منظور عالمي قصص إنسانية

المنسق الإنساني للأمم المتحدة يدين "تقاعس أعضاء مجلس الأمن" حيال المذبحة في إدلب بسوريا

سيدة تحمل طفلها وتقضي ليلها في مخيم مؤقت بقرية مظلمة قرب الحدود التركية-- ليس لديها سوى البطانيات، بسب استمرار الأعمال العدائية في شمال حماة وجنوب إدلب ومحافظة حلب في سوريا.
© UNICEF/UN0318979/Ashawi
سيدة تحمل طفلها وتقضي ليلها في مخيم مؤقت بقرية مظلمة قرب الحدود التركية-- ليس لديها سوى البطانيات، بسب استمرار الأعمال العدائية في شمال حماة وجنوب إدلب ومحافظة حلب في سوريا.

المنسق الإنساني للأمم المتحدة يدين "تقاعس أعضاء مجلس الأمن" حيال المذبحة في إدلب بسوريا

المساعدات الإنسانية

ندد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، اليوم الثلاثاء بتقاعس أعضاء مجلس الأمن الدولي حيال المذبحة المستمرة في إدلب، حيث "أدى قصف الحكومة السورية، بدعم من الاتحاد الروسي، إلى مذبحة في منطقة خفض التصعيد" حسب قوله.

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أعلنت في 26 تموز/يوليو أنها أبلغت عن مقتل ما لا يقل عن 450 مدنيا منذ نهاية أبريل/ نيسان، أكثر من 100 منهم لقوا حتفهم في الأسابيع الماضية. كما أعلنت عن إصابة مئات من المدنيين الآخرين في التفجيرات، وتشريد أكثر من 440 ألف شخص.

وذكَّر مارك لوكوك أعضاء مجلس الأمن أعضاء المجلس بأنه ومكتبه "قد أحاطوهم علما سبع مرات بهذا الأمر منذ تاريخ 29 نيسان/أبريل عندما بدأ الهجوم"، مؤكدا دقة وصحة المعلومات التي قدمها مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة. والمصادر التي وفرها. وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية:

"المعلومات التي أقدمها إلى المجلس هي معلومات من مصادر مباشرة أو تم التحقق منها وفحصها ومراجعتها وتأكيدها. تخبرنا فرقنا على الأرض بما يرونه. شركاؤنا الذين عملنا معهم لعدة سنوات والذين يعملون مع عدة دول ممثلة هنا في هذا المجلس، يقدمون المعلومات ".

وأكد مارك لوكوك أن المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام يتم التحقق ومقارنتها مع ما تورده وكالات الأمم المتحدة الأخرى وشركاؤها المحليون ويقدمه السوريون أنفسهم على الأرض. وقد فند وكيل الأمين العام تقارير الحكومة السورية بما في ذلك ما ورد بأن الجماعات الإرهابية قد سيطرت على مستشفيات إدلب وأنه لم تعد هناك شبكات سيارات إسعافية في المنطقة.

كما شرح مارك لوكوك لمجلس الأمن طريقة عمل نظام خفض التصعيد في إدلب، الذي تقوم بموجبه المنظمات الإنسانية غير الحكومية بنقل المعلومات إلى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لتحديد المواقع المدنية الثابتة والتحركات الإنسانية. وتقوم الأمم المتحدة عندئذ بمشاركة إحداثيات هذه المواقع والتحركات مع قوات التحالف الدولية وجمهورية تركيا وروسيا.

وقال لوكوك "معرفة ما إذا كانت الأطراف تستخدم المعلومات المقدمة من نظام خفض التصعيد هذا لحماية المنشآت المدنية من الهجمات، أو لاستهدافها هو مسألة في غاية الأهمية". وقال المسؤول الأممي إنه قد طلب من روسيا أن توضح استخدامها لمعلومات الاتصال التي يوفرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وأضاف بالقول "ما زلت آمل في الحصول على مزيد من التوضيح".  

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ، مارك لوكوك ، يطلع مجلس الأمن على الوضع في سوريا. (30 يوليو 2019)
UN Photo/Eskinder Debebe
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ، مارك لوكوك ، يطلع مجلس الأمن على الوضع في سوريا. (30 يوليو 2019)

وأضاف المسؤول الأممي أن مكتبه قد أرسل أيضا رسائل شفهية إلى أطراف النزاع فيما يتعلق بست هجمات مختلفة في شمال غرب سوريا في عام 2019 وقال لوكوك "بينما تلقينا ردا رسميا من تركيا، لم نتلق أي رد من الاتحاد الروسي".

وأكد المسؤول الأممي أنه لا يوجد نقص في المعلومات حول إدلب، وأن الجميع يعلم تماما ما ظل يحدث في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

 

من ناحية أخرى، قام منسق الأمم المتحدة لإغاثة الطوارئ بتذكير أعضاء المجلس مرة أخرى بالأرقام المتعلقة بالمساعدة المقدمة في سوريا. فخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، تلقى أكثر من ستة ملايين سوري مساعدات إنسانية، بينما  يتلقى 734.000 شخص  في الشمال الشرقي من البلاد مساعدات شهرية، بما في ذلك 70.000 مدني موجودون حاليا في مخيم الهول. وأورد المسؤول الأممي أن المنظمات الإنسانية قد كثفت عملياتها عبر الحدود بشكل كبير، ومن المتوقع أن تقدم مساعدات غذائية لحوالي 1.2 مليون شخص.

 

وفي ختام إحاطته، قال وكيل الأمين العام لأعضاء المجلس "لست متأكدا من أنني أخبرتكم اليوم بشيء مختلف عما يعرفه جميعا مسبقا. لقد أخبركم كثير من الناس بما يجري في إدلب منذ عدة أشهر الآن".

وقال مارك لوكوك مخاطبا الأعضاء "لقد تجاهلتم في مجلس الأمن جميع النداءات السابقة التي سمعتموها. وأنتم تعرفون ما يجري ولم تفعلوا أي شيء لمدة 90 يوما من استمرار حدوث المذبحة أمام أعينكم". وأضاف المسؤول الأممي بتوجيه السؤال: "هل ستتغافلون مرة أخرى، كما قالت ميشيل باشيليت؟ أم أنكم ستستمعون إلى أطفال إدلب وتفعلون شيئا حيال ذلك؟