منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يطلع مجلس الأمن على نتائج مباحثات برلين بشأن ليبيا، ويدعو طرفي النزاع إلى العمل من أجل سلام ووحدة البلاد

الأمين العام يتحدث إلى الصحفيين حول الوضع في ليبيا بعد اجتماع مع مجلس الأمن
UN Photo/Loey Felipe
الأمين العام يتحدث إلى الصحفيين حول الوضع في ليبيا بعد اجتماع مع مجلس الأمن

الأمين العام يطلع مجلس الأمن على نتائج مباحثات برلين بشأن ليبيا، ويدعو طرفي النزاع إلى العمل من أجل سلام ووحدة البلاد

السلم والأمن

في اجتماع مغلق، مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك، أطلع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن على نتائج مباحثات برلين بشأن ليبيا. وتحدث الأمين العام إلى الصحفيين عقب انتهاء الاجتماع، قائلا إن دور مجلس الأمن مهم جدا ووجه رسالة لطرفي النزاع بالعمل "من أجل سلام ووحدة ليبيا."

وأضاف غوتيريش قائلا:

"لقد قدمت إيجازا لمجلس الأمن فيما يتعلق بمؤتمر برلين حول ليبيا، وأعتقد أن المهم الاعتراف بأن هذه خطوة كبيرة، وكانت المرة الأولى التي نجلس فيها على طاولة واحدة مع كل هذه الدول، التي لديها نفوذ مباشر أو غير مباشر فيما يتعلق بالصراع، ونحصل على التزام منها بعدم التدخل، والتزام بدعم وقف إطلاق النار وحظر التسليح ودعم عملية سياسية، وعدم انتهاك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، ودعم إصلاح المؤسسات الاقتصادية والأمنية للبلاد وهو أمر مهم جدا."

وأشار الأمين العام إلى أن الطريق لا يزال طويلا، وأضاف "لدينا هدنة، وتتعرض الهدنة لبعض الانتهاكات ولكن ليست انتهاكات واسعة النطاق ولكنها موضعية حتى الآن."

إنها فقط البداية

لدينا هدنة وتتعرض الهدنة لبعض الانتهاكات ولكن ليست انتهاكات واسعة النطاق -- الأمين العام

وقال غوتيريش في إشارة إلى مؤتمر برلين "هذه فقط هي البداية."

وأضاف أن طرفي النزاع غابا عن المؤتمر، لكن "أحد الطرفين لم يعبّر بعد بشكل علني عن دعمه للنتائج رغم أنه يشارك في العمل الجاري في هذه الأثناء."

وتحدث السيّد غوتيريش عن عقد أول اجتماع لاقتصاديين من الجانبين فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي. وقال "سيستمر هذا العمل مع عقد اللجنة العسكرية المشتركة."

وقال إن إنشاء منتدى سياسي سيكون بمثابة كيان يقود إلى عملية إصلاح تسمح سمح بتطبيع الحياة السياسية الليبية.

وأضاف يقول "لكن لم يتشكل هذا الأمر بعد، فثمّة إشارات بأسماء قدمها مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة ولكن ستكون هناك عدة أسماء تختار منها الأمم المتحدة، ويجب أن تحظى بقبول الطرفين لكي يتم المضي قدما."

وشدد الأمين العام على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومن ثم  التحرك باتجاه عملية سياسية حقيقية. "لم نصل هناك بعد ولهذا فاجتماع مجلس الأمن مهم للغاية والضغط الذي يمارسه المجتمع الدولي على أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم نفوذ على الأطراف عليهم لضمان تنفيذ خارطة العمل هذه، تحويل الهدنة إلى وقف لإطلاق النار وعملية سياسية حقيقية، إن ضغط المجتمع الدولي مهم ودور مجلس الأمن مهم."

الأمين العام للأمم المتحدة يخاطب مؤتمر برلين بشأن ليبيا.
Federal Government/Guido Bergmann
الأمين العام للأمم المتحدة يخاطب مؤتمر برلين بشأن ليبيا.

 

دور مجلس الأمن

ثمة سبب يدعونا لنأمل بخلق ظرف توافقي قوي في مجلس الأمن بشأن ليبيا -- الأمين العام

وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن مصداقية مجلس الأمن، في إشارة إلى تعارض مصالح بعض الدول مع حظر التسليح لليبيا، قال الأمين العام:

"أمر واحد من المهم الإشارة إليه وهو أن رؤساء دول وحكومات المجلس الخمس دائمة العضوية أو ممثلين عنهم كانوا في برلين وقد وقّعوا على اتفاق برلين واتفاق برلين قوي جدا فيما يتعلق بحظر التسليح على سبيل المثال الذي تم انتهاكه بشكل غير مقبول على الإطلاق. أعتقد أن ثمة سبب يدعونا لأن نأمل بخلق ظرف توافقي قوي في مجلس الأمن بشأن ليبيا."

وفيما إذا كان الأمين العام قد طلب من مجلس الأمن تبني قرار بشأن اتفاق برلين، قال السيّد غوتيريش "الأمر لا يعود لي لأطلب ذلك، هذا بالطبع يعتمد على الدول الأعضاء ولكنني أعتقد أن تبني مجلس الأمن للمخرجات وما يعقبها من خطوات، ربما يكون مهما للغاية.

وحول ما إذا كانت لديه رسالة إلى طرفي النزاع، قال السيّد غوتيريش "رسالتي هي اقبلوا بالكامل بمخرجات قمة برلين ولتكن قيادتكم في أوقات كهذه قيادة من أجل سلام ووحدة ليبيا قادرة على الحكم من قبل الليبيين بسلام وأمن والتعاون مع الجيران بطريقة إيجابية."

التزام كامل بنتائج برلين

وفي المؤتمر الصحفي اليومي، قال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك "تحمسنا لدعوات المشاركين في مؤتمر برلين بشأن وقف كامل لإطلاق النار ونعمل بلا كلل لنحاول دعم مثل هذه الدعوات وحث جميع الدول الأعضاء على الضغط على الطرفين للتأكد من إسكات البنادق."

رؤساء الدول يجتمعون في مؤتمر برلين حول ليبيا في العاصمة الألمانية
رؤساء الدول يجتمعون في مؤتمر برلين حول ليبيا في العاصمة الألمانية

ووفقا للمتحدث باسم الأمين العام، فقد عاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسّان سلامة، إلى مقرّ البعثة في ليبيا، وأضاف دوجاريك يقول "ثمّة هدنة هشة صامدة، ولدنيا بعض المقدرة لرصد الانتهاكات، وهذا جزء من ولايتنا ولكننا لا نتمتع بقدرة واسعة النطاق للرصد."

وأضاف دوجاريك أن غسان سلامة سيسعى إلى عقد اجتماع للجنة العسكرية الليبية المشتركة في الأيام القادمة في محاولة لإطلاق مباحثات "نأمل في أن تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار."  

مؤتمر برلين

وكانت ألمانيا قد دعت رؤساء وقادة الدول المعنية بالصراع في ليبيا إلى المشاركة في مؤتمر لبحث وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية المتنازعة، وشارك الأمين العام في المؤتمر يوم الأحد الماضي، وقال إن التصعيد الأخير يتخذ بُعدا خطيرا جدا في ظل بعض التدخلات الخارجية.

واستعرض الأمين العام في المؤتمر الصحفي، يوم الأحد الماضي، المسارات الثلاثة التي سيسير بها الملف الليبي بهدف التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة في الدولة الأفريقية:

  • أولا- المسار الاقتصادي، والذي بحسب الأمين العام "يتحرك بالكامل حيث التقى  22 اقتصاديا في تونس. أما الاجتماع الثاني فسيعقد بعد أسبوعين أو ثلاثة. وبدأت هذه الاجتماعات تنظر في النواحي المركزية للإصلاح الاقتصادي الذي يحتاجه البلد وعلى وجه الخصوص وحدة البنك المركزي والقضايا المتعلقة بسلطة الاستثمار وشركة النفط الوطنية وغيرها من النواحي ذات الصلة لنضمن وجود حكم اقتصادي طبيعي في ليبيا."
  • ثانيا -المسار العسكري ويتعلق بالالتزام العسكري، وقال السيد غوتيريش "بفضل اجتماع برلين كان تمكنا اليوم من استقبال خمسة وفود عسكرية من جانب المشير خليفة حفتر. وكان هناك ثلاثى وفود. والآن هناك اثنان آخران من جانب حكومة الوفاق. وبذلك تتوفر الظروف لعقد اللجنة العسكرية في الأيام القليلة المقبلة."
  • ثالثا- المسار السياسي، وقال الأمين العام إن تقدما أحرز فيما يتعلق بمجلس النواب ومجلس الدولة لاختيار ممثليهم إلى المنتدى السياسي "وسيشمل ذلك أيضا أسماء يختارها ممثل الأمم المتحدة الخاص، ونأمل في أن يسمح ذلك بتحريك المسار السياسي قدما."