منظور عالمي قصص إنسانية

برغم استمرار الاستجابة العالمية لكوفيد-19، منظمة الصحة العالمية تشدد على ضرورة عدم غض الطرف عن الخطر الذي تشكله الأنفلونزا

ممرضة في بوليفيا تحمل جرعة من لقاح الانفلونزا.
© UNICEF/Carola Andrade
ممرضة في بوليفيا تحمل جرعة من لقاح الانفلونزا.

برغم استمرار الاستجابة العالمية لكوفيد-19، منظمة الصحة العالمية تشدد على ضرورة عدم غض الطرف عن الخطر الذي تشكله الأنفلونزا

الصحة

على الرغم من استمرار الاستجابة العالمية لجائحة كوفيد-19، شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أن العالم لا يمكنه أن يغض الطرف عن الخطر الكبير الذي تشكله الإنفلونزا، والتي تؤثر على كل بلد، سنويا، وتتسبب في خسائر فادحة.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، خلال مؤتمره الصحفي اليومي من جنيف، اليوم الاثنين: "مع دخولنا موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الجنوبي ... يجب أن نضمن بقاء الإنفلونزا على رأس الأولويات".

وقال إن " التأثير المشترك للإنفلونزا وكوفيد-19 سيفاقم العبء على النظم الصحية التي تعاني بالفعل من الضغط."

على الصعيد العالمي، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، حتى الآن، عن أكثر من 7.8 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 430 ألف حالة وفاة بسبب الفيروس. وتم الإبلاغ عن أكثر من 100 ألف حالة كل يوم خلال الأسبوعين الماضيين – 75 في المائة منها تقريبا من 10 دول في الأمريكتين وجنوب آسيا.

Tweet URL

ودعا الدكتور تيدروس الدول إلى أن تظل متيقظة "لإمكانية عودة ظهور المرض". ففي الأسبوع الماضي فقط، أبلغت الصين عن مجموعة جديدة من الحالات في بيجين، بعد أكثر من 50 يوما بدون تسجيل حالة واحدة في العاصمة الصينية. ومع تأكيد أكثر من 100 حالة الآن، يجري التحقيق في أصل الفاشية ومداها.

النظام العالمي لمراقبة الإنفلونزا

في الوقت نفسه، قال إن أكثر من 500 مليون شخص يتم تطعيمهم ضد الأنفلونزا كل عام، بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن تركيب لقاحات الإنفلونزا.

للتعرف على الفيروسات المنتشرة، تعتمد منظمة الصحة العالمية على المعلومات التي أبلغت عنها 125 دولة من خلال النظام العالمي لمراقبة الإنفلونزا والاستجابة لها، والذي تستخدمه وكالة الصحة الأممية لتقديم توصيات لتكوين لقاحات الإنفلونزا. وأوضح الدكتور تيدروس أن هذا النظام مثل الأساس للكشف عن كوفيد-19.

ولكن هذا النظام - المعمول به منذ عام 1952 - يواجه تحديات كبيرة، حيث تم إيقاف مراقبة الإنفلونزا أو خفضها في العديد من البلدان، كما حدث انخفاض ملحوظ في مشاركة معلومات الإنفلونزا والفيروسات، بسبب جائحة كوفيد-19.

انخفاض كبير في اختبار الأنفلونزا

مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، أفاد الدكتور تيدروس بحدوث انخفاض كبير في عدد العينات التي تم اختبارها للكشف عن الإنفلونزا على مستوى العالم، إلى جانب انخفاض بنسبة 62 في المائة في شحنات الفيروسات إلى المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية، وانخفاض 94 في المائة في عدد تحميل فيروسات الإنفلونزا مع بيانات التسلسل الجيني إلى قاعدة بيانات المراقبة والاستجابة.

وعزا هذه الانخفاضات إلى مجموعة من الأسباب، منها إعادة توزيع الموظفين واللوازم والضغط الكبير على المختبرات المنهكة وقيود النقل، مشيرا إلى أن هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى فقدان قدرات الكشف عن فيروسات الإنفلونزا الجديدة والإبلاغ عنها مع احتمال حدوث جائحة.

وأشار الدكتور تيدروس إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن كيفية دمج مراقبة كوفيد-19 في الرصد الروتيني للأنفلونزا كوسيلة فعالة لتتبع مرضى الجهاز التنفسي، قائلا إن ذلك ضروري لحماية العالم من موسم الإنفلونزا القادم.

نساء مسنات يجلسن على رصيف أحد الطرقات في أوكرانيا.
© UNICEF/Artem Getman
نساء مسنات يجلسن على رصيف أحد الطرقات في أوكرانيا.

 

يجب تتبع كل حالة إصابة بكوفيد-19

أما ماريا فان كيرخوف، خبيرة الجوائح والأمراض المعدية في منظمة الصحة العالمية، فقد أجابت عن أسئلة حول التعامل الآمن مع الاحتجاجات الجارية في العديد من البلدان، مشيرة إلى أنه من المهم مراعاة ما إذا كان ينتشر  الفيروس في المنطقة بصورة نشطة وما إذا كانت هناك طرق لإبقاء الناس متباعدين جسديا. وفي حالة إصابة أي شخص، شددت ماريا كيرخوف على أن يكون هناك نظام لاكتشاف ورصد أي حالات لاحقة بسرعة.

وأوضحت أن "ازدحام الناس في أماكن ينتشر فيها الفيروس، بدون اتخاذ تدابير مناسبة للوقاية، يمثل فرصة لانتقال المرض. كل حالة من حالات كـوفيد-19 مهمة ويجب متابعتها ورعايتها بشكل مناسب."

ظهور مجموعة حالات جديدة تشكل دائما مصدر قلق

ومن جانبه، قال الدكتور مايكل ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن ظهور مجموعات جديدة يثير دائما القلق، خاصة عندما لا يتم التعرف على المصدر.

توصي منظمة الصحة العالمية باتخاذ تدابير فورية تنطوي على إجراء تحقيق شامل، واختبار، وعزل، وحجر صحي. وقد أدت هذه الجهود إلى احتواء الفيروسات الجديدة، سواء كانت ذات صلة بالمجتمعات الدينية، أو الأسواق، أو مساكن المهاجرين أو غيرها من الأماكن.

وفيما يتعلق بمخاطر السفر بالطائرة، قال الدكتور ريان إن منظمة الصحة العالمية تقدم المشورة لمنظمة الطيران المدني الدولي واتحاد النقل الجوي الدولي وستصدر اعتبارات للمسافرين في الأيام القادمة.

وشدد على أنه لا توجد بيئة تخلو من الخطورة، مشيرا على أنه إذا مرض شخص ما، فإن القدرة على تعقب أي شخص كان على متن الطائرة أمر ضروري. "نحن بحاجة إلى جعل تجربة السفر بالطائرة آمنة قدر الإمكان."