصص إنسانية

موجز سياساتي حول التعليم وكوفيد-19 يدعو إلى اتخاذ خطواتٍ جريئة الآن، لإنشاء نظُم تعليمية شاملة، مرنة، ذات جودة ومناسبة للمستقبل

فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات تدرس في المنزل مع والدتها خلال جائحة كوفيد-19.
© UNICEF/Vinay Panjwani
فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات تدرس في المنزل مع والدتها خلال جائحة كوفيد-19.

موجز سياساتي حول التعليم وكوفيد-19 يدعو إلى اتخاذ خطواتٍ جريئة الآن، لإنشاء نظُم تعليمية شاملة، مرنة، ذات جودة ومناسبة للمستقبل

الثقافة والتعليم

أحدثت جائحة كوفيد-19 أكبر خلل في أنظمة التعليم في التاريخ، مما أثر على ما يقرب من 1.6 مليار تلميذ في جميع البلدان وجميع القارات.

هذا بحسب موجز سياساتي جديد للأمين العام أنطونيو غوتيريش حول التعليم وكوفيد-19 يركز على أهمية التحرك الآن من أجل درء الخطر المحدق بقطاع التعليم والخسارة التي ستلقي بتداعياتها على جيل المستقبل.

عكس التقدم المحرز

وقد فاقمت الجائحة الفوارق التعليمية. فيما تهدد خسائر التعلم، الناتجة عن الإغلاق المطول للمدارس، بمحو التقدم المحرز في العقود الأخيرة، ليس أقله بالنسبة للفتيات والشابات.

التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان. إنه الأساس الذي تقوم عليه مجتمعات عادلة ومتساوية وشاملة ومحرك رئيسي للتنمية المستدامة-- أنطونيو غوتيرش

ويشير الأمين العام في الموجز الجديد إلى أن المدارس قد أوصدت أبوابها، منذ منتصف تموز/يوليو في أكثر من 160 بلدا، مما أثّر على أكثر من بليون طالب وطالبة، مضيفا أن

"هناك ما لا يقل عن 40 مليون طفل في جميع أنحاء العالم فاتتهم فرصة التعلّم في السن الحرجة السابقة للتعليم المدرسي".

كما اضطر أولياء الأمور، والأمهات خصوصا، إلى تحمُّل أعباء رعاية منزلية أثقلت كاهلهم.

ذوو الإعاقة، الأقليات والمجتمعات المحرومة

صبي في العاشرة من عمره يدرس بمساعدة والدته في المنزل في ماثاري، بنيروبي، كينيا.
© UNICEF/Translieu/Nyaberi
صبي في العاشرة من عمره يدرس بمساعدة والدته في المنزل في ماثاري، بنيروبي، كينيا.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن "بث الدروس عبر الإذاعة والتلفزيون وعلى شبكة الإنترنت والجهود المستميتة التي يبذلها المعلمون وأولياء الأمور"، لم تزِل جميع العقبات أمام الوصول إلى الكثير من الطلاب.

وأوضح في هذا السياق أن التلاميذ ذوي الإعاقة وأولئك المنتمين إلى الأقليات أو المجتمعات المحرومة والطلاب المشردين واللاجئين وأولئك الذين يعيشون في مناطق نائية "هم الأكثر عرضة لخطر التخلّف عن الركب".

تكثيف الجهود لمنع الكارثة

وبحسب موجز الأمين العام، فإن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان. إنه الأساس الذي تقوم عليه مجتمعات عادلة ومتساوية وشاملة ومحرك رئيسي للتنمية المستدامة.

ولمنع تحوّل أزمة تعلم موجودة أصلا إلى كارثة تعلم، يدعو الموجز السياساتي الجديد الحكومات والمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود.

ودعا غوتيريش "الحكومات إلى أن تتطلع إلى إعادة فتح المدارس بأمان، والاستماع إلى أصوات أصحاب المصلحة الرئيسيين والتنسيق مع الجهات الفاعلة ذات الصلة، بما في ذلك المجتمع الصحي"، فبمجرد السيطرة على تفشي الفيروس على المستوى الوطني أو المحلي.

أربع مجالات للعمل

ولتحقيق ذلك، يدعو هذا الموجز السياساتي إلى اتخاذ إجراءات في أربعة مجالات رئيسية هي:

  • أولاً، إعادة فتح المدارس. مع الموازنة بين المخاطر التي تحدق بالصحة وتلك التي تتهدد تعليمَ الأطفال وحمايتهم وأن يؤخذ في الحسبان تأثيرُ ذلك على مشاركة المرأة في القوة العاملة.
  • ثانياً، إعطاء الأولوية للتعليم في قرارات التمويل. ومن المهم للغاية أن يكون التعليم في صميم جهود التضامن الدولي، بدءا بإدارة الديون وحُزم التحفيز وحتى النداءات الإنسانية العالمية وجهود المساعدة الإنمائية الرسمية.
  • ثالثاً، اتخاذ من يصعب الوصول إليهم هدفاً للمبادرات، بما في ذلك أولئك الذين هم أكثر عرضة من غيرهم لخطر التخلّف عن الركب.
  • رابعاً، الفرصة الآن سانحة لتأمل مستقبل التعليم. لقد سنحت لنا الآن فرصةٌ لا تتاح للأجيال إلا فيما ندر لبلورة تصوّر جديد للتعليم.

المرونة والتكنولوجيا الرقمية

يدرس الأطفال من المنزل في غواتيمالا باتباع الإرشادات الواردة من وزارة التعليم خلال جائحة كوفيد-19.
© UNICEF/Daniele Volpe
يدرس الأطفال من المنزل في غواتيمالا باتباع الإرشادات الواردة من وزارة التعليم خلال جائحة كوفيد-19.

وأكد الموجز المعني بالتعليم وكـوفيد-19 أن "باستطاعتنا أن نقفز قفزةً هائلة نحو نظُم تستشرف المستقبل وتوفر تعليماً ذا نوعية جيدة للجميع تكون نقطة انطلاق لبلوغ أهداف التنمية المستدامة".

وفي عالم يواجه مستوياتٍ غير مقبولة من اللامساواة، نصبح بحاجة إلى التعليم - الذي هو عامل التكافؤ الأعظم - أكثر من أي وقت مضى. أنطونيو غوتيريش

لكنه شدد على أهمية "الاستثمار في محو الأمية الرقمية وفي البنى التحتية وتحوّل يتوجه بنا نحو تعلّم كيفية تلقي العلم، وإلى تنشيط مبادرات التعلّم مدى الحياة وتعزيز الروابط بين التعليم الرسمي وغير الرسمي"، إذا ما أردنا تحقيق ذلك.

ودعا إلى الاستعانة بأساليب مرنة لتقديم الخدمات التعليمية وبتكنولوجيات رقمية ومناهج دراسية حديثة، مع العمل في الوقت نفسه على ضمان الدعم المستمر للمعلمين والمجتمعات المحلية.

حملة ”أنقِذوا مستقبلنا“

وإلى جانب الموجز السياساتي، أطلق الأمين العام أيضا حملةً جديدةً باسم ”أنقِذوا مستقبلنا“ مع الشركاء في مجال التعليم ووكالات الأمم المتحدة، بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).  

وقال في هذا الصدد "إننا في منعطف حاسم الأهمية بالنسبة لأطفال العالم وشبابه"، موضحا أن القرارات التي تتخذها الحكومات والجهات الشريكة الآن "سيكون لها أثرٌ طويل الأمد على مئات الملايين من الشباب وعلى آفاق التنمية في البلدان لعقود قادمة".

"وفي عالم يواجه مستوياتٍ غير مقبولة من اللامساواة، نصبح بحاجة إلى التعليم - الذي هو عامل التكافؤ الأعظم - أكثر من أي وقت مضى".

وختم بالدعوة إلى "اتخاذ خطواتٍ جريئة الآن، من أجل إنشاء نظُم تعليمية شاملة للجميع تتسم بالمرونة والجودة وتكون صالحةً للمستقبل".

الأمين العام: التعليم هو السبيل إلى التنمية الذاتية وهو طريق المستقبل للمجتمعات.