منظور عالمي قصص إنسانية

في جنوب السودان: إمدادات ومساعدات إنسانية، عبر المسارات المائية لنهر النيل

بارجة "عروس النيل" تعمل على نقل الاحتياجات الأساسية مثل الوقود والحصص الغذائية لتلبية الاحتياجات التشغيلية، أو الإنسانية المختلفة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والقوات الأممية هناك.
UNMISS/Video Still
بارجة "عروس النيل" تعمل على نقل الاحتياجات الأساسية مثل الوقود والحصص الغذائية لتلبية الاحتياجات التشغيلية، أو الإنسانية المختلفة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والقوات الأممية هناك.

في جنوب السودان: إمدادات ومساعدات إنسانية، عبر المسارات المائية لنهر النيل

السلم والأمن

بالنسبة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، لطالما كان نقل الإمدادات الضرورية للعمليات الإنسانية  ولاحتياجات القوات الأممية مهمة شاقة، مما يجعل البعثة تستخدم أشكالا مختلفة من وسائل النقل، من بينها المسارات المائية في نهر النيل. 

ظل الكابتن يور أوراج يبحر بقوارب وبوارج مختلفة، على طول وعرض أطول نهر في العالم، "نهر النيل"، ناقلا لإمدادات تشتد إليها الحاجة، مبحرا تارة شمالا أو جنوبا.

مهامه النهرية هي بمثابة شريان للحياة بالنسبة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ووكالاتها الإنسانية. هي مهام لنقل الاحتياجات الأساسية لهذه الوكالات، مثل الوقود والحصص الغذائية سواء لتلبية الاحتياجات التشغيلية، أو الإنسانية المختلفة.

ويقول يور أوراج، كابتن بارجة عروس النيل "بالنسبة لنا نحن نعمل على النهر لخدمة الناس. نحن ننقل حتى مستلزمات برنامج الأغذية العالمي لمساعدة الناس. إذا لم نقم بهذا العمل، فسيواجه إخواننا صعوبات في الجانب الآخر. كل شيء يتم نقله من هنا؛ فهذا الوقود مثلا يرحل إلى مدينة ملكال. كل وظيفة لها أهميتها الخاصة؛ وظيفتنا هي نقل هذا الوقود".

يور أوراج، كابتن بارجة عروس النيل التي تعمل على نقل احتياجات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ووكالاتها الإنسانية عبر نهر النيل.
UNMISS/Video Still
يور أوراج، كابتن بارجة عروس النيل التي تعمل على نقل احتياجات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ووكالاتها الإنسانية عبر نهر النيل.

صعوبات جمة تواجهها بارجة عروس النيل في نقل البضائع والإمدادات من ميناء "منقلا"، فهي تبحر في النيل، على مطلة على مناطق تتحكم فيها الحكومة أو تحتلها المعارضة. يروي أوراج تجربته خلال ذروة الصراع المسلح في عام 2014، حين وصلت بارجته إلى منطقة "تونجا" وتعرضت لإطلاق نار كثيف: "حدث هذا مع بداية الأزمة. كان هناك إطلاق نار كثيف تواصل لثلاث ساعات. كانت معنا قوات من الأمم المتحدة ودافعت عنا، تركنا البارجة هناك تم نقلنا جوا إلى ملكال. كان هذا أكثر وقت عصيب مررنا به في رحلاتنا النهرية.  لكن ذلك لم يوقفنا، إذ أمضينا ثلاثة أشهر في ملكال ثم عدنا لنقس رحلاتنا في النهر.

اتفاق السلام الذي أبرم في جنوب السودان في أيلول/سبتمبر 2018 يعنى للكابتن أن لا مشاكل ستعترض بارجته، أو تعترض القوارب الأصغر التي تبحر في النيل طولا وعرضا.

قائد القوة الأممية في جنوب السودان، الفريق شايليش تينيكار، يقول إن الترحيل عبر النهر هي الطريقة الأسرع والأفضل اقتصاديا، بالنظر إلى صعوبات الطرق والطقس في جنوب السودان: "لدينا سفينة تبحر مرة واحدة في الشهر، وهي قادرة في كل رحلة على نقل حوالي 2000 إلى 2500 طن متري تشمل حصص الإعاشة، وكذلك الوقود. تستغرق الرحلة حوالي 10 إلى 12 يوما لتصل إلى مقصدها، ثم 15 يوما إضافية لرحلة العودة. وهذه عملية لوجستية مهمة جدا للقوات".

 

قائد القوة الأممية في جنوب السودان، الفريق شايليش تينيكار
UNMISS/Video Still
قائد القوة الأممية في جنوب السودان، الفريق شايليش تينيكار

ومع بداية موسم هطول الأمطار، الذي يستمر في هذا البلد من ستة إلى ثمانية أشهر في العام، يصبح النقل النهري بالبوارج أكثر وسائل النقل ضمانا، والأقل تكلفة، خصوصا مقارنة بالنقل البري الذي قد تطول رحلته بسبب الطرق المتأثرة بالمخاطر وبالتلف.

الفريق شايليش تينيكار قائد القوة الأممية في جنوب السودان يعرف أيضا أن النقل برا يكون دائما صعبا عندما تتحرك جنوبا نحو الشمال". وبالمقابل، فإن "المسالك النهرية هي أفضل طريقة للسفر؛ ومع قرب هطول الأمطار فالأكيد هو أن الوسيلة المثلى هي في النقل النهري، على البارجة في نهر النيل".