منظور عالمي قصص إنسانية

اللاجئون السوريون يلجأون إلى تدابير قاسية -أكثر من أي وقت مضى- للتكيف مع تداعيات جائحة كورونا

عائلات سورية تلجأ إلى عفرين في يناير الماضي، في ريف حلب الشمالي، بعد الهروب من النزاع في إدلب.
© UNICEF/Khalil Ashawi
عائلات سورية تلجأ إلى عفرين في يناير الماضي، في ريف حلب الشمالي، بعد الهروب من النزاع في إدلب.

اللاجئون السوريون يلجأون إلى تدابير قاسية -أكثر من أي وقت مضى- للتكيف مع تداعيات جائحة كورونا

المهاجرون واللاجئون

ناشد العاملون أمميون في المجال الإنساني في نداء رسمي، اليوم الثلاثاء من جنيف، الحصول على تمويل لمواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها حالة الطوارئ الصحية الحالية، بعدما تسببت أزمة فيروس كورونا في ارتفاع عدد اللاجئين المحتاجين إلى مساعدة طارئة.

والصراع السوري الذي دخل الآن عامه العاشر، تسبب في لجوء أكثر من 5.5 مليون شخص في البلدان المجاورة مثل مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا حيث يبحثون عن مأوى يقيهم الحرّ والبرد.

وقد ارتفع عدد اللاجئين الضعفاء الذين يفتقرون إلى الموارد الأساسية للبقاء في المنفى بشكل كبير نتيجة لحالة الطوارئ الصحية العامة، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين، أندريه ماهيسيتش.

ومنذ أن تم تنفيذ إجراءات الإغلاق بسبب الجائحة، أشار السيد ماهيسيتش إلى أنه بالإضافة إلى العائلات التي تم تحديدها بالفعل على أنها ضعيفة، فإن "200.000 لاجئ آخر، فقط خلال فترة الأشهر الثلاثة هذه، الذين أصبحوا بسبب تأثير (الجائحة) بحاجة إلى مساعدة طارئة".

تفويت وجبات الطعام وتناول الأدوية! 

أطفال نازحون يتشاركون الطعام في كهف تحت الأرض يأوون إليه مع أسرهم في سوريا
© UNICEF/Ali Haj Sulei
أطفال نازحون يتشاركون الطعام في كهف تحت الأرض يأوون إليه مع أسرهم في سوريا

وأضاف ماهيسيتش أن الدلالات الواضحة على الضيق بين الأفراد الضعفاء الذين فقدوا وظائفهم تشمل تدابير التكيف "التي من شأنها أن تتيح لهم تغطية نفقاتهم بطريقة أو بأخرى". "لدينا أدلة على أشخاص يحاولون تفويت وجبات الطعام من أجل أن يدوم الطعام لفترة أطول، وقد يفوتون تناول الدواء، أي شيء يمكنهم الآن من خفض التكاليف."

أظهرت المجتمعات المضيفة تضامنا كبيرا، لكنها عانت أيضا من فقدان سبل العيش نتيجة جائحة كوفيد-19 --أندريه ماهيسيتش، المتحدث باسم مفوضية اللاجئين

وفيما دعا إلى دعم إضافي للمبادرات الإنسانية، ذكر ماهيسيتش أن 17000 أسرة فقط من أصل 49.000 عائلة تم تحديدها حديثًا في حاجة إلى المساعدة في الأردن، تلقت مساعدات، مشيرا إلى أن "المفوضية تفتقر إلى التمويل اللازم لتوسيع برامجها".

قبل تفشي الجائحة، كانت غالبية اللاجئين السوريين في المنطقة تعيش تحت خط الفقر، بحسب وكالة الأمم المتحدة، في حين أظهر مسح حديث في الأردن أن 35 في المائة فقط من اللاجئين قالوا إن لديهم وظيفة آمنة يمكن أن يعودوا إليها بعد رفع قيود كوفيد-19.

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لا يزال أكثر من ستة ملايين من النازحين السوريين وغيرهم من الفئات الضعيفة داخل سوريا.

قبل ظهور الفيروس، كان استجابة الوكالة وخطة الصمود لعام 2020 التي تبلغ تكلفتها 5.5 مليار دولار ممولة بنسبة 20٪ فقط في جميع أنحاء المنطقة. وتقوم الوكالة الآن بتحديث متطلباتها للتعامل مع الاحتياجات الإضافية، وقد دعت إلى دعم دولي قوي للبلدان التي تأوي المحتاجين.

إذا تم الاعتناء بالجميع والتأكد من أن الجميع بأمان، عندها فقط يمكننا جميعًا أن نكون آمنين--أندريه ماهيسيتش، المتحدث باسم مفوضية اللاجئين

قال ماهيسيتش: "أظهرت المجتمعات المضيفة تضامنا كبيرا، لكنها عانت أيضا من فقدان سبل العيش نتيجة جائحة كوفيد-19"، مضيفا أن تسعة من كل 10 لاجئين سوريين في المنطقة يعيشون في المدن أو القرى، وليس في المخيمات.

 

إذا كان اللاجئون آمنون، كذلك ستكون المجتمعات المضيفة

تدعم الأمم المتحدة المجتمعات الضعيفة في سوريا خلال جائحة كورونا فيروس.
UNDP Syria
تدعم الأمم المتحدة المجتمعات الضعيفة في سوريا خلال جائحة كورونا فيروس.

وإلى جانب حالة الطوارئ العاجلة، أبرز المتحدث باسم المفوضية الحاجة إلى ضمان إدراج اللاجئين في استجابات البلدان الوطنية المتعلقة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى الخدمات الأساسية الأخرى، بما في ذلك التعليم.

وأضاف المتحدث: "إنها نقطة مهمة للغاية أن يتم تضمين اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية في الاستجابات الوطنية للصحة العامة. إذا تم الاعتناء بالجميع والتأكد من أن الجميع بأمان، عندها فقط يمكننا جميعًا أن نكون آمنين".