منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول أممي: انخفاض العنف السياسي أنقذ حياة آلاف المدنيين في جنوب السودان

الممثل الخاص للأمين العام لجنوب السودان، ديفيد شيرر.
UN Photo/Loey Felipe
الممثل الخاص للأمين العام لجنوب السودان، ديفيد شيرر.

مسؤول أممي: انخفاض العنف السياسي أنقذ حياة آلاف المدنيين في جنوب السودان

السلم والأمن

قال ديفيد شيرر، الممثل الخاص للأمين العام في جنوب السودان، إن اتفاقية السلام في البلاد لا تزال قائمة، مضيفا أن "انخفاض العنف السياسي- بالمقارنة مع اتجاه السنوات الماضية - يعني أن المئات، إن لم يكن الآلاف، لا يزالون على قيد الحياة بفضل ذلك".

وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، قال شيرر إن العديد من العائلات النازحة "خلصت إلى أن العودة إلى ديارها أصبحت آمنة، وأن الوقت قد حان لذلك، حيث عاد أكثر من نصف مليون شخص منذ توقيع اتفاق السلام الذي تم إحياؤه".

ومع ذلك، أشار الممثل الخاص إلى أن آخر تحليل حول الأمن الغذائي يظهر واقعا قاتما في ظل مواجهة حوالي سبعة ملايين شخص مستويات أزمة غذائية أو ما هو أسوأ. ومع ذلك، ولأول مرة منذ سنوات، ستشهد بعض المقاطعات تحسينات طفيفة حيث مكّن الهدوء النسبي الأسر من استئناف الزراعة. وقال إن هذه الإشارات الإيجابية تأتي من قاعدة منخفضة للغاية ولكنها تمثل بصيصا لما هو ممكن في ظل السلام، مضيفا أن استمرار هذا الاتجاه أمر حيوي.

وشدد شيرر على أن الرغبة في السلام في البلاد واضحة، وهناك نفور شديد من أي تجدد للقتال. ومع ذلك، لاحظ أن وتيرة الحوار وبناء السلام على المستوى الشعبي تتحرك بشكل أسرع بكثير مما هي عليه بين النخب التي تتفاوض على الصعيد الوطني:

"السيد الرئيس، يجب أن نكون صريحين. توقف القتال لأن القادة أمروا جنودهم بالتوقف. إذا استؤنف القتال - على عكس إرادة الشعب - فذلك لأن هؤلاء القادة أنفسهم يريدون ذلك، وأمروا بأن يحدث".

اتفاق السلام وثيقة حية

وفيما أعرب الممثل الخاص عن خيبة أمله من تأجيل تشكيل حكومة انتقالية، قال إن ذلك سيمنح بعض الوقت لحل القضايا العالقة التي قد تؤدي إلى عرقلة اتفاق السلام.

ويعمل الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والأمم المتحدة بشكل جماعي لدعم العملية، ويشدد الجميع على موقفهم المتمثل في أن التمديد لمدة ستة أشهر يجب أن يكون الأخير:

"يجب أن نرى اتفاق السلام كوثيقة حية، وليس شيئا متحجرا. لا توجد مهام ما قبل المرحلة الانتقالية لا يمكن تحقيقها داخل إدارة انتقالية موحدة. في الواقع، هناك مزايا للقرارات التي تُتخذ جماعيا داخل الحكومة الانتقالية، لأنها ستُتخذ جماعيا وبشكل شفاف وستكون أكثر قابلية للمساءلة من المواطنين".

وأشار شيرر إلى أن جنوب السودان سيحتفل في غضون أسبوعين، بالذكرى الثامنة لاستقلاله، مضيفا أنه "مع هذه السيادة، تأتي المسؤولية، وهو التزام نادرا ما يتم الاعتراف به، بما في ذلك استخدام القادة لموارد البلاد لتحقيق مصالح مواطنيهم، وليس لمصالحهم". وقال إن "رسالة شعب جنوب السودان التي سمعناها في هذا الصدد واضحة للغاية: ارتقوا إلى مسؤوليتكم اعطونا السلام ".

انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي

من جهته، دعا أندرو غيلمور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأطراف في جنوب السودان إلى الوفاء بتنفيذ التزاماتها القاضية بإنهاء الأعمال القتالية ووقف العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. وأكد أن الضمان الحقيقي للسلام الدائم في جنوب السودان يكمن في الجهود المبذولة لإنهاء الإفلات من العقاب. وقال إن التقارير خلصت مرارا إلى أن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي والجرائم الدولية ارتكبت من قبل أطراف النزاع.

وقال "على الرغم من كل هذه الأدلة، لم يتخذ أي إجراء ضد الجناة. من أجل كسر دائرة الإفلات من العقاب التي طال أمدها ومنع الانتهاكات في المستقبل، نعتقد أنه يتعين تطبيق آليات العدالة الانتقالية المحددة في اتفاق السلام. لم توقع حكومة جنوب السودان بعد على مذكرة التفاهم مع الاتحاد الأفريقي لإنشاء المحكمة المختلطة".

لا أحد يستطيع تجاهل دور النساء في السلام والتنمية

وقالت ليديا ميناجانو، مديرة المشاريع في مبادرة مراقبة تنفيذ السلام في جنوب السودان (PIMI)، إن النزاع في بلدها كان متجذرا بعمق في عدم المساواة بين الجنسين مما أدى إلى انتهاك واسع النطاق لحقوق النساء والفتيات، بما في ذلك العنف الجنسي والجنساني، والتهجير القسري، والحرمان من الوصول الأساسي إلى سبل العيش. وأضفت ميناجانو:

"النساء يشكلن غالبية سكان بلدي ولا يستطيع جنوب السودان تجاهلنا. إن منحنا الموارد التي نحتاج إليها للمشاركة في مستقبل بلدنا سيساهم بشكل مباشر في السلام والاستقرار والتنمية في جنوب السودان".

وأكد سفير جنوب السودان أكوي بونا مالوال مجددا على أن إجراءات بناء الثقة بين الموقعين على اتفاق السلام تتحسن باطراد. وقال للمجلس:

” فيما لا يوجد الدكتور رياك مشار في (العاصمة) جوبا، يمكنني أن أؤكد للمجلس أن هناك اتصالات وثيقة بينه وبين الرئيس سلفا كير. لقد شعرنا جميعا بطبيعة الحال بخيبة أمل من ذلك - كنا نأمل أن يسافرا معا من روما إلى جوبا. ومع ذلك، نعتقد أنه سيكون في جوبا قريبا، قبل تشرين الثاني/نوفمبر".