منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير أممي: ارتفاع قياسي في عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان

مسجد بل خشتي في كابول بأفغانستان. (من أرشيف)
UNAMA/Freshta Dunia
مسجد بل خشتي في كابول بأفغانستان. (من أرشيف)

تقرير أممي: ارتفاع قياسي في عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان

السلم والأمن

كشفت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغاننستان (يوناما) أن البلاد قد شهدت مستويات عالية من الإصابات في صفوف المدنيين في الربع الثالث من عام 2019، ناجمة بشكل أساسي عن العنف بين مؤيدي الأحزاب السياسية المتنافسة. جاء ذلك في تقرير نُشر يوم الخميس خلص إلى وجوب القيام بالمزيد لحماية شعب البلاد.

وفي الأشهر التسعة الأولى فقط من عام 2019، أحصت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان أكثر من 8،200 ضحية مدنية – 2،563 قتيلا 5،676 جريحا - على غرار الأرقام الموجودة في الأشهر التسعة المقابلة من عام 2014 فصاعدا. لكن الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت "عددا غير مسبوق من الإصابات في صفوف المدنيين"، على حد قول البعثة.

وبحسب وثائق يوناما، يعد شهر تموز/يوليو أكثر الشهور دموية في البلاد على الإطلاق، حيث سجلت البعثة أكبر عدد من الضحايا المدنيين في شهر واحد منذ أن بدأت الأمم المتحدة التوثيق المنهجي في البلاد، عام 2009.

ارتفاع عدد الضحايا يؤكد أهمية العودة إلى محادثات السلام

وأضاف السيد ياماموتو أن الضرر الذي يحدث يشير إلى أهمية متابعة محادثات السلام لوقف إطلاق النار، داعيا إلى تسوية سياسية للصراع، مؤكدا أنه "لا توجد وسيلة أخرى للمضي قدما".

وشهدت البلاد هذا العام انخفاضا إجماليا في الإصابات بين صفوف المدنيين خلال الأشهر الستة الأولى، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض عدد الإصابات التي يتسبب بها المعارضون السياسيون للحكومة، لكن الاشتباكات الوحشية اندلعت من جديد عندما توجه المدنيون إلى صناديق الاقتراع، وأسفرت عن مقتل أكثر من 85 شخصا في أيلول/سبتمبر وإصابة مئات آخرين بجروح، بحسب ما كشفت يوناما في تحقيق خاص نُشر يوم الثلاثاء.

ووثق التقرير الفصلي الذي صدر يوم الخميس أنه اعتبارا من العام الجديد وحتى 30 أيلول/سبتمبر، كانت العناصر المناهضة للحكومة مسؤولة عن أكثر من 5000 ضحية مدنية، ما يشكل 62 في المائة من إجمالي الضحايا المدنيين خلال هذه الفترة الزمنية.

البعثة ستواصل عملها إلى أن ينخفض عدد الضحايا إلى الصفر

بالنسبة للأسباب التقنية، فقد تسببت العبوات الناسفة الانتحارية وغيرها في مقتل 42 في المائة من جميع الإصابات، في حين كانت الاشتباكات البرية السبب الرئيسي الثاني لإلحاق الأذى بالمدنيين، بنسبة 29 في المائة، تليها الهجمات الجوية التي تسببت في الغالبية العظمى من القتلى المدنيين، وتشكل 11 في المائة من إجمالي الخسائر.

بالإضافة إلى تفاصيل الخسائر البشرية وأسبابها، تشير أرقام بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان إلى أن 41 في المائة من جميع الضحايا المدنيين في أفغانستان كانوا من النساء والأطفال.

ووصفت فيونا فريزر، رئيسة حقوق الإنسان في البعثة، تأثير النزاع على الشعب الأفغاني بأنه "مروع" وقالت إن الأمم المتحدة ستواصل عملها في مجال الدعوة إلى أن ينخفض عدد الضحايا المدنيين إلى الصفر.