منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: الأمم المتحدة تدين عمليات القتل الوحشية والعنف الجنسي في ولاية الوحدة

امرأتان عائدتان من جمع الحطب في ولاية الوحدة بجنوب السودان
©UNFPA South Sudan
امرأتان عائدتان من جمع الحطب في ولاية الوحدة بجنوب السودان

جنوب السودان: الأمم المتحدة تدين عمليات القتل الوحشية والعنف الجنسي في ولاية الوحدة

السلم والأمن

أدانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، بشدة، في بيان، انتشار العنف الجنسي وعمليات القتل، بما في ذلك قطع الرؤوس وحرق المدنيين أحياء وهجمات على العاملين في المجال الإنساني في مقاطعة لير، في ولاية الوحدة.

وتعد هذه من بين انتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثيقها خلال تصاعد أعمال العنف التي ارتكبها شباب مسلحون من مقاطعتي كوش وماينديت.

وقد أجرت فرق حقوق إنسان تابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان 10 بعثات تحقق، مشيرة إلى مقتل 72 مدنيا، في الفترة بين 17 شباط/فبراير و7 نيسان/أبريل، وإصابة 11 على الأقل، فضلا عن تسجيل 64 حالة عنف جنسي.

وقد أفادت اثنتان من الناجيات بتعرضهما للاغتصاب الجماعي والمتكرر، بعد خروجهما من مخابئهما للبحث عن طعام لأطفالهما. فيما روت امرأة أخرى أنجبت حديثا أنها تعرضت للاغتصاب والضرب المبرح لمدة ثلاثة أيام.

تحقيق العدالة للناجين

من جهتها أدانت منسقة الشؤون الإنسانية لجنوب السودان، السيدة سارة بيسولو نيانتي، في بيان منفصل "بأقوى العبارات العنف المستمر في مقاطعة لير، وولاية الوحدة، وتوترات الصراع في جميع أنحاء جنوب السودان."
وكانت المنسقة الإنسانية قد قادت في 22 -23 نيسان/أبريل بعثة رفيعة المستوى إلى بانتيو، ولاية الوحدة، وملكال، ولاية أعالي النيل، لتقييم الوضع الإنساني للناس على الأرض ولقاء الناس المتأثرين بالعنف المستمر والكوارث الطبيعية. 
وقالت إن تصاعد القتال في نيسان/أبريل أدى إلى دمار واسع النطاق، ومقتل العديد من الأشخاص وجرحهم واختطافهم واغتصاب نساء، وإحراق المنازل ونهب الممتلكات. 
"لقد حدثت هذه الفظائع في الوقت الذي يستجيب فيه العاملون في المجال الإنساني لتخفيف المعاناة نتيجة الأمطار والمياه الراكدة من فيضانات عام 2021 بالإضافة إلى أنشطة التأهب للتخفيف من تأثير الأمطار القادمة والفيضانات المتوقعة"، كما ذكرت السيدة نيانتي.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان نيكولاس هايسوم:

"لقد روعتني بشدة هذه الهجمات المروعة على المدنيين في لير. يجب علينا جميعا بذل كل ما في وسعنا لضمان حصول الضحايا والناجين على العدالة التي يستحقونها وتلقي الرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه".

وفقا لتقارير أولية، فر حوالي 40 ألف شخص من العنف في لير، حيث أُفيد بعبور الآلاف نهر النيل إلى فانجاك في ولاية جونقلي. 

وأشارت بعثة أونميس إلى أن بدأ موسم الأمطار، إلى جانب المخاطر بحدوث فيضانات، خلقا وضعا خطيرا لآلاف العائلات النازحة داخليا. كما يجري التحقيق في أعمال عنف في مقاطعتي ماينديت وكوش، بما في ذلك ميرمير بايام.

مساع أممية للحيلولة دون وقوع المزيد من الخسائر

 وأكدت البعثة نشر حفظة سلام إضافيين بهدف تسيير دوريات منتظمة، بما في ذلك تسيير دوريات ليلية في بلدة لير للحيلولة دون وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح.

وتوفر قوات حفظ السلام الحماية للنازحين والعاملين في المجال الإنساني الذين يستجيبون لاحتياجات الناجين. ولكن مع ذلك، تؤكد البعثة أن حماية المدنيين هي في المقام الأول مسؤولية الحكومة. ورحبت البعثة بالخطوات الأولية المتخذة في تشكيل لجنة تحقيق ونشر قوات الأمن الخاصة لاستعادة الأمن.

وحث رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان السلطات الوطنية والمحلية على اتخاذ تدابير فورية للحد من التوترات ومنع المزيد من التصعيد والهجمات الانتقامية.

"يجب إنهاء الإفلات من العقاب فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة الجناة على هذه الجرائم المروعة. تعمل البعثة أيضا مع القيادة على مستوى العاصمة والولايات للتخفيف من حدة العنف، بينما تجتمع فرق الشؤون المدنية مع المجتمعات المحلية لإجراء مناقشات جماعية في المناطق المتضررة من النزاع."