منظور عالمي قصص إنسانية

أفغانستان: العنف يهدد بإفشال المحادثات الوشيكة بين الحكومة وحركة طالبان

تجمع لتجار في العاصمة الافغانية كابول. تظهر على المبنى آثار هجوم شنته جماعة طالبان.
UNAMA/Fardin Waezi
تجمع لتجار في العاصمة الافغانية كابول. تظهر على المبنى آثار هجوم شنته جماعة طالبان.

أفغانستان: العنف يهدد بإفشال المحادثات الوشيكة بين الحكومة وحركة طالبان

السلم والأمن

مع قرب انطلاق المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، حذرت كبيرة مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان من أن العنف في البلاد يخلق جوا من عدم الثقة، وهو ما يهدد بإفشال المحادثات التي طال انتظارها.

وخلال حديثها في جلسة لمجلس الأمن، يوم الخميس، وصفت ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) المحادثات الأفغانية-الأفغانية بأنها لحظة تاريخية بالنسبة لأفغانستان.

يستمر الصراع، الذي احتدم منذ أربعة عقود، في مقتل مئات الأشخاص كل أسبوع وقد تسبب في نزوح الملايين على مر السنين - ومعظمهم لا يحدوهم أي أمل في العودة.

ومع قرب انطلاق المفاوضات التي تستضفها قطر، حثت الأطراف على وضع مسألة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية على رأس جدول الأعمال، وحثت جميع الدول على تأكيد هذه الدعوة مع بدء المحادثات.

وأعربت عن شكرها لقطر والولايات المتحدة وباكستان على استخدام الدبلوماسية بصورة مكثفة بهدف إيصال الأطراف إلى هذه النقطة. وقالت إن مرحلة ما قبل المحادثات شهدت إثارة العديد من القضايا الصعبة، تتعلق بإطلاق سراح السجناء، وقد استغرق حلها خمسة أشهر.

ما من حل عسكري

في نهاية المطاف، سيتعين على المفاوضات أن تعالج مجموعة من الأسئلة العميقة حول نوع الدولة التي يريدها الأفغان. لا يمكن إيجاد الحلول في ساحة المعركة أو فرضها من الخارج.

وفي الوقت نفسه، قالت إنه يجب على جميع الأطراف القيام بدورها لضمان تهيئة البيئة الموائمة للسلام. وقد بدأت الأمم المتحدة حوارا مع الجانبين بشأن إدراج أصوات الضحايا في محادثات السلام وآليات العدالة التي تركز على الضحايا.

وقالت "هذا موضوع صعب، لكنه موضوع أساسي"، مشددة على أنه فقط عندما يتم الاعتراف بشكاوى الضحايا ومعالجتها ستكون المصالحة الحقيقية ممكنة.

صورة لأطفال في مقاطعة وردك في أفغانستان
UNAMA/Fardin Waezi
صورة لأطفال في مقاطعة وردك في أفغانستان

 

حقوق المرأة

كما تبرز مسألة حقوق المرأة كواحدة من أصعب القضايا التي تواجه الأطراف أثناء المفاوضات. وأكدت أن "هذه القضية ستكون مركزية في عملية السلام الأفغانية أكثر مما رأيناه في أي مفاوضات سلام أخرى في الذاكرة الحديثة".

وشددت على أن "تمثيل النساء في المفاوضات يوفر أفضل فرصة لضمان التمسك بحقوقهن الخاصة وانعكاس رؤيتهن لأفغانستان سلمية في جميع جوانب المحادثات".

حتى الآن، ليس لدى مكتبها أي علم بأي تمثيل نسائي لطالبان، لكنها تأمل في أن يجد المفاوضون طريقة لإدراج النساء في الفريق.

أهمية وسائل الإعلام

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام إن وسائل الإعلام النابضة بالحياة ستكون حاسمة في تعزيز السلام الشامل. وستستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا مع اتحاد شركات الإعلام الوطنية لمناقشة أفضل السبل لإشراك المجتمع المدني في الحوار أثناء المفاوضات.

على نطاق أوسع، قالت الممثلة الخاصة إنه من خلال تعميق العلاقات الإقليمية في مجالات التجارة والعبور، والبنية التحتية، ومكافحة المخدرات، ونقل المعرفة، يمكن لأفغانستان أن تحقق إمكاناتها الهائلة غير المستغلة والاستفادة الكاملة من موقعها الاستراتيجي في قلب آسيا.

ورحبت بالاستجابة "الساحقة" التي حظيت بها اجتماعات مجموعة عمل سفراء بعثة يوناما من جانب الصين وإيران وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.

عانت العديد من المدارس في أفغانستان من آثار الصراع طويل الأمد. (من الأرشيف)
©UNICEF/Marko Kokic
عانت العديد من المدارس في أفغانستان من آثار الصراع طويل الأمد. (من الأرشيف)

 

الثقة في المؤسسات العامة ضرورية

وعلى الصعيد الوطني، رحبت السيدة ديبورا ليونز بتشكيل الحكومة الأسبوع الماضي، وكذلك التعيينات في المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية. يواصل مكتبها الدعوة إلى استراتيجية شاملة لمكافحة الفساد ولجنة مستقلة لمكافحة الفساد.

وسيحدد مؤتمر التعهدات في تشرين الثاني (نوفمبر) والمحادثات بين الأطراف الأفغانية مسار مستقبل البلاد.

وقالت الممثلة الخاصة إن بعثة يوناما تعمل بانتظام مع طالبان للتأكد من أن الجماعة على دراية جيدة بالتزامات أفغانستان كعضو في المجتمع الدولي، ولا سيما من خلال المناقشات حول قضايا التنمية والحكم، والحوار المستمر حول حقوق الإنسان.

وشددت على ضرورة إيلاء مكافحة فيروس كورونا أهمية قصوى، حيث تم الإبلاغ، حتى الآن، عن 38 ألف حالة إصابة بالفيروس وأكثر من 1400 حالة وفاة.