منظور عالمي قصص إنسانية

اجتماع وزاري في إسلام أباد لتذكير العالم بمصير ملايين الأفغان المتأثرين بأكثر من أربعة عقود من الاضطرابات في بلادهم

أفغانستان، بدخستان، 1990. تسير عائلة من اللاجئين على طريق مغل. أول خطوة في المنفى هي ترك البلاد، وأحيانا تتعرض حياة المرء للخطر.
Reza / Webistan
أفغانستان، بدخستان، 1990. تسير عائلة من اللاجئين على طريق مغل. أول خطوة في المنفى هي ترك البلاد، وأحيانا تتعرض حياة المرء للخطر.

اجتماع وزاري في إسلام أباد لتذكير العالم بمصير ملايين الأفغان المتأثرين بأكثر من أربعة عقود من الاضطرابات في بلادهم

المهاجرون واللاجئون

تعقد حكومة باكستان ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اجتماعا وزاريا في إسلام أباد، مطلع الأسبوع المقبل، لإرسال تذكير عالمي بمصير ملايين الأفغان الذين يعيشون كلاجئين، ويشعر كثيرون منهم أن العالم قد تخلى عنهم بالفعل.

ودعت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، العالم إلى عدم ترك الأمل يتلاشى لدى ملايين الأفغان المشردين، الذين تأثروا بأكثر من أربعة عقود من الاضطرابات في أفغانستان والمجتمعات المضيفة لهم في المنطقة.

وشدد المتحدث باسم المفوضية، أندريه ماهيسيتش، خلال حديثه للصحفيين في جنيف يوم الثلاثاء، على ضرورة العمل من أجل محو هذا الانطباع لدى اللاجئين الأفغان. وأضاف:

"لأكثر من 40 عاما، استمر الأفغان في الفرار من العنف والحرب والصراعات والكوارث الطبيعية. لا تزال الدول المجاورة - مثل باكستان وإيران - تبدي كرما رائعا من خلال توفير الملاذ لملايين النساء والأطفال والرجال الأفغان. وكل ذلك مصحوب بالقليل من الاعتراف وتناقص الدعم الدولي."

وفقا للمفوضية، يبلغ عدد سكان أفغانستان اليوم 35 مليون نسمة، ما يقرب من 25% من اللاجئين السابقين، الذين عادوا إلى ديارهم خلال السنوات الـ 18 الماضية، في حين أن أكثر من مليون شخص نزحوا داخليا. نحو 4.6 مليون أفغاني، بما في ذلك 2.7 مليون لاجئ مسجل ما زالوا يعيشون خارج البلاد. وتستضيف باكستان حوالي 90% منهم (1.4 مليون) وإيران (1 مليون).

الأفغان أكبر مجموعة من طالبي اللجوء إلى أوروبا

ومن ناحية أخرى، تشير المفوضية إلى أن الأفغان هم أكبر مجموعة من طالبي اللجوء الذين يصلون حاليا إلى أوروبا. وفي ظل هذه الحاجة المستمرة، فإن الدعم العالمي لحالة اللاجئين الأفغان آخذ في الانخفاض. وقالت المفوضية إنها شهدت انخفاض مستويات التمويل لعملياتها التي تعاني بالفعل من نقص الموارد في أفغانستان وباكستان وإيران على مرّ السنين - مما يجعل من الصعب الاستثمار في حياة الأفغان ومواصلة دعم المجتمعات المضيفة المحلية المتأثرة.

مليون لاجئ من الأطفال

وبحسب المفوضية، فإن أكثر من مليون لاجئ أفغاني، يعيشون في باكستان وإيران، هم أطفال تقل أعمارهم عن 14 عاما، وما يقرب من ثلاثة أرباعهم تقل أعمارهم عن 25 عاما، مشيرة إلى أن نقص التمويل يؤثر بشدة على الجهود المبذولة لتعليم وتمكين الشباب الأفغاني في المنفى، الذين سيلعبون دورا رائدا في إعادة بناء مجتمعاتهم عند العودة.

وحذرت المفوضية من أن الفشل في القيام بذلك يجلب معه مخاطر هائلة للشباب غير المتعلمين في منطقة معرضة للتطرف.

ما المتوقع من مؤتمر إسلام أباد؟

ويسلط المؤتمر الدولي، الذي سيعقد خلال يومي 17 و18 فبراير / شباط، الضوء على كرم وضيافة باكستان وإيران ودول أخرى في استضافة واحدة من أكبر وأطول مجموعة من اللاجئين في العالم.

وقالت المفوضية إن المؤتمر يمثل أيضا فرصة للتضامن الدولي وتقاسم المسؤوليات، لتخفيف الضغط على البلدان المضيفة، التي تتعرض حاليا لضغوط هائلة، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين الأفغان، وإعادة إدماجهم بشكل مستدام في وطنهم.

وأوضحت المفوضية أن الجهود الجارية لتحقيق تسوية سلمية في أفغانستان قد أعادت الأمل للاجئين الأفغان بشأن إمكانية العودة، مشيرة إلى أن المؤتمر سيكون بداية مهمة للمضي قدما.