منظور عالمي قصص إنسانية

الصومال: إطلاق نداء لجمع 72.5 مليون دولار لدعم ضحايا الفيضانات، والصحة العالمية تبدأ حملة تطعيم

سيدة نازحة من الصومال تزيل الحشائش من أحد الحقول في بلدها حيث يعمل النازحون داخليا على زراعة الخضراوات مثل الطماطم والبصل والذرة
WFP/Karel Prinsloo
سيدة نازحة من الصومال تزيل الحشائش من أحد الحقول في بلدها حيث يعمل النازحون داخليا على زراعة الخضراوات مثل الطماطم والبصل والذرة

الصومال: إطلاق نداء لجمع 72.5 مليون دولار لدعم ضحايا الفيضانات، والصحة العالمية تبدأ حملة تطعيم

المناخ والبيئة

أطلقت الحكومة الفيدرالية في الصومال ومنظمات الأمم المتحدة مناشدة هذا الأسبوع لدعم خطة استجابة لمساعدة مئات الآلاف من ضحايا الفيضانات والسكان الذين تأثروا بالكارثة الطبيعية التي ضربت مناطق متفرقة في الصومال.

وتأمل المنظمات في جمع 72.5 مليون دولار أميركي للمساعدة في مهمات إنقاذ الحياة خلال المدة الواقعة بين تشرين الثاني/نوفمبر إلى كانون الثاني/يناير المقبل. وقد تأثر أكثر من نصف مليون شخص في الصومال بسبب هطول أمطار غزيرة في الصومال وأجزاء من إثيوبيا، وتسببت الفيضانات بتشريد 370،000 شخص في الصومال. كما دمرت الفيضانات حقولا زراعية وبنى تحتية وقتلت الكثير من المواشي في بعض المناطق، أما الخسائر البشرية فبلغت 17 شخصا على الأقل، من بينهم طفلان.

الاحتياجات الإنسانية في تعاظم

وقال وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في حكومة الصومال، حمزة سعيد حمزة، إن السلطات تقود جهودا كبيرة من خلال لجنة منبثقة عن الوزارة، وأضاف "نثمن جهود الأطراف المحلية والدولية بما فيها الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية ونعتبرها مهمة، إلا أن احتياجات المجتمعات المتضررة كبيرة إذ ينبغي توفير مأوى ومياه نظيفة وغذاء ورعاية صحية وحماية."

وقد تدفقت الفيضانات بسبب سقوط أمطار غزيرة خلال موسم "دير" في بداية شهر أيلول/سبتمبر الماضي وهطولها في بعض أنحاء الصومال والمناطق المرتفعة في إثيوبيا وهي منبع نهري شبيلي وجوبا، وقد ارتفعت مستويات المياه في النهرين مما أدّى إلى حصول الفيضان في هيرشابيل وأرض جوبا وولايات جنوب غرب، كما ضربت الفيضانات مناطق بنادير وجوهر وعيل عدّي وجمامي وعددا من المناطق في ولاية جنوب غرب الصومال. إلا أن أكثر المناطق تضررا كانت بلد وين حيث شرد فيضان نهر شبيلي نحو 231،000 شخص من بيوتهم.

الكوارث المتتابعة أرهقت الصومال

ولا يزال الكثير من سكان الصومال يعانون بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد بين عامي 2016 و2017. وأفاد منسق الشؤون الإنسانية في الصومال، آدم عبد المولى بأن الكارثة وقعت في وقت يحتاج فيه أصلا  4.8 مليون شخص في الصومال إلى مساعدات عاجلة بسبب الكوارث البيئية المرتبطة بتغير المناخ، وأضاف "من المهم أن يضطلع كل من المتبرعين وشركاء الأمم المتحدة وحكومة الصومال الفيدرالية والأطراف المعنية في مناقشات جادة لبحث اتخاذ إجراءات تدخل وقائية."

منسق الشؤون الإنسانية في الصومال: يحتاج 4.8 مليون شخصا أصلا للمساعدة قبل الفيضانات

ورغم توسيع نطاق المساعدات، لا تزال الفجوات موجودة في مجال تقديم الخدمات الأساسية خاصة فيما يتعلق بالمياه والنظافة والصرف الصحي والملاجئ والرعاية الصحية والأمن الغذائي. كما ينبغي الحفاظ على استدامة التدخل لتحسين مستوى المعيشة وتكثيف جهود الوقاية من المجاعة، من أجل سد فجوة النقص في الغذاء بسبب استمرار هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالمياه التي تغمر المناطق  خلال الأشهر المتبقية من عام 2019.

خطة الاستجابة

وتسير خطة الاستجابة على مرحلتين، الأولى ستكون عملية تقييم لآثار الفيضانات خلال الفترة الواقعة بين شهري كانون الأول/ديسمبر ونهاية كانون الثاني/يناير، وستأخذ بعين الاعتبار احتمالية استمرار أو زيادة تدفق الفيضانات وإذا اقتضت الضرورة فسيتم الانتقال خلال هذه الفترة إلى المرحلة الثانية من الخطة وهي تقديم الدعم.

ويتطلب تنفيذ الخطة ما مجموعه 72.5 مليون دولار، ومنذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر يتوفر 25 مليون دولار من المساعدات المطلوبة، وتشير المنظمات الإنسانية إلى الحاجة الملحة للحصول على 47.5 مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسكان المتأثرين بالفيضانات.

منازل في منطقة بلد وين في ولاية هيرشابيل، الصومال، مغمورة بمياه الفيضانات ولا تظهر سوى أسقفها
UN
منازل في منطقة بلد وين في ولاية هيرشابيل، الصومال، مغمورة بمياه الفيضانات ولا تظهر سوى أسقفها

حملة تطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال

وبموازاة الجهود الإنسانية لإغاثة المتضررين من الفيضانات، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة لتطعيم 1.7 مليون طفل صومالي ضد مرض الحصبة وشلل الأطفال في بنادير وهيرشابيل وأرض جوبا وولاية جنوب غرب وغيرها من المناطق في الصومال.

الصحة العالمية: طفل واحد من بين كل سبعة أطفال في الصومال يموتون بأمراض يمكن تجنبها عبر التطعيم

وتستمر الحملة لمدة خمسة أيام من 24 إلى 28 تشرين الثاني/نوفمبر وتستهدف لقاحات التطعيم ضد شلل الأطفال من هم في سن الخامسة، واللقاحات ضد الحصبة من هم بين ستة إلى 59 شهرا. وتتضمن الحملة تقديم فيتامين أ للأطفال دون سن الخامسة لتحسين جهاز المناعة لديهم.

وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن مرض الحصبة المعدي يصيب 90% من الأشخاص غير المطعمين في المنزل، وتؤكد أنه حتى السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، أصيب 3616 شخصا في الصومال بالحصبة خلال عام 2019.

ويشير الدكتور مامونور مالك، ممثل منظمة الصحة العالمية في الصومال، إلى وفاة طفل واحد من بين كل سبعة صوماليين قبل بلوغ سن الخامسة، وهو مرض يمكن الوقاية منه، ويضيف "رغم إحراز التقدم خلال السنوات السابقة لإيصال التطعيمات للسكان في جميع أنحاء البلاد، ثمة حاجة ماسة إلى زيادة إمداد المواطنين بالتطعيم وخاصة ضد الحصبة وشلل الأطفال."

وأوضح ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الصومال، فيرنر شولتينك، أهمية تطعيم الأطفال في هذه المناطق قائلا "إن  الاكتظاظ السكاني وسوء التغذية ومحدودية الوصول إلى مياه نظيفة ومياه صرف صحي في المخيمات وغيرها من المواقع تؤدي إلى تفشي الأمراض وتضع حياة الأطفال في خطر."

ويشارك في الحملة أكثر من 17،000 من عمال الإغاثة وغيرهم من أبناء المجتمعات المختصصين في تقديم اللقاحات.