استطلاع: رغم التأثيرات المذهلة لحرب طويلة، مواطنو جنوب السودان يتمسكون بأمل "السلام في العام القادم"

دراسة استطلاعية جديدة عن التأثير المذهل للحرب على سكان جنوب السودان أظهرت أن ما يقارب الثمانين في المئة من مواطني الدولة الوليدة، قد تعرضوا إما لفقد قريب مات جراء الحرب، أو اضطر فرد من أسرتهم للنزوح بسببها.

وحسب الاستطلاع الذي أجرته بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في جميع أنحاء البلاد فإن 22% من الجنوب سودانيين يقولون إن 15 فردا من بين عائلاتهم، على الأقل، قد "أُجبروا على الفرار من منازلهم" أثناء النزاعات التي مرت بها البلاد.

ويعلق الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ديفيد شيرر، على ما كشفته أرقام الاستطلاع من تأثيرات مذهلة بالقول "قد لا تكون تلك مفاجأة للناس في هذا البلد، فقد عانوا خلال السنوات الست الماضية من الحرب والمعاناة الإنسانية. لكن هذا عدد مذهل من الناس، ممن تعرضوا لتأثيرات مباشرة بوفاة شخص ما في أسرهم".

على الرغم من هذه الصعوبات، وجد المسح الاستطلاعي أن التفاؤل لا يزال مرتفعا بين مواطني الدولة التي مزقتها الحرب، وأن 89% منهم يعتقدون أن من المحتمل أن يكون هناك "سلام دائم في جنوب السودان بحلول نهاية هذا العام".

ويقول المسؤول الأممي ديفيد شيرر إن الاستطلاع يوضح ما مر به الناس من الألم والمعاناة جراء الخسائر في الأرواح والتشرد، كما يدل على "الرغبة والتفاؤل الشديدين بسلام يأتي في العام المقبل، ويؤكد حقيقة أن الوضع قد تحسن. لكن في اعتقادي التركيز الآن يقع على القادة لكي يضمنوا تحقيق السلام".

وقد أجرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان استطلاعها الاستقصائي في جميع أنحاء الدولة، وذلك لدراسة الوضع الأمني ​​وآفاق السلام، ولتقييم أداء البعثة في حماية المدنيين وبناء سلام دائم.

وقد أفاد الاستطلاع بأن 72% يشعرون بأمان أكبر "بسبب وجود حفظة السلام" وأن 67% يشعرون أن البعثة "تقوم بعمل أفضل الآن مما كانت تفعل قبل عام"، كما وافق 83% منهم على أن أداء البعثة في البلاد كان "إيجابيا جدا" أو "إيجابيا إلى حد ما".