منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: مئات العائلات النازحة في طريقها للعودة طوعا إلى ديارها المهجورة 

(من الأرشيف) بعض الأسر تعود إلى منازلها في ولاية جنوب كردفان.
©OCHA/Sari Omer
(من الأرشيف) بعض الأسر تعود إلى منازلها في ولاية جنوب كردفان.

جنوب السودان: مئات العائلات النازحة في طريقها للعودة طوعا إلى ديارها المهجورة 

المهاجرون واللاجئون

مئات العائلات النازحة قضت سنوات من حياتها في موقع للحماية تابع للأمم المتحدة في بلدة بور جنوب السودان. خلال موسم الأمطار، يصير هذا المخيم الذي تغمره المياه مكانا بائسا للحياة، ولا يصلح لرعاية الأطفال. 

في أعقاب اتفاق سلام جديد بين الأطراف السودانية الجنوبية، قررت العديد من هذه العائلات أنها تشعر بما يكفي من الأمان لتعود إلى بيوتها التي اضطرت لتركها، بينما تستفسر عائلات أخرى عما إذا كانت هناك فرص كافية للعمل، وأذا كانت قراهم ستتمتع بما يحتاجونه من مرافق تعليمية وصحية لأطفالهم قبل أن تقرر العودة. 

ويقول بول دووب لام لأخبار الأمم المتحدة إنه يريد بالفعل العودة إلى قريته، لكنه غير واثق من أن يكون بوسعه العمل هناك وإعالة نفسه وأسرته. ويقول "أريد العودة إلى قريتي، فلا يمكنك أن تهجر المكان الذي بنيته بأموالك. سأتمكن من رؤية والدتي، وأبي." 

وقد قام وفد من السفراء المقيمين في إثيوبيا بزيارة إلى جنوب السودان للتوصل إلى فهم أفضل للحالة السياسية والأمنية عقب توقيع اتفاقية السلام التي تم تنشيطها. السفراء المنتمون إلى كل من أستراليا والنمسا والدنمارك وجورجيا واليونان وبولندا ونيوزيلندا، استضافتهم السفارة السويسرية بدعم من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. وقد صرح السفير السويسري في جنوب السودان دانييل هون لأخبار الأمم المتحدة بأن مشاهدة الناس يعودون إلى بيوتهم هي علامة إيجابية للغاية؛ وقال إن الناس هنا يؤمنون بعملية السلام الجارية. وإذا استطعنا من جانب المجتمع الدولي القيام بشيء للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والخدمات اللازمة لذلك، فإننا بالتأكيد سنكون سعداء بالقيام بذلك. " 

وقد ظلت السلطات المحلية في جنوب السودان تعمل مع السلطات النظيرة في الدول المجاورة لتعزيز المصالحة والسلام بين مواطنيها المهاجرين واللاجئين. وتقول سلطات جنوب السودان إنه وبعد استعادة الهدوء النسبي، فإن الوقت قد حان للاستثمار في بنية تحتية جديدة لتشجيع العائلات النازحة واللاجئة على العودة. 

ويعتبر نائب حاكم ولاية جونقلي آوت أليير ليك الوضع الحالي في المنطقة اعترافا بأن اتفاقية السلام التي أعيد تنشيطها في جنوب السودان أصبحت حقيقة، وأن ذلك يبث رسالة قوية جدا. وأضاف أن "زيارة السفراء لبلادنا ستكون رسالة قوية للغاية لشعوب البلدان التي يمثلونها وتؤكد لهم أن السلام مستتب الآن. ما يحتاجه جنوب السودان حاليا هو البدء بمبادرة التنمية وإتاحة تقديم الخدمات في جنوب السودان حتى يتمكن السكان النازحون داخليا، أو في المنطقة، من التفكير بجدية الآن في العودة. " 

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي ساعدت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان 423 شخصا على العودة إلى ديارهم. في وقت سابق من شهر حزيران/يونيو، تم نقل 70 شخصا من موقع الحماية إلى قرية يواي حتى يشرعوا في إعادة بناء حياتهم هناك.  

ومع انخفاض عدد المحتاجين إلى الحماية في المخيم، يتم إعادة نشر القوات المرتكزة هناك حاليا، لتعمل على تهيئة بيئة أكثر أمانا في المناطق التي يعود إليها الناس.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن ذلك سيساعد المزيد من الأسر على الشعور بالثقة التي تحتاج إليها للعودة، والعيش حياة يسودها الرخاء والازدهار.