منظور عالمي قصص إنسانية

التعليم والجائحة: طلاب الدول الأكثر فقرا فقدوا أربعة شهور من التعليم

الطلاب الموريتانيون يعودون إلى المدرسة بعد عدة أشهر من إغلاق المدارس بسبب كوفيد-19.
© UNICEF/Raphael Pouget
الطلاب الموريتانيون يعودون إلى المدرسة بعد عدة أشهر من إغلاق المدارس بسبب كوفيد-19.

التعليم والجائحة: طلاب الدول الأكثر فقرا فقدوا أربعة شهور من التعليم

الثقافة والتعليم

بيّن تقرير جديد أثر جائحة كـوفيد-19 على التعليم في العالم، وأوضح أن الأطفال في البلدان الأكثر فقرا فقدوا ما يقرب من أربعة أشهر من التعليم المدرسي منذ بداية الجائحة، مقارنة بخسارة ستة أسابيع من التعليم في الدول مرتفعة الدخل.

يبحث التقرير الصادر عن البنك الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في الاستجابات الوطنية للجائحة في سياق التعليم، من بينها خسارة أيام التعليم، ودعم التعلّم عن بُعد للطلاب وأولياء الأمور وخطط إعادة فتح المدرسة والبروتوكولات الصحية والتمويل.

ووجد التقرير أن الأطفال في الدول منخفضة الدخل وذات الدخل المتوسط الأدنى هم الأقل احتمالا للوصول للتعلم عن بُعد، والأقل عرضة للمتابعة إذا فقدوا التعلّم، والأكثر عرضة للتأخير في إعادة فتح مدارسهم، والأكثر احتمالا للالتحاق بالمدارس بموارد غير كافية لضمان عملية تعليمية آمنة.

ويرى روبرت جينكينز، مدير قسم التعليم في اليونيسف أن الجائحة أثّرت على تعلّم الأطفال في جميع أنحاء العالم، لكنّ تأثيرها متباين: "في الدول منخفضة الدخل وذات الدخل المتوسط الأدنى، كان الضرر أكبر مع محدودية الوصول للتعلم عن بُعد، وزيادة مخاطر خفض الميزانية وتأخير الخطط في إعادة الفتح، مما أحبط أي فرصة لعودة أطفال المدارس للحياة الطبيعية"، وحثّ على إعطاء الأولوية لإعادة فتح المدارس وتوفير فصول متابعة تمس الحاجة إليها.

تعليم مفقود رغم إعادة الفتح

اعتمد التقرير على نتائج استطلاعات رأي حول استجابات التعليم الوطنية لجائحة كـوفيد-19 في نحو 150 دولة، بين شهري حزيران/يونيو وتشرين الأول/أكتوبر.

ووجدت الاستطلاعات أن أكثر من ثلثي هذه الدول أعادت فتح مدارسها كليا أو جزئيا، لكنّ واحدة من بين كل أربع دول فوّتت موعد إعادة فتح المدارس المخطط له أو لم تحدد موعدا لإعادة الفتح، ومعظمها في البلدان منخفضة الدخل وذات الدخل المتوسط الأدنى.

ومن المعطيات الأخرى التي صدرت في التقرير: واحدة من بين كل خمس دول منخفضة الدخل أفادت بأن التعليم عن بُعد يُعدّ أيّاما دراسية رسمية. وفيما أفادت معظم البلدان بأن تعليم الطلاب يخضع للمتابعة من قبل المعلمين، فإن ربع البلدان منخفضة الدخل والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى لا تعمل على تتبع تعليم الأطفال.

فتاة صغيرة تغسل يديها داخل أحد المرافق الخاصة بالنساء في مومباي بالهند.
© UNICEF/Dhiraj Singh
فتاة صغيرة تغسل يديها داخل أحد المرافق الخاصة بالنساء في مومباي بالهند.

تباين بين البلدان

ووجد التقرير أن جميع البلدان تقريبا أدرجت التعلّم عن بُعد في استجابتها التعليمية، بشكل منصات الإنترنت وبرامج تلفزيونية وإذاعية وحزم منزلية، وطالب أكثر من 90% من الدول مرتفعة الدخل وذات الدخل المتوسط العالي المعلمين بمواصلة التدريس أثناء إغلاق المدارس، مقارنة بـ 40% من البلدان منخفضة الدخل التي أجابت على المسح.

وقال جايمي سافيدرا، المدير العالمي للتعليم بالبنك الدولي، إنه على الرغم من الجهود واسعة النطاق، ثمّة تباينات كبيرة في قدرة البلدان على تزويد الأطفال والشباب بالتعلّم الفعّال: "ربما توجد اختلافات أوسع داخل البلدان في التحفيز التعليمي للأطفال والشباب. كنا نشعر بالقلق إزاء التعلم في بيئة فقيرة قبل الجائحة وأيضا عدم المساواة في فرص التعلم، لكن الزيادة في عدم المساواة في هذه الفرص قد تكون كارثية. عملية تنشيط إعادة التعلم هامة للغاية".

فجوة في التمويل

من بين الدول الـ 79 التي أجابت عن الأسئلة المتعلقة بالتمويل، نحو 40% من الدول منخفضة الدخل والدول ذات الدخل المتوسط الأدنى قد شهدت بالفعل أو تتوقع انخفاضا في ميزانية التعليم في بلدها للسنة المالية الحالية أو السنة المالية المقبلة.

وأفاد نصف المستجيبين في البلدان منخفضة الدخل بعدم وجود أموال كافية لتدابير السلامة مثل مرافق غسل اليدين، وتدابير التباعد البدني ومعدات الحماية للطلاب والمعلمين، مقارنة بـ 5% للدول ذات الدخل العالي.

وقالت ستيفانيا جيانيني، المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو: "ستؤدي الجائحة إلى زيادة فجوة التمويل للتعليم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. ولكن من خلال اتخاذ خيارات الاستثمار الصحيحة الآن، بدلا من الانتظار، يمكن تقليص هذه الفجوة بشكل كبير".

في اجتماع التعليم العالي الذي عقدته اليونسكو مع غانا والنرويج والمملكة المتحدة في 22 تشرين الأول/أكتوبر، التزم حوالي 15 رئيس دولة وحكومة، وما يقرب من 70 وزيرا للتعليم وشركاء التنمية، بحماية تمويل التعليم والعمل على إعادة فتح المدارس بأمان، ودعم جميع المعلمين كعاملين في الخطوط الأمامية وتضييق الفجوة الرقمية.