منظور عالمي قصص إنسانية

خبيران أمميان يطالبان الإمارات العربية المتحدة بإجراء إصلاحات عاجلة لظروف الاحتجاز "المهينة"

علم الإمارات العربية المتحدة يحلق في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
UN Photo/Loey Felipe
علم الإمارات العربية المتحدة يحلق في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.

خبيران أمميان يطالبان الإمارات العربية المتحدة بإجراء إصلاحات عاجلة لظروف الاحتجاز "المهينة"

حقوق الإنسان

حث خبيران أمميان في مجال حقوق الإنسان* السلطات الإماراتية على التحقيق في"أوضاع الاعتقال التي تصل إلى حد التعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة" وإصلاحها.

وقال الخبيران داينيوس بوراس المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة، السيّد نيلز ميلزر، المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، في بيان، صادر اليوم الثلاثاء، إن "دولة الإمارات العربية المتحدة تتحمل مسؤولية حماية حقوق الأفراد المحرومين من حريتهم من خلال ضمان احترام ظروف الاحتجاز لكرامتهم وسلامتهم العقلية."

وجاء نداء الخبيران العاجل بعد المزاعم الأخيرة بأن السيدة مريم سليمان البلوشي، حاولت الانتحار بسبب الظروف المهينة في سجن الوثبة في أبو ظبي.

السيدة البلوشي، التي اتهمت "بتمويل الإرهاب" بسبب تبرعها لأسرة سورية، حوكمت وأدينت باستخدام أدلة تم الحصول عليها تحت التعذيب في عام 2016 وتقضي عقوبتها منذ ذلك الحين.

مراسلات رسمية مع السلطات الإماراتية

وفي خطاب رسمي إلى السلطات الإماراتية، أعرب السيد بوراس  والسيد ميلزر عن قلقهما البالغ إزاء التعذيب وسوء المعاملة المزعومين بحق السيدة البلوشي، والسيدة أمينة أحمد سعيد العبدولي والسيدة علياء عبد النور، مما أدى إلى تدهور صحتهن بسبب ظروف الاحتجاز ونقص العلاج الطبي المناسب.

البلوشي تعرضت لعمليات انتقامية

وبحسب بيان المقررين الأممين فقد "تعرضت السيدة البلوشي لعمليات انتقامية بعد المراسلات الرسمية التي أرسلت إلى السلطات الإماراتية لطلب معلومات حول الوضع الصحي البدني والعقلي الحالي للنساء الثلاث، والاستفسار عن سبب عدم الإفراج عنها لأسباب صحية، بناء على حالتها الطبية الحرجة."

أثناء احتجازها، يشير التقرير، إلى "تعرض البلوشي لظروف غير إنسانية، بما في ذلك وجود كاميرات مراقبة داخل حمامها واحتجازها في الحبس الانفرادي في مناسبات متعددة لفترات طويلة، كان آخرها منذ منتصف شباط/فبراير."

المعاملة اللاإنسانية والمهينة

وأشار الخبيران إلى أن لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد خلصتا إلى أن ظروف الاحتجاز يمكن أن تصل إلى حد المعاملة اللاإنسانية والمهينة.

وحذر المقرران الأمميان من أن "الاعتقال المطول بمعزل عن العالم الخارجي يمكن أن يسهل ارتكاب التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ويمكن أن يشكل في حد ذاته شكلا من أشكال هذه المعاملة."

الإمارات فشلت في اتخاذ الضمانات اللازمة لحماية حياة وأمن وكرامة المحتجزين

وقال الخبيران إن "السلطات الإماراتية فشلت في اتخاذ الضمانات اللازمة فيما يتعلق بحياة وأمن وكرامة الأشخاص المحرومين من حريتهم على الرغم من احتجاجات البلوشي من خلال الإضراب عن الطعام بسبب حالة اعتقالها،" مشيريْن إلى أن محاولتها الأخيرة للانتحار هي دليل على ألمها ومعاناتها.

وشدد السيد بوراس  والسيد ميلزر على أن "التحسينات في ظروف الاحتجاز يجب ألا تكون مدفوعة بمحاولة الفرد للانتحار." ودعا المقرران الحكومة الإماراتية إلى "إجراء تحقيق سريع ونزيه على وجه السرعة في رد على أعمال التعذيب وسوء المعاملة المزعومة التي تعرضت لها السيدات الثلاث أمينة أحمد سعيد العبدولي ومريم سليمان البلوشي وعلياء عبد النور".

* خبراء الأمم المتحدة هم:

داينيوس بوراس المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة؛ السيّد نيلز ميلزر، المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.